Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الشخصيات الدينية الروسية أداة في لعبة سياسية أجنبية (مترجم)


الخبر:

في 25 أكتوبر، قال مفتي موسكو ومنطقة موسكو “ألبير كيرانوف” عندما نظم مؤتمرا صحفيا بعنوان “الانتهاكات الجماعية لحقوق المؤمنين من قبل السلطات الأوكرانية”، ما يلي: “على الرغم من بناء دولة جديدة، هناك في أوكرانيا (السلطات الأوكرانية الجديدة) قرروا نصرة أي ‘إسلام’ أجنبي إلا ذلك الإسلام الآتي من روسيا. وبالطبع هم يؤيدون الأجانب، الذين يبشرون بأشكال مختلفة من الإسلام، بما في ذلك الأشكال الراديكالية، حزب التحرير وغيرهم…”. وأضاف أنه عاد مؤخرًا من شبه جزيرة القرم، التي بسبب انضمامها لروسيا في ربيع هذا العام تجنبت الفتنة الدينية لا سيما أن في شبه جزيرة القرم أرادوا أيضا استغلال هذه المسألة؛ أرادوا إشعال صراع بين الأديان المختلفة.


التعليق:

للأسف نحن نشهد المزيد والمزيد من الحالات التي يخرج فيها ما يسمى بالشخصيات الدينية في روسيا، المفتين والأئمة في خطب لتقييم وإعطاء مثل هذه التعليقات التي لا علاقة لها بالإسلام وقيمه، وبهذا الصدد نذكر ما يلي:

1- إن أكبر مفاجأة في تقسيم الإسلام إلى مثلث روسي، الإسلام الأجنبي والراديكالي. حيث يتم تعريف الراديكالية والأجنبية ليس وفق آيات من القرآن الكريم أو أحاديث عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن وفقًا لتناقض ما يسمى بـ “الإسلام الروسي”.

سؤال يطرح: ما المقصود من الترويج لمفهوم “الإسلام الروسي”؟ ماذا يعني “الإسلام الروسي”؟ ألا يعلم “ألبير كيرانوف” الذي تخرج من المعهد الإسلامي للتعليم العالي، أن الإسلام هو الوحي الأخير من رب الكون، الذي انتهى زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأي محاولة لتطويع الإسلام بدعوى “الروسية، الوطنية، والمطالب الليبرالية العلمانية، برفض بعض أحكام الشريعة ليس سوى كفر، لأن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 85]

2- أما بالنسبة لكلام المفتي كيرانوف الذي قال بأن المذبحة التي كانت تُعد بين الأديان في شبه جزيرة القرم قد تم تفاديها بانضمام القرم إلى روسيا، في ربيع 2014، فينبغي أن نقول أن حزب التحرير هو حزب سياسي عالمي، يعمل في أوكرانيا وخاصة في شبه جزيرة القرم منذ 20 عامًا. وحزب التحرير في القرم عرف من خلال أنشطته المختلفة في نشر الوعي، والإعلام والمؤتمرات والمحاضرت والندوات، وكذلك التجمعات السلمية. كما أنه من العيب أن نذكر أنه كانت هناك في أوكرانيا أعمال إرهابية، قام بها ما يسمى بالإرهابيين الإسلاميين.

وهذا يختلف عن الاتحاد الروسي حيث شهد تفجير منازل سكنية وأعمال إرهاب في الأماكن العامة، والتي قتل فيها العديد من الأبرياء. لذلك السؤال الذي يطرح: ما هو القتل وما هو السلام والاستقرار وفقا للمفتي كيرانوف؟

3- إن السبب الرئيسي الذي أجبر “ألبير كيرانوف” أن يدلي بمثل هذه التصريحات واضح، وهو مفهوم من خلال عنوان المؤتمر الصحفي “حول الانتهاكات الجماعية لحقوق المؤمنين من قبل السلطات الأوكرانية”.

في الصراع الحالي الدائر بين روسيا وأوكرانيا، جنّدت روسيا كل أدواتها لتشويه سمعة السلطات الروسية الأوكرانية الحالية. شهدنا هجمات على السلطات الأوكرانية ليس فقط من شخصيات سياسية بل أيضا من مثقفين وفنانين وممثلين وغيرهم في البلاد. يبين لنا هذا المؤتمر الصحفي أن الوقت قد حان لإقحام شخصيات دينية إسلامية في هجماتهم. بوضوح وصراحة، هذا الوضع يبين لنا نقطة رئيسية في الإسلام الروسي (أيضا العلمانية والليبرالية وغيرها)، حيث يجب أن يكون دين خالق الكون تحت وصاية السياسة الداخلية والخارجية للنخبة الحاكمة ولكن ليس تحت حراسة القرآن والإسلام والأمة الإسلامية.

وإذا كانت تصريحات كيرانوف لا دوافع سياسية لها واستندت إلى واقع وقلق حقيقي حول حقوق المسلمين، لكان عرف أن السلطات الأوكرانية كما بعض السياسيين والموظفين الحكوميين يعارضون انتشار الإسلام في شبه جزيرة القرم من خلال انتشار نفس الأسطوانة التقليدية والإسلام الراديكالي.

في الختام، نحن نريد أن نجعل هذا عتاباً أخوياً (نصيحة) للمفتي كيرانوف، بحيث لا ينبغي أن يكون أداة في لعبة سياسية أجنبية، والتمسك بالحق وإعلائه، بأن يكون الولي الحقيقي لمصالح الإسلام والمسلمين، لأنه بهذا يفوز في الدنيا والآخرة.

يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا