Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق فيسك: المعذبون يخشون غضبنا لا غضب العرب

 

الخبر:

في زاوية الرأي في صحيفة الإندبندنت كتب روبرت فيسك مقالا بعنوان “يجب أن يخشى القائمون على التعذيب سخطنا لا سخط العالم العربي. لقد اقترفوا ذلك باسمنا”.

يفتتح فيسك مقاله بالقول “كانوا يريدون لذلك أن يبقى سرا، ويريدون الحماية لجلاوزة الشر الذين أشرفوا على مراكز التعذيب التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية (السي آي إيه) باسمنا، بل يريدون لهم أن يحظوا بالإشادة نظير حفاظهم على سلامة حضارتنا”.

ويتابع فيسك ساخرا “كانت أكاذيبهم في سبيل الحرية، لذلك لنتوقف عن الحديث عن مسلمين يقفون على أقدام مكسورة وأفواههم تزبد بعد 82 دورة من عمليات الإيهام بالغرق”.

ويقول فيسك إن أقطاب نظام الرئيس السابق جورج بوش الذين أحرجهم التقرير لا بد سيقدمون تبريرات شبيهة بالذرائع التي قدموها قبل غزو العراق عن أسلحة الدمار الشامل والصلة بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة.

ويسخر فيسك من إعلان الحكومات خوفها من غضب العرب أو أعمال انتقامية وإغلاقها بعض السفارات هنا وهناك، فيقول إن العرب والمسلمين كانوا غاضبين طوال سنين، فهم ضحايا عمليات التعذيب هذه، وقد عرفوا بعمليات التعذيب قبل نشر هذا التقرير بفترة طويلة.

إذن هم لا يخافون حقيقة من غضب العرب بل من خجلنا مما اقترفوه باسمنا لدرجة قد تجعلنا نعتبرهم مجرمي حرب.

 

 

التعليق:

فيسك المعروف بمواقفه الشاذة عن مواقف زعماء الغرب تجاه العرب والمسلمين يعرض حقيقة مرّة في ثنايا مقاله حول التحقيق في عمليات التعذيب الإجرامية التي قامت ولا تزال تقوم بها المخابرات الأمريكية، هذه الحقيقة تلخص الواقع المُزري الذي وصل له حال المسلمين أن صارت دماؤهم وأعراضهم وكرامتهم مداسا لأحذية الغرب وأجهزته الأمنية سواء تلك التي في بلاده أم هذه التي في بلادنا، والتي عملت ـ ولا تزال تعمل ـ بالوكالة.

فهو يعلم علم اليقين أن نتائج التحقيق تلك لن تحرك في حاكم وضيع من حكام المسلمين شعرة، ولن يرفّ له جفن ـ ولو كذبا ورياءً ـ لأنهم شركاء فاعلون في هذه الجرائم… كيف لا وهم بأجهزتهم الأمنية يستحقون أرفع وسام إبليسي في التعذيب والاضطهاد والإذلال والدوس بالنعال، فوق قلع العيون والأظافر والشّبْح والجلد والسلخ والقتل البطيء!!

ولكن من جهة أخرى فإنا نلفت انتباه فيسك إلى أن هذا التحقيق يخرج إلى العلن في وقت قد تم فيه تجييش الرأي العام في بلده وفي الغرب عموما ضد كل ما يمت للإسلام بصلة، بعد صور الذبح التي نشرتها عصابة البغدادي وجمع ذلك الحلف الشيطاني الأمريكي بحجة ضرب “الإرهاب والإرهابيين”.

فمن بعد ذلك سيتعاطف مع مظالم أولئك المساكين الذين عذبوا تعذيبا وحشيا على يد جلادي السي آي إي تلامذة جلادي حكام الضرار؟

كيف ستعلو الأصوات المطالبة بالقصاص والمحاسبة ـ في الغرب نقصد ـ وقد قلب على المسلمين رأس المِجنّ فأصبحوا في موضع اتهام فوق اتهام، وباتوا مجرمين ابتداء حتى يثبتوا براءتهم من لا شيء أصلا؟

وعودا على بدء، فإن أيتاما على موائد اللئام لن يجدوا نَصَفَتهم عند اللئام ولا عند سادتهم أرباب اللؤم والحقد والطغيان… ولن يجد جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أدنى حرج في تبرير تلك الممارسات المقززة في حق المسلمين… فهؤلاء ـ أي المسلمون ـ يستحقون في جو الحلف الصليبي الجديد أكثر من ذلك برأيهم!!

وأخيرا … فلا تحسبن الله غافلا عمّا يعمل الظالمون

تنام عيناك والمظلوم منتبه = يدعو عليك وعين الله لم تنم

ونقول… إن يُتْم هذه الأمة المسكينة لن يطول، ونكبتها في حكامها الأنذال لن تستمر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى