Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق قطر تستنجد المسلمين

الخبر:

طهران – طالب وفد قطر المشارك في أعمال الدورة العاشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام والاتصال في دول منظمة التعاون الإسلامي، والتي تنعقد في العاصمة الإيرانية، طهران، بإصدار توصية بـ “استنكار الحملات الإعلامية المغرضة ضد حق دولة قطر، العضو في منظمة التعاون الإسلامي البالغ عدد أعضائها 57 دولة، في تنظيم بطولة كأس العالم 2022. ودحض أساليب الزيف الإعلامي والتحريضات التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام الغربية بهذا الصدد”.

 

التعليق:

إن الأصل في المسلمين أن يعاون بعضهم بعضاً، وأن يكونوا يداً واحدة على من عاداهم، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه، والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا فلا يكون بعضهم عوناً للكافرين على إخوانهم. هذا هو الأصل في المسلمين بل هو الواجب عليهم.

إلا أنه في ظل المآسي والآلام الجسام التي تمر بها الأمة من مشرقها إلى مغربها وانقسامها وتكالب دول الكفر عليها نجد أن قطر تستغيث بمنظمة التعاون الإسلامي ليس لنصرة المسلمين ومطالبتها بتوحيد الأمة بضم الـ57 كياناً في دولة إسلامية واحدة، بل إن أكبر همّ قطر وغمها هو استضافة دورة كأس العالم وإنفاق عشرات المليارات من الدولارات فيها، ظنا منها أن العزة والقوة والسعادة تأتي عن طريق التفريط في ثروات الأمة والخنوع للغرب فتستنجد بالمنظمة، التي ما وجدت إلا لتكريس الانفصال بين المسلمين، من أجل نصرة قضيتها المصيرية تلك التي لا تمت للإسلام بصلة. وحق لها أن تستجير بالمنظمة التي لم تتخذ منذ تأسيسها وحتى الآن قرارا لصالح المسلمين، ولم يُرَ منها مناصرة لأية قضية من قضايا الإسلام، فالجامع والقاسم المشترك بينهما هو محاربة الإسلام وخذلان المسلمين وموالاة الكفار وحماية مصالح أعداء الأمة.

فبينما يواجه اللاجئون السوريون شتاء قاسيا، في العراء، يفترش فيه الأطفال والنساء وكبار السن الأرض ويلتحفون السماء، ويتم تعليق المساعدات الغذائية لهم من قبل برنامج الأغذية العالمية، وبينما يستمر الظلم وأعمال القتل الوحشية والإجرام التي يمارسها بشار الطاغية منذ أربعة أعوام تقريبا ضد المسلمين في سوريا. وفي الوقت الذي يشن فيه الكفار المستعمرون بقيادة أمريكا حرباً صليبية جديدة ضد المسلمين، يقصفون فيها أهلنا في الشام والعراق فيقتلون الأطفال والنساء والشيوخ. وفي ظل انتهاك حرمة أولى القبلتين وثالث الحرمين، المسجد الأقصى في القدس وذبح المسلمين في غزة، بل في فلسطين كلها على يد كيان يهود. وفي حين أن أبناء المسلمين يستقلون “قوارب الموت” بحثا عن حياة كريمة أو عمل أو فارّين من أعمال العنف والقتال في بلادهم ليبتلعهم البحر وتتقاذفهم الأمواج.

في ظل كل هذا وذاك ما رأينا من قطر إلا تخلفاً وتخاذلاً عن نصرة الإسلام والمسلمين، فلم نسمعها تطالب المنظمة التي سميت زورا إسلامية بإصدار “توصية” بتحريك جيوش المسلمين لتحرير الأقصى وكل فلسطين من براثن الاحتلال اليهودي بل نجدها تحث الخُطا لتفعيل مسار التطبيع وتعزيز العلاقات الودية مع الاحتلال اليهودي الغاصب. وفوق أنها ودول الخليج الغنية الأخرى لم تعرض استضافة ولو لاجئ واحد من سوريا المنكوبة، نجدها تسارع في مطالبة المنظمة التي سميت زورا “إسلامية” بإصدار توصية في استضافة بطولة كأس العالم!! بل زاد إجرامها إجراماً في مساندة دول التحالف التي تقصف المسلمين في سوريا والعراق عبر السماح لطائراتها باستخدام قاعدة “العديد” الجوية، فتحالفت مع أمريكا والغرب الكافر في إهدار دماء المسلمين واشتركت معهم في الإثم والإجرام فأعمتها الخيانة والعمالة، وعميت بصيرتها عن القوة والعزة والسعادة الحقيقية.

إن الواجب على المسلمين أن يعودوا إلى أصلهم أمة واحدة، سلمهم واحدة، وحربهم واحدة، وأن يقفوا يدا واحدة ضد المؤامرات التي تحاك ضدهم ولا يكون ذلك إلا بالعمل الجاد والمخلص لنبذ حكام الطاغوت والتخلص من الأنظمة الجبرية في العالم الإسلامي، وبكل ما تمت لها بصلة بما فيها تلك المنظمة التي صنعها الغرب الكافر لضرب الإسلام، والتحرر من كافة أشكال الاستعمار السياسي والاقتصادي والعسكري والفكري عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم المعتصم