الخبر:
نقلت سكاي نيوز عربية الأحد 2014/12/21م، على موقعها الإلكتروني وقائع حفل إعادة افتتاح المسرح القومي المصري، الذي استمرت أعمال ترميمه ست سنوات بتكلفة قدرها 104 ملايين جنيه، وحضر الحفل رئيس الوزراء ووزير ثقافته، وقاموا بتكريم عدد من الممثلين والممثلات. وكان مما قاله وزير الثقافة في كلمته: “إننا عندما نضيء أنوار المسرح القومي نضيء معها أنوار العقول”… “أرجو أن يزدهر هذا المسرح وأن تفرحوا بعودتكم إليه أنتم أبناء هذا المسرح ورواده ومبدعيه .. أما أنا فأنا فرح جدا بأن هذا المسرح الذي جئت إليه يوما وأنا طالب قد استعاد شبابه ونضارته وعاد إلى المثقفين والفنانين ليكون منارة للحرية والديمقراطية”.
التعليق:
الأمم الراقية تتمسك بحضارتها وثقافتها وتحافظ عليها وتسعى إلى نشرها بين الأمم، والأمم المنحطة تنبهر بثقافات غيرها من الأمم وتتملقها، وهذا عين ما نراه الآن في واقع أمتنا، التي انبهر بعض أبنائها بثقافة الغرب وأفكاره وتطلعوا إليها، فها هم يرون في ثقافته ما يشع نورا يضيء العقول، ويعملون على نشرها بين أبناء الأمة، ويفتحون دور نشرها ويكرمون القائمين عليها، بينما تُغلق المساجد وتُحرق ويمنع الخطباء من اعتلاء المنابر، بل ويحدد لهم مواضيع خطبهم التي يراد منها أن تخدم ثقافة الغرب، وشتان بين التعامل مع الطرفين.
فهو تعامل رقيق رفيق لين هين مع العلمانية وأبواقها وأدواتها، وشديد الغلظة مع الإسلام وأهله ودعاته، ووصمه ووصم دعاته بالإرهاب والتطرف إذا ما تطرقوا إلى ما في الإسلام من آيات تحدد شكل الدولة ونظام الحكم، أو تدعو إلى الجهاد وتحرير بلاد المسلمين المحتلة كفلسطين وغيرها، بينما تطلق يد العلمانية ودعاتها ليسرحوا ويمرحوا وبدعم كامل من الدولة التي ترعاهم وتكرمهم، فَتُفتح لهم المسارح والفضائيات والمنتديات ليسرحوا ويمرحوا ناشرين لثقافة الغرب بين أبنائنا، الذين أغلقت في وجوههم كل موارد للثقافة الإسلامية، فأغلقوا تلك القنوات التي كان فيها رائحة إسلامية، وقاموا بتقليص كل ما هو إسلامي في مناهجهم الدراسية بحذف آيات الجهاد بل وآيات القرآن في أغلب المناهج، وحذف القصص التي كانت تروي لهم حياة الصحابة، فضلا عن تسمية الأشياء بغير مسمياتها الشرعية، فأطلقوا على كفار قريش اسم معارضة قريش، كما أطلقوا على تلك الإباحية التي ينشرونها فنّاً، وصنفوها داخل إطار حرية التعبير طالما تنشر ثقافة العهر بين أبناء الأمة المسلمة، بينما صار الحجاب تخلفا ورجعية وصارت اللحية إرهابا وتطرفا. كل ذلك مصداقا لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خُدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ, وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ, وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ, وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَةِ».
يا أبناء الكنانة:
هكذا يريدكم الغرب وعملاؤه وأذنابه، يريدكم مضبوعين بثقافته تسيرون في ركابه دون نظر وتفكير، ليقودكم إلى حتفكم فيأكل خضراءكم ويستأصل شأفتكم ويظل ناهبا لثرواتكم مهيمنا عليكم، فلتفوتوا عليه الفرصة وتمسكوا بحضارتكم وثقافتكم التي تعبر عنكم وعن عقيدتكم الإسلامية، واعلموا أن كل ثقافة الغرب هي سم زعاف بعده موت وهلاك.
إننا لكم ناصحون نصيحة أصحاب السفينة في قوله صلى الله عليه وسلم «مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا» آخذون على أيديكم لننجو جميعا، ولتنعتق أمتنا بعمومها وعلى رأسها أنتم يا أهل الكنانة من التبعية للغرب الكافر. فهلموا لنقيمها خلافة راشدة على منهاج النبوة ترتقي بالأمة وتعلي ثقافة الإسلام وحضارته وتطبقه بعدله وتنشر نوره ليراه الناس واقعا مطبقا فى حياتهم وتحمله إلى العالم بالدعوة والجهاد.
فكونوا أنتم أهلها قبل غيركم سباقين إلى إقامتها واحتضان فكرتها وحمل الدعوة إليها، فبها فقط ترتقي وتنهض مصر الكنانة من كبوتها وتنهض الأمة كلها معها، وبها يضاء الفكر والعقل وحسبنا من تاريخها وتاريخنا ما لا تتحمله السطور والأوراق وقد بلغت أخباره منتهى الآفاق.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى هاشم زايد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر