Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق غاز الريشة يكفي الأردن 150 عاما أعطَوْا غاز الريشة لبريطانيا وصاروا يستجدونه من كيان يهود وأمريكا!!

 

الخبر:

نشرت القدس العربي بتاريخ 2014/12/10م خبرا جاء فيه: “صوت مجلس النواب الأردني بأغلبية أعضائه الأربعاء على رفض مشروع اتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل التي تعتزم الحكومة توقيعها.

وأوصى المجلس الحكومة بعدم توقيع الاتفاقية بقرار من النواب، وضرورة البحث عن بدائل أخرى لتأمين الغاز لتلبية احتياجات البلاد.

وقال رئيس الوزراء عبد الله النسور في مداخلة له خلال جلسة مجلس النواب الأربعاء، إن الحكومة تبحث عن بدائل أخرى وخاصة من البلدان العربية، مبديا استعداد الحكومة لشراء الغاز من دول عربية مثل قطر، ولو بأسعار أعلى بعض الشيء عن أسعار الشراء من إسرائيل.

وكان وزير الطاقة الأردني محمد حامد، قد قال أمام النواب الثلاثاء، إن شراء الغاز من شركة نوبل الأمريكية لا يهدد مستقبل الأردن ولا يضع الاقتصاد الأردني رهينة بيد أي أحد.

وشركة نوبل الأمريكية هي صاحبة حق امتياز استخراج الغاز مع إسرائيل، وأبرمت اتفاقا مبدئيا مع شركة الكهرباء الوطنية المملوكة بالكامل للحكومة لشراء الغاز لمدة 15 عاما بقيمة إجمالية مقدرة بحوالي 15 مليار دولار.

وتضمنت رسالة النوايا الموقعة بين شركة الكهرباء الأردنية ونوبل انيرجي الأمريكية تزويد الأردن بـ 300 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، ولمدة 15 عاما وبقيمة إجمالية مقدرة بحوالي 15 مليار دولار.

ويعاني الأردن من تحديات اقتصادية كبيرة أهمها ارتفاع فاتورة الطاقة التي تجاوزت 6,5 مليار دولار سنويا، وخسائر شركة الكهرباء الحكومية التي وصلت لحوالي 7 مليارات دولار حتى الآن.

 

 

التعليق:

إن أزمة الطاقة في الأردن هي أزمة مفتعلة بسبب فساد السياسيين الذين رهنوا الأردن وثرواته للغرب الكافر، وكان من المفروض على مجلس النواب أن لا يكتفي برفض الاتفاقية بل أن يعيد النظر في الاتفاقيات السابقة التي نهبت غاز الأردن وتركته يستجدي الغاز من هناك وهناك ولديه احتياطي يكفيه لمدة 150 عاما؛

ففي عام 2009 وافق الأردن على اتفاق شراكة بين بريتش بتروليوم البريطانية وشركة البترول الوطنية الأردنية، في امتياز حقل الريشة للغاز تقوم الأولى بإنفاق 237 مليون دولار لاستكشاف الغاز في المملكة واستثمار قد يصل إلى 10 مليارات في مراحل متقدمة من الإنتاج.

وبعد ذلك بثلاث سنوات، أي في عام 2012، وقعت الحكومة اتفاقية أخرى حصلت على موافقة مجلس النواب وبموجبها تم منح شركة البترول الوطنية التي تعتبر اندماجا بين شركة “بريتش بتروليوم” وشركة البترول 70% من حجم إنتاج الغاز الأردني، الذي يقدر بحسب إحصاءات سلطة المصادر الطبيعية بـ 450 مليار قدم مكعب؛ أي أن احتياطي الغاز يكفي الأردن 150 عاما، أما نسبة الـ 30% المتبقية فإن الشركة ستحصل على نسبة 15% والحكومة الأردنية 15%.

وهذا يعني أن الاتفاقية ملّكت شركة بريتيش بتروليوم 85% من الغاز الأردني ولم يتبق للحكومة الأردنية سوى 15% من سعر الغاز الذي سوف تبيعه الشركة.
أي أن الحكومة الأردنية سوف تشتري الغاز من شركة بريتيش بتروليوم بالأسعار العالمية، زد على ذلك أن الاتفاقية نصت على عدم إخضاع بريتيش بتروليوم لأي ضريبة تعدين أو أي ضرائب أخرى إلا ضريبة الدخل بمقدار 15%، ولا ينطبق عليها أي قانون أردني موجود الآن أو سيشرع في المستقبل. كما أن الشركة غير ملزمة بتوظيف الأردنيين أو نقل الخبرات لهم، كما أن مجلس النواب لم يوقع على الاتفاقية الحقيقية مع الشركة لأنه وقع على الاتفاقية بالنسخة العربية، وهي تختلف عن الاتفاقية بالنسخة الإنجليزية والتي اعتبرت الصيغة الملزمة لجميع الأطراف، وإن حدث أي خلاف فالنسخة الإنجليزية هي التي سوف تعتمد، مشيرا أن التقاضي إن حصل فسوف يكون في محاكم لندن وليس الأردن.

فساد سياسي بامتياز، غاز الريشة يكفي الأردن 150 عاما، فلا تحتاج إلى شراء غاز من شركات أمريكية أو (إسرائيلية) أو حتى عربية، ولكن البلاد تحكمها عصابة من اللصوص، ومن يريد معرفة اللصوص فما عليه إلا أن يبحث عن المالكين لأسهم شركة بريتيش بتروليوم البريطانية ليعرف أن سياسيي البلد هم من أصحابها إضافة إلى أسيادهم البريطانيين، وأنهم يلعبون بالمليارات يصرفونها على شهواتهم ويتركون الشعب يعاني من البرد والفقر والبطالة والمرض، فإذا اتفق الذئب مع الراعي فلا عزاء للغنم!

إن الحكم الشرعي في الغاز أنه ملكية عامة لا يجوز أن تمتلكه أية شركة خاصة ولا يحق للدولة أن تمتلكه أيضا، وإنما وظيفة الدولة أن تعمل على استخراجه وتصنيعه وتوفيره للناس دون عناء، وما زاد عن حاجة رعاياها يمكن أن تبيعه للخارج بالأسعار العالمية وتنفق الأرباح على مصالح الرعية كالخدمات التعليمية والصحية والأمنية والعسكرية والبنى التحتية، الخ؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار»، والغاز من النار الذي يعتبر ملكية عامة لا يجوز خصخصتها.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن دولة يهود هي دولة عدوة محتلة، فعلى الأردن أن يلغي اتفاق السلام معها لأنها في حالة حرب فعلية مع المسلمين، وهي محتلة لأراض إسلامية، فمثل هذه الدولة لا يجوز عقد صلح معها ولا يجوز أن يقوم تبادل تجاري معها، لأن التجارة معها تقوّيها وتدفع ثمن الرصاص الذي تطلقه على المسلمين في فلسطين وسوريا ولبنان وغيرها من الأماكن، وما ينطبق على كيان يهود ينطبق على أمريكا؛ فأمريكا في حالة حرب فعلية مع المسلمين في العراق وسوريا تلقي طائراتها حمماً من النار على المسلمين لذا لا يجوز شرعا أن يكون بيننا وبينهم تجارة خارجية، لكننا ابتُلينا بحكام وسياسيين يعتبرون شعوبهم هم العدو، ودول الكفر من شرق وغرب هم الأصدقاء.

فإلى متى يبقى الجيش الأردني وعشائره ساكتين عن نظام يسرق ثرواتهم ويمنّ عليهم بالفتات؟! إن ما يلقيه لكم النظام الأردني لتبقوا صامتين سيكون وبالا عليكم إن بقيتم كذلك، إنهم دعاة على أبواب جهنم إن أطعتموهم قذفوكم فيها.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم معاذ – ولاية الأردن