Take a fresh look at your lifestyle.

بيان صحفي تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي عن عمليات التعذيب!

 

نشر موقع السياسة الخارجية بتاريخ 2014/12/09م تقريراً مفصلا من نحو 525 صفحة عن جرائم التعذيب التي تم ارتكابها بحق المسلمين في المعتقلات الأمريكية!! فما الجديد في تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي عن طرق التعذيب التي مارستها “سي آي إيه” لاستنطاق المعتقلين؟ هل كشف سرًا مجهولا من قبل؟ وهل سيؤدي إلى اعتذار أوباما عن شن مئات الغارات بالطائرات – من دون طيار – وقتله لمئات الأبرياء من أفغانستان إلى اليمن ومن الصومال إلى العراق؟ وهل سيؤدي إلى محاسبة الحكام العرب وجلاديهم في 13 دولة الذين ساهموا في عمليات التعذيب بالنيابة عن الـ سي أي إيه كما ذُكر؟ وهل ستتعظ حكومة بريطانيا، التي شاركت بدور بارز في عمليات الـ “سي أي إيه” من ذلك بشيء؟

لن يحصل شيء من ذلك، فلن يحاسب الجلادون الأمريكان، ولا رؤساؤهم الذين أصدروا الأوامر لهم بارتكاب هذه الجرائم التي هي سبة عار في جبين “الحضارة” الليبرالية الديمقراطية التي تتشدق بحقوق الإنسان… بل إن ثلاثة رؤساء سابقين للسي أي إيه وهم “مايكل هايدن” و”جورج تينيت” و”بورتر جروس”، شاركوا في كتابة رسالة أكدوا فيها أن الوكالة قامت بما قامت به لحماية الولايات المتحدة من أية أعمال إرهابية. وبدورهما، بادر كل من الرئيس الأمريكي السابق “جورج بوش” ونائبه “ديك تشيني” إلى انتقاد التقرير فور الإعلان عنه. وأجاب تشيني حين سئل عن رأيه في التقرير أنه هراء، لا قيمة له. وسارع عضو المحكمة الدستورية العليا في أمريكا القاضي أنطونين سكاليا إلى دفن التقرير برمته، متذرعا بأن “لكل بلد مطلق الحرية في تحديد وتقرير حقوق الإنسان بحسب ما يراه مناسبا لمصالحه العليا” رافضا أي إشارة إلى حقوق الإنسان العالمية “المزعومة”.

أما في بريطانيا فقد سارعت الحكومة إلى سن تشريع جديد يخول الأساتذة والأطباء والممرضات التجسس على المسلمين، فمتى شك أحدهم بأن المسلم بين يديه “قد” يحمل أفكارًا متطرفة فهو ملزم قانونًا بالإبلاغ عنه، وذلك “لحماية الأمن القومي”!

وليس في هذا بدعٌ من القول، فقد سبق لمنظّر المبدأ الرأسمالي الدارويني، تشارلز داروين، أن تنبأ (في 1858) بأن المستقبل سيثبت أحقية الرجل الأبيض في التخلص من العرقيات المتدنية (من غير البيض في المستعمرات). هذه السياسة الداروينية التي طبقها الاستعمار الغربي بكل فعالية في إبادة الشعوب المغلوبة من الهنود الحمر إلى شعوب إفريقيا وصولا إلى استعمال القنابل النووية ضد الشعب الأصفر الياباني لا لحاجة استراتيجية عسكرية فالحرب العالمية كانت قد حسمت ولكن “لتجربة” السلاح الفتاك الجديد.

تلك هي حضارة “الرجل الأبيض الاستعماري في الغرب” التي ما زال الجهلة والمفتونون والمضبوعون يروجون لسمومها في بلاد المسلمين، ويزعمون أنّ الغرب الاستعماري ذو قلبٍ مرهف وحساس تجاه معاناة أهلنا المذبوحين بأسلحته على أيدي جلاديه من الحكام.

إنه لا خلاص للبشرية جمعاء إلا بإلقاء تلك الحضارة الفاسدة الظالمة في واد سحيق وهدم دولها، وإقامة دولة على أساس الحضارة الإسلامية، حضارة الخير والهدى والرحمة للبشرية جمعاء؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

 

 

عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير

 

 

 

2014_12_17_HTCMO_OD.pdf