خبر وتعليق مكر كبير بسوريا (مترجم)
الخبر:
ذكر موقع إنترنت خبر التركي بتاريخ 2014/10/30م أن “تركيا ردت بشدة على وحدات حماية الشعبYPG في بيان حول العبور لكوباني: (لا للجيش السوري الحر ولا للبشمركة). بعد خروجها من مطار أربيل الدولي في ساعة متأخرة من ليلة أمس وصلت إلى شانلي أورفا في ساعة متأخرة من ليلة أمس مجموعة من البشمركة التي من المفروض أن تحد من تدخل تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام الذي امتدّ خمسة وأربعين يوما إلى اليوم. في الوقت الذي كان ينتظر فيه دخول البشمركة إلى كوباني، تم السماح لمائتي مقاتل من الجيش السوري الحر بالدخول قبلهم. وحسب تقرير ناميك دوريكان من صحيفة ميليات إن وحدات حماية الشعب، الذين كانوا لا يفضلون تدخل أفراد من الجيش السوري الذين يحسبون على الجبهة الإسلامية والذين يعتبرون وكأنهم يتقاربون مع داعش في كوباني، اقتنعوا أخيرا بتركهم في كوباني بعد مساومات على الحدود.”
التعليق:
تعتزم الولايات المتحدة إرساء لعبة جديدة في الشرق الأوسط عن طريق تركيا وإيران والعراق. تدور هذه اللعبة في قلب منطقة الشرق الأوسط، في العراق والشام. حيث تخوض الولايات المتحدة الأمريكية حربا طويلة الأمد في هذه المنطقة في ضوء مبادرة الشرق الأوسط الكبير. ولكن ظهرت عوامل جديدة تطلبت إعادة إرساء قواعد اللعبة وإعادة التخطيط ووضع تكتيكات جديدة. انطلقت الثورة السورية في مارس 2011 ولا يزال الغرب غير قادر على تطويعها. تدرك الولايات المتحدة جيدا أن سقوط النظام السوري كنتيجة لهذه الثورة سيُفشل مشروعها طويل الأمد في المنطقة. بناء عليه تسعى الولايات المتحدة إلى بناء فدراليات صغيرة في المنطقة حتى تقضي على الثورة. الآن تريد الولايات المتحدة حماية نظام الأسد وتمنع قيام الخلافة على منهاج النبوة بإضافة سوريا إلى مشروعها التقسيمي للعراق الذي لم تحققه بعد.
وقع الآن بناء الفدرالية الشيعية في جزء من العراق. الإدارة الجهوية لبرزاني تسيطر على الجزء الشمالي للعراق وتخطط للترابط مع شمال سوريا في خطوة لبناء دولة كردية فدرالية. وسيكون الجزء الثالث والأخير بناء دولة سنية تتشكل من جزء في العراق وجزء في سوريا. حيث تسيطر إيران حاليا على الجزء الشيعي.
وهذا التحالف العراقي الشيعي الذي سيسيطر على هذه المنطقة سيريح أمريكا. وبما أن الجزء السني يقبع تحت سيطرة تنظيم الدولة، فإن الولايات المتحدة ليست قلقة على المنطقة. منطقة كردستان العراق تقبع تحت سيطرة برزاني. أيضا الجناح العسكري لحزب العمال الكردي السوري، وحدات حماية الشعب، متواجدة في شمال سوريا. ولكن هناك خلاف بين برزاني وحزب العمال الكردي في مقابل ذلك فبين برزاني وتركيا صداقة جيدة بمساعدة الولايات المتحدة. ولا يزال البحث عن حل لمنطقة شمال سوريا التي تركها الأسد في 2012 مستمراً.
إن الولايات المتحدة وتركيا لا تريدان وجود تنظيمات مستقلة صغيرة في شمال سوريا. بناءً على تجربتها في العراق ها هي الولايات المتحدة تحاول السيطرة على هذه المنطقة عبر برزاني. كما تواصل تركيا في نفس السياسة الأمريكية. ولهذا السبب لا يريدون فقط البشمركة في كوباني بل والجيش السوري الحر.
وهذا يهدف إلى تحقيق بعض النتائج:
الولايات المتحدة تخطط لمحاربة المجموعات الثورية الإسلامية الحقيقية في سوريا بتشكيل جيش جديد من البشمركة ووحدات حماية الشعب والجيش السوري الحر.
السيطرة على المنطقة عبر برزاني بالسماح للجيش السوري الحر وقوات البشمركة بالدخول لكوباني اعتمادا على تجربتها في العراق. لأن السيطرة عبر برزاني والجيش السوري الحر تعني أيضا تدخل تركيا بما أن الجيش السوري الحر تحت مراقبة المخابرات التركية. أيضا السيطرة من خلال برزاني قد تساهم في نجاح عملية تركيا وتسهل تحركها في الجهة. غير أن وحدات حماية الشعب، من ورائها حزب العمال الكردي، يريد الإبقاء على استقلاليته في مناطق حكمه. هنا تهدف وحدات حماية الشعب إلى التشويش على اللعبة التي نسميها انقساما إلى ثلاث خطط. وهذا هو سبب معارضتها لدخول الجيش السوري الحر إلى كوباني. ومع ذلك إظهار مجاهدين سلفيين مع الجبهة الإسلامية في الجيش الحر كسبب ليس إلا حجة واهية لأن الجيش السوري لا يضم إلا جنودا معتدلين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار