Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الأزمة الليبية وتداعياتها على دول الجوار


الخبر:

قال وزير الخارجية الليبي محمد الدّايري يوم الجمعة 5 ديسمبر 2014 في حوار على إذاعة كاب أف أم أن ليبيا لن تنسى الوقفة التاريخية لتونس شعبا وحكومة إلى جانب الليبيين.

وفي علاقة بالأوضاع الأمنية التي تعيشها ليبيا أكد وزير الخارجية أنها خطيرة وتمثل خطرا على دول الجوار في المنطقة.

وأكد وزير الخارجية الليبي أن الحكومة بصدد معالجة الإخلالات الأمنية التي تعيشها البلاد، داعيا المنتظم الأممي إلى مساعدة الحكومة الليبية على بسط الأمن في البلاد.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الليبي في الوقت الذي يشهد فيه الجزء الليبي من معبر رأس الجدير الحدودي معارك بين قوات اللواء خليفة حفتر ومتمردين.

وأفادت قناة العربية أن شخصا على الأقل قد قتل وجرح ثلاثة آخرون في المعارك الدائرة بالجزء الليبي من معبر رأس الجدير.

من جهته قال مصدر أمني رفيع المستوى لإذاعة شمس أف أم أن المعارك الدائرة في ليبيا لن تؤثر سلبا على حركة المسافرين والعربات من الجانب التونسي.


التعليق:

لقد قامت الثّورة في ليبيا مثلها مثل نظيراتها في تونس ومصر واليمن وسوريا، من أجل رفع الظّلم والاستبداد، وقد تُوّجت بزوال طاغيتهم “القذافي” ولكن بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على هذه الثورة فإنّ الأوضاع ما زالت غير مستقرّة فلم تتمكن الحكومات المتعاقبة من إحكام قبضتها على الأسلحة المنتشرة بأيدي الكتائب في جميع أرجاء البلاد.

ومن المعلوم أنّ تضارب المصالح الغربية هو السبب الرئيسي في عدم الاستقرار الذي تعيشه البلاد، إذ إنّ الصراع الغربي على الثروات البترولية والغازيّة لاستنزافها حتّم عليها الإبقاء على وضعية الفوضى حتى يتمكنوا دون عناء من نهب خيراتها. وقد تجلّى هذا منذ البداية عبر التدخّل العسكري لحلف ال”ناتو”، وبعد التخلّص من القذافي عمدت أمريكا للمراهنة على الجنرال المتقاعد خليفة حفتر بدعمه عسكريّاً وبالسّماح لتدخّل الطائرات المصرية والإماراتية لضرب خصومه، ولم يقف الأمر عند هذا الحد إذ طلبت من تونس والجزائر السماح لها باستعمال أجوائهما لضرب المقاتلين المتشدّدين بتعلّة محاربة الإرهاب وبزعم حماية البلدين من زحف الإرهابيين والتكفيريين.

لقد دفعت هذه الأوضاع المضطربة بالكثير من الليبيّين للفرار إلى تونس بحثا عن الأمن والأمان، وقد وجدوا الترحاب وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من أهلنا في الجنوب فقاموا باحتضانهم، وهو ما يكشف بوضوح عجز حدود سايكس – بيكو على أن تفرّق بين أفراد الأمّة الواحدة وما لم تُدركه الأمّة فكرًا أدركته وجعًا.

إنّه لحريّ بأهلنا في ليبيا أن يدركوا خطورة الاستنجاد بالدول الاستعمارية الطامعة في خيرات الأمّة “فالمؤمن لا يستجير بنار المشركين” وقد بان من هؤلاء مكرٌ وغدرٌ إذ هم لا يرقبون في المسلمين إلّا ولا ذمّة وشغلهم الشّاغل نهب ثروات الأمّة وخيراتها.

إنّه من الضروري على الفرقاء في ليبيا العمل جاهدين على قلع التدخّل السافر للغرب الكافر المستعمر في شؤونهم الداخلية وأن يعملوا من أجل تطبيق شرع ربّهم بإقامة دولة إسلامية تكون النّواة الأولى ثم تنطلق في ضمّ بقية البلاد الإسلامية فتكون لهم مكرمة السبق بإقامة تاج الفروض؛ خلافة على منهاج النبوّة.

قال تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس