نفائس الثمرات الزموا عافاكم الله مجالس الذكر
كان الحسن البصري يقول: أيها الناس! إني أعظكم ولست بخيركم ولا أصلحكم، وإني لكثير الإسراف على نفسي، غير مُحكم لها، ولا حاملها على الواجب في طاعة ربها، ولو كان المؤمن لا يعظ أخاه إلا بعد إحكام أمر نفسه، لعدم الواعظون، وقل المذكرون، ولما وجد من يدعو إلى الله عز وجل ويُرغب في طاعته، وينهى عن معصيته، ولكن اجتماع أهل البصائر، ومذاكرة المؤمنين بعضهم بعضا حياةٌ لقلوب المتقين، وادِّكار من الغفلة، وأمانٌ من النسيان، فالزموا عافاكم الله مجالس الذكر، فرب كلمة مسموعة، ومحتقر نافع:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } أيها الناس: أصبحتم والله في أجل منقوص، وعمل محصي محروس، الموت فوق رؤوسكم، والنار بين أيديكم.
آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه
لأبي الفرج ابن الجوزي
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته