Take a fresh look at your lifestyle.

  الترويج الغربي للاقتصاد الإسلامي…عبثية أم انتهازية!؟

نعم… إن التنبه لخبث الغرب ومفكريه وإعلامه… وإدراك قطعية سوء نواياهم فيما يروجون إليه وتغليب المصلحة في معالجاتهم القائمة على تثبيت نفوذ أصحاب رؤوس المال في مقابل سحق دائم للأضعف حتى بينهم، وانطلاق علاجاتهم من زاوية خاصة تعمل على اجتثاث جذري لأية وجهة نظر في الحياة منافسة لوجهة نظرهم… هذا كله لا يجعل حامل الدعوة ينظر لهذه التقارير الإعلامية والترويج المتزايد من اقتصادييه للبديل الإسلامي الاقتصادي..!! إلا بعين الحذر والتفطن لما وراء هذه المغازلات غير الطبيعية ممن ألف حياة الغاب من افتراس وجشع.

منذ أسبوع تقريبا شاهدت تقريراً ألمانياً تتحدث فيه خبيرة اقتصادية إيطالية عن الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، وكان النصف الثاني من وقت التقرير هو عن حتمية البديل الإسلامي وتم الحديث بصراحة عن إمكانية استجلاب النظام الاقتصادي بحلوله وتشريعاته بمعزل عن الإسلام!! التقرير كان مدته 6 دقائق، وكأنه رسالة موجهة لأكبر عدد ممكن من الناس في ألمانيا والغرب.

وقبل فترة شاهدت على الجزيرة أيضا إن لم تخني الذاكرة، في تقرير طويل، برنامجاً بحدود الساعة من الزمن عن الأزمة الاقتصادية وكان فحول ودهاقنة الفكر والتشريع الاقتصادي الرأسمالي هم المتكلمين، اختتمت الحلقة بطرح الإسلام كبديل وحيد للأزمة الرأسمالية!!!

أنا في رأيي… هذا التوجه ليس طبيعيا والذي تربى على موائد الرأسمالية القذرة، ومن استعذب الشرب من نخب عرق الكادحين ودماء المستضعفين، لا أصدق بصحوة ضميره المفاجئة!!

وعليه، أظن أن هذا التوجه بطرح الإسلام الاقتصادي (تشريعاته في جانب تدبير شؤون المال)، وقد يطرح شكلا فعليا على مستوى دول كبرى!! لثلاثة أهداف: أولا، كترقيع لاتساع الخرق في الثوب الرأسمالي، أي مسكن لشعوبهم. ثانيا، جسر عبور لتخطي هذه التخبطات والتخفيف من تلاحق الأزمات وموجاته. انتهاءً، بعد حتمية الفشل لكونه أخذ مفصولا عن المنظومة الفكرية الإسلامية المتكاملة، استثمار ذلك الفشل كضربة مشوهة للإسلام كمبدأ كامل وتنفير الناس وخاصة شعوبهم منه.

فعلا لا يرد هذه المكائد إلا دولة الخلافة على منهاج النبوة، وتحميل الأمة لمبدئها فتعي على ما يحاك ضدها من مؤامرات تستهدف صلب مبدئها ومحور حيوية نظامه.

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾

وكما قالها أخونا حسن حمدان لفرنسا يوما… (إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء)! وقطار عودة الإسلام نراه يقترب مسرعا من محطته الأخيرة، لتقلع طائرة الخلافة محلقة برايات العقاب التي نسجت بدماء وأعمار وطاقات وإخلاص حملة الدعوة فتنير سماء العالمين، وتهبط وقتما شاءت في كل أرض لترغم كل صاحب سلطان على العدل وتحكيم شرع الله فتهنأ البشرية وتتخلص من كل ما نراه من ظلم وجور وتعس.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ياسر أبو خليل

 

 

2014_11_05_Art_Western_promotion_for_Islamic_Economics_AR.pdf