Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الخرطوم ليست كصنعاء


الخبر:

في مؤتمر الحزب الحاكم في ولاية الخرطوم، تحدث الرئيس عمر البشير موجهاً خطابه إلى خصومه في الداخل والخارج قائلاً: “الخرطوم ليست كصنعاء” حتى لا يرفعوا سقف توقعاتهم بشأن التسوية السياسية التي يمكن أن يفرزها الحوار وحجم التنازل الذي يمكن أن يقدمه نظامه للدفع بعملية الحوار.

 

التعليق:

شكلت هذه الرسالة صدمة للقوى السياسية المعارضة في السودان، لا سيما تلك المشاركة في الحوار، هذا الحوار الذي أعلن عنه في يناير الماضي وقد مضت تسعة أشهر ولا يزال الأمر (محلك سر) بلغة الجيش تسعة أشهر نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً. فمن المعروف أن الصراع في أساسه هو صراع نفوذ بين أمريكا التي تملك زمام الأمور في السودان وبين بريطانيا صاحبة النفوذ القديم في السودان، وأدوات هذا الصراع هو الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) وفي الجانب الآخر رجال بريطانيا القدامى والجدد، ومن المعلوم أيضاً أن الأمر في السودان لم يستتب لرجال أمريكا بالكامل رغم أن النظام حاول بكل ما يملك إما أن يقضي على رجال بريطانيا أو أن يدخلهم معه تحت جناحه في عملية الأحزاب المعروفة، لكن كل ذلك لم يجعله يسعد بالحكم ونجاحه وبخاصة انفصال الجنوب وقيام الحركات المسلحة في دارفور والشرق وجنوب كردفان والنيل الأزرق حين تدعم هذه الحركات المسلحة من أوروبا وبخاصة بريطانيا وفرنسا. وأمريكا التي نجحت عبر عملائها في السودان في فصل جنوب السودان، حريصة على المضي قدماً في مخططها الإجرامي الرامي لتمزيق ما تبقى من السودان، ولكنها تعلم أنها لن تستطيع فعل ذلك عبر هذا النظام الذي أصابه الضعف والهزال بسبب الأزمة الاقتصادية الضاغطة بعد انفصال الجنوب واستغلال رجال بريطانيا لهذا الموقف، وبخاصة بعد أحداث سبتمبر / أيلول 2013م التي انتفض فيها الشعب ضد زيادة أسعار المحروقات.

فإعلان ما يسمى بالحوار لإيجاد مخرج لأزمات البلاد هو في حقيقته محاولة من أمريكا لإشراك الجميع في تمزيق السودان، والقوى المقابلة ترى في الحوار فرصة لإنهاء حكم المؤتمر الوطني أو المشاركة بقدر أكبر في حكم البلاد إن عجزوا عن إسقاط النظام، ولذلك ما قاله البشير يفهم في هذا السياق أي أنهم لن يقدموا مزيداً من التنازلات، كما أنهم من القوة بمكان بحيث لن يسمحوا بحدوث مثل ما حدث باليمن من فرض فصيل لآرائه بالقوة.

إن هذه الفوضى والارتهان من قبل السياسيين في السودان للغرب وتنفيذ مخططاته لن يؤدي في النهاية إلا إلى تمزيق البلاد وتشريد العباد، فيجب على الأمة الوعي على هذه المخططات والأخذ على أيدي هؤلاء الساسة ومطالبتهم الانفكاك من حبال الغرب، والتمسك بحبل الله المتين، والعمل على إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لتخرج البلاد من أزماتها وتتوحد مع غيرها من بلاد المسلمين.

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ/ ابراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان