الجولة الإخبارية 2014-11-19م
العناوين:
• أمريكا تنسق مع النظام السوري
• تركيا تلتزم عدم القيام بمسؤولياتها تجاه الأقصى
• أمريكا وعملاؤها يعملون على تركيز الانقسام في العراق
التفاصيل:
أمريكا تنسق مع النظام السوري:
نقلت وكالة رويترز تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 2014/11/15 التي قال فيها: “أبلغنا النظام السوري بأنه عندما نلاحق الدولة الإسلامية في مجالهم الجوي فإنه من الأفضل لهم ألا يهاجموننا”. وهذا يثبت أن أمريكا على اتصال بالأسد ونظامه ويكذب ادعاءاتها السابقة بأنها لم تتصل بالنظام السوري. مع العلم أن النظام السوري أعلن على لسان وزير خارجيته وليد المعلم بأن أمريكا أبلغتهم ببدء الضربات في سوريا ضد التنظيمات الإسلامية التي يصفونها بأنها إرهابية. وقد أكد ذلك نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان في 2014/10/10 أن: “الولايات المتحدة أبلغت إيران قبل بدء الهجوم على تنظيم الدولة بعدم وجود خطط للهجوم على إيران أو مراكز تابعة للنظام (السوري)”. وقال: “إن واشنطن نقلت نفس الرسالة إلى سوريا”.
واستبعد أوباما التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يتضمن بقاء الأسد في السلطة، ونفى تقارير تفيد بأن إدارته أجرت دراسة شاملة رسمية لسياستها في سوريا، ولكنه أقر بأن طبيعة الدبلوماسية تحتم أن تتعامل واشنطن مع بعض خصومها لإحلال السلام في سوريا. وقال: “في وقت من الأوقات سيتحتم على شعب سوريا واللاعبين المختلفين المعنيين الإقليميين أيضا تركيا وإيران ومن يرعون الأسد مثل روسيا بدء حوار سياسي”. فمعنى ذلك أن بشار أسد ضمن المعادلة السياسية التي تسعى أمريكا لحلها حتى تتوصل إلى تطبيق خطتها في سوريا والتي ترمي إلى ضرب الثورة السورية وإجهاض مشروعها الإسلامي المتمثل بإقامة الخلافة الحقيقية والمحافظة على النظام السوري. ولذلك يشير الرئيس الأمريكي إلى أن واشنطن ستتعامل مع من يدعي أنهم خصومها في إشارة إلى بشار أسد ونظامه مدعيا أن ذلك ما تقره طبيعة الدبلوماسية. في الوقت الذي تعمل على ضرب الثوار المخلصين والتنظيمات التي لديها مشروعٌ إسلاميٌ وتعمل على إيجاد تنظيمات لا تتبنى المشروع الإسلامي وتطلق عليهم لفظة المعتدلين. حيث استعدت تركيا أردوغان لتدريب ألفي عنصر من هؤلاء وتكلفتهم على حساب أمريكا.
وبذلك يثبت أن أردوغان ينفذ الخطط الأمريكية بالمحافظة على النظام العلماني وأنه ضد الثورة السورية ومشروعها الإسلامي.
—————
تركيا تلتزم عدم القيام بمسؤولياتها تجاه الأقصى:
ذكرت وكالة الأناضول التركية في 2014/11/15 أن الرئيس التركي أردوغان انتقد صمت المجتمع الدولي تجاه الاعتداءات والتجاوزات الإسرائيلية، وحادثة اعتداء الجنود الإسرائيليين على المسجد الأقصى قائلا: “ماذا سيفعل العالم لو جرى للمعابد والكنائس في بلادنا ما جرى للمسجد الأقصى ..” وقال: “إن المسجد الأقصى ليس للفلسطينيين فحسب، بل هو القبلة الأولى لكل المسلمين وتقع علينا مسؤوليات تجاهه، ولكن لاحظوا كيف أن العالم يلتزم الصمت”.
فالرئيس التركي يلوم المجتمع الدولي على صمته وفي الوقت نفسه يقول بأن المسجد الأقصى لكل المسلمين ولكنه لا يقوم بأي عمل على أرض الواقع لحماية المسجد الأقصى، بل لم يقم بالانتقام لمقتل تسعة من أبناء شعبه في حادثة سفينة مرمرة على أيدي القتلة اليهود، ويظن أنه عندما يتكلم بهذا الشكل من دون أن يقوم بأي عمل يكون قد أدى واجبه لأنه لم يصمت، وبذلك يدغدغ مشاعر الناس بأنه لم يصمت فيقول البسطاء إنه على الأقل يتكلم ولا يصمت ويعتبر المسجد الأقصى من مسؤولياته. فأسلوب أردوغان أنه يتكلم كثيرا فيما يتعلق بفلسطين ولكنه لا يفعل شيئا صادقا تجاه هذه القضية، بل نراه يلتزم بالخطة الأمريكية المتعلقة بها، وهي حل الدولتين التي تعني إقرار اليهود باغتصابهم لأكثر من ثمانين في المئة من أرض فلسطين. ولم نره يقوم بمسؤوليته بتحريك الجيوش لتحرير الأقصى، حتى إنه لم يقم بأبسط الأعمال من أجل ذلك مثل قطع كافة العلاقات مع كيان يهود وسحب اعتراف تركيا بهذا الكيان المغتصب لفلسطين، ولم يدع لتحريرها كاملة، بل لم يدع إلى تحرير الأقصى والقدس، وإنما يدعو الأمم المتحدة التي أقامت كيان يهود ودعمته وعملت على ترسيخه وحمايته وما زالت تفعل ذلك يدعوها لحماية الأقصى والفلسطينيين وأما تركيا وجيشها الجرار فلا علاقة له بهذا الشأن إلا الكلام المحدد في إطار السياسة الأمريكية.
—————–
أمريكا وعملاؤها يعملون على تركيز الانقسام في العراق:
قام رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي في 2014/11/15 بزيارة مفاجئة للعراق، وقال “إن القوة العسكرية لن تقضي على الدولة الإسلامية ما لم تنجح الحكومة العراقية في إنهاء الانقسام بين السنة والشيعة في البلاد”. مع العلم أن أمريكا هي التي أوجدت هذا الانقسام وأثارت الطائفية والنعرات العصبية وأججتها وأوجدت نظاما طائفيا بغيضا فيه ونصبت حكاما طائفيين من أمثال المالكي الذي أسقطته للتو بعدما أدى مهمته وانتهى مفعول صلاحيته. والآن تعمل على إيجاد حل لهذا الانقسام بتركيزه وذلك عن طريق تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم فدرالية تربطها رابطة هشة قابلة للانقسام النهائي إلى ثلاث دول. وقال ديمبسي لوكالة رويترز “إنه يرغب في معرفة ما إذا كان العراقيون يعتقدون أن بإمكانهم تجنيد أشخاص لبرنامج تأمل الولايات المتحدة في انطلاقه العام القادم لإعادة تدريب وحدات عراقية”. ويظهر أن هناك تناقضا وتلاعبا في سياسة أمريكا، فهي التي أسست الجيش العراقي ودربته وأنفقت عليه المليارات بعدما حلت الجيش العراقي السابق على عهد صدام، والآن تريد أن تعيد تدريبه مما يدل على فشل أمريكا في بناء جيش قوي متماسك، والجيش الذي تبنيه يبقى لعبة بيدها فتسقطه متى تريد وتعيد بناءه متى تريد، فهي التي طلبت من قادة الجيش العراقي في شمال وغرب العراق أن يتركوا أسلحتهم وينسحبوا من أمام تنظيم الدولة الإسلامية، فانسحب أكثر من 52 ألف جندي في ليلة واحدة وتركوا أسلحتهم مما أثار علامات استفهام كبيرة حول الخطة الأمريكية وتلاعبها بالجيش العراقي الذي شكلته ودربته ومن ثم تريد أن تعيد تدريبه!
وقالت وكالة رويترز “إنه يوجد حاليا نحو 1400 جندي أمريكي في العراق. ويتيح التفويض الجديد لأوباما نشر ما يصل إلى 3100 جندي”. وذكرت الوكالة أن “رئيس الأركان الأمريكي توجه إلى أربيل عاصمة كردستان شبه المستقلة بعد الاجتماع مع كبار المسؤولين العراقيين في بغداد ومنهم رئيس الوزراء حيدر العبادي وستقوم القوات الأمريكية أيضا بتدريب القوات الكردية”. والجدير بالذكر أن القوات الكردية البشمركة قد انهارت كما انهار الجيش العراقي أمام تنظيم الدولة الإسلامية حتى بدأوا يستنجدون بأمريكا للتدخل لحمايتهم. فوجدت أمريكا الفرصة المناسبة للتدخل من جديد حيث سيكون مقبولا ومشروعا هذه المرة من قبل الرأي العام العالمي. ويفهم من ذلك أيضا أن أمريكا تدرب الجيش العراقي والقوات الكردية لغايات معينة تخص سياستها ولتنفيذها وتبقيها في حالة عوز تستجدي العون والمساعدة منها.
ومن جانب آخر فإن وزير النفط العراقي عادل عبد الهادي قد صرح في 2014/11/15 بأن “إنتاج العراق من الحقول الجنوبية يبلغ نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي في حين تبلغ الصادرات حوالي 2,5 مليون برميل في المتوسط”. وهذا التصريح بهذه الصيغة لافت للانتباه حيث يذكر فيه الحقول الجنوبية ليشير إلى أن جنوب العراق أصبح لديه الامكانيات الذاتية التي تؤهله لتمويل نفسه ليصبح إقليما مستقلا ضمن خطة التقسيم الأمريكية للعراق يتمثل باتحاد فدرالي كما رسمه الأمريكان في الدستور العراقي. ويريد الوزير العراقي أن يشير إلى أن بترول الجنوب لأهل الجنوب الشيعة كما يطلقون عليهم، لأن بترول الشمال تستحوذ عليه حكومة إقليم كردستان. وهذا بالتالي سيثير الحزازات ليقول من يقطن المنطقة التي يطلق عليها السنة بأن بترول منطقتنا لنا. فأعمال الأمريكان وعملائهم من القائمين على الحكم في العراق تصب في خانة العمل على التقسيم وإقراره وترسيخه. ولم يبق إلا صوت المخلصين من أهل العراق في منع حدوث ذلك والعمل على وحدة أهل العراق وتوحيدهم مع إخوانهم المسلمين في كل البلاد الإسلامية ضمن وحدة واحدة في ظل دولة إسلامية حقيقية لا تميز بين شيعة وسنة ولا بين عرب وكرد وفرس وترك ولا بين غيرهم من المسلمين.