تصريحات مُدهشة لأحد قُدامى المحاربين الأمريكيين!
لقد أثارت تصريحات أحد العسكريين الأمريكين الذين شاركوا في حرب العراق 2003م جدلاً واسعاً داخل وخارج الولايات المتحدة، فقد صرح ذلك العسكري على قناة موقع (IVAW) Iraq Veterans Against the War،:
“لقد حاولت جاهداً أن أكون فخوراً بتاريخ خدمتي بالجيش، لكن الواقع أن كل ما كُنا نقوم به يُشعر بالعار!. العنصرية التي نتبعها تكشف زيف القناع الذي نحاول أن نخفي به حقيقة واقع الاحتلال، تلك العنصرية التي نستخدمها مع كل أولئك الناس، لقد رأيت عنصريةً في كل مكان… هنالك عندما رأيت رجلاً مسناً لا يستطيع المشي ومع ذلك نعتقله!، أشعر بالذنب في كل وقت عندما أتذكر تلك الأم وحولها أطفالها يصرخون في حالة هستيرية ونحن لا نأبه لبكائهم ونخرجهم من بيوتهم… لقد كنا أسوأ من صدام!، أشعر بالذنب في أي وقت عندما أرى تلك الفتاة الشابة وأنا أجرها من ذراعيها في الشارع…
لقد قيل لنا أننا نحارب الإرهاب، والحقيقة أن الإرهاب الحقيقي هو نحن… الإرهاب الحقيقي هو هذا الاحتلال!، لقد كانت عنصريتنا داخل الجيش ممنهجة، فهي الأداة الأبرز في احتلالنا لبلد آخر وتدميره!، منذ فترة طويلة يُمارس تبرير القتل والتعذيب الوحشي لشعب آخر تحت مسمى الإرهاب، والحقيقة أن العنصرية هي الدافع الذي يحركون به الجنود، العنصرية هي سلاح حيوي تستخدمه الحكومة، إنها سلاحٌ أقوى من البندقية، الدبابة، مهاجمة أرضية، بارجة بحرية، إن العنصرية أكثر تدميراً من قذيفة مدفعية أو صاروخ “توماهوك”…
والحقيقة أن الذين يرسلوننا للحرب ليس لديهم أهداف سامية لخوض الحروب وتقتيل الناس، إنهم فقط ينظرون للحرب كصفقة لبيع سلاحهم… بيع مربح!، ولتحقيق ذلك فهم بحاجة لجمهور وشعب على استعداد لإرسال جنوده إلى الموت… إنهم بحاجة لجنود على استعداد لأن يُقتلوا أو يَقتُلوا دون أن يسألوا، يريدون جنوداً لا يسألون بل ينفذون فقط… فإذا ما تحقق لهم ذلك فسيشعلون حرباً في كل بقعة على هذا الكون، أولئك هم أصحاب المليارات؛ إنهم الطبقة الحاكمة!.
إنهم يستفيدون من إشعال الحروب ورعاية “المعاناة الإنسانية” فقط لزيادة أموالهم، والسيطرة على الاقتصاد العالمي، نحن نفهم أن قوتهم تكمن فقط في قدرتهم على إقناعانا أن العنصرية والاضطهاد والاستغلال للغير هو في مصلحتنا!، إنهم يُعولون على ثرواتهم لإقناع الطبقة العاملة على الموت وإرسال أبنائهم للموت في بلد آخر، إنهم يستغلون أموالهم عبر الإعلام وغيره لإقناعنا على خوض الحرب والقتل والموت، والنتيجة أننا نموت لأجلهم، جنود البحرية والمشاة والطيران يموتون دون هدف، إنهم يموتون في سبيل بناء ثرواتٍ لتجار الحروب أولئك!، بل إن الغالبية العظمى من الذين يعيشون في الولايات المتحدة ليس لديهم أي مكسب من وراء هذا الاحتلال… بل الحقيقة أننا نعاني من جراء تلك الحروب، نفقد أبناءنا وندخل في صدمات نفسية ونفقد أحباءنا… الملايين في هذا البلد دون خدمة رعاية صحية، ودون فرص تعليم، إنهم يعملون لزيادة فقر الفقراء، ويعملون على زيادة غنى الأغنياء في بلدنا وفي غيره من البلدان التي يُصدِرون لها الحروب…
نحن بحاجة للاستيقاظ، لندرك أن أعداءنا الحقيقيين ليسوا في أرض بعيدة عنا، ليسوا أصحاب الثقافات والديانات الأخرى التي لا نعرفها ولا نفهمها… لا ليسوا أولئك، العدو الحقيقي هو شخص نعرفه جيداً، هو النظام الذي يخوض حرباً عندما يرى فيها ربحاً مالياً فقط، العدو الحقيقي هو كبار الأغنياء الذين يريدون الربح فقط، العدو هو النظام الذي يجعل شركات التأمين تنهب أموالنا دون أن تقدم لنا بالمقابل خدماتٍ صحيةً وتعليميةً، العدو هي البنوك التي تستولي على منازلنا عندما نعجز عن دفع فوائدها العالية… عدونا ليس على بُعد (خمسة آلافِ) من الأميال… إنه داخل وطننا”. (انتهى)
إن هذه التصريحات ذات اللهجة الصادقة الناتجة جراء ما أحدثته سياسات امبراطورية العم سام من تدمير وإفساد، لهي بحق تصريحات تدعو كل صاحب لب وعقل لكي يتفكر في أمرين:
1- إن التاريخ يعيد نفسه من جديد… فكما كان غير المسلمين قبل ظهور الإسلام متدهورة أوضاعهم ومستشرٍ طغيانهم، فما أن بزغ نور النبوة وأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم بحضارة جديدة تنبع من مبدأ عظيم مجيد، فأقام دولته على أنقاض تلك الدول الظالمة الفاسدة، حتى أنقذ البشرية من التيهان والطغيان… فكذلك هي البشرية اليوم!.
2- إن الغرب اليوم يعيش حالةَ غليان، بعد أن أدركت شعوبه فساد منظومة الحضارة الرأسمالية الجشعة، فعصفت بهم الأزمات الاقتصادية، وظهر المبدأ الرأسمالي مكشراً عن أنيابه التي قضت على معنى الإنسانية في قلوب البشر، فأكلت البشر والشجر والحجر… إن على الإعلاميين المسلمين أن يتخذوا مكانهم في الصراع بين الحق والباطل، وأن يُعبروا عن نور الإسلام، فالبشرية كلها تبحث عن مخرج من أزماتها وويلات حروبها… أفليس الأحرى بإعلاميي الأمة وضميرها الحي؛ أن يكونوا على مستوى القضية، فيُعرضَ الإسلام كمُخرجٍ للعالم من أزماته ونوراً؛ في ظل منظومة حكمه الراشد (خلافة راشدة على منهاج النبوة)، ومَن غيرُ دولة الخلافة عمرت 13 قرناً من الزمان فأصلحت الزمان من ظلم قد استشرى وطغيانٍ قد عم فأزالت الغم… من؟!.
﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس محمد هاشم