خبر وتعليق في استقبال العام الجديد شتان بين انفجارات ترسم لوحات بديعة وأخرى تحصد أرواح بريئة
الخبر:
تحت عنوان: العالم يحتفل بالعام الجديد نشرت الجزيرة نت صباح اليوم الأول من العام الجديد 2015/1/1م على صفحتها الرئيسية خبر احتفال العالم بالعام الجديد فكتبت:
شهدت عدة مدن في أنحاء العالم الليلة الماضية احتفالات بحلول العام الجديد، بعد أن ودّع العالم عاما مضطربا عصفت به الحروب وويلاتها، وتفشى فيه وباء إيبولا القاتل، وكثرت فيه كوارث الطيران المفجعة.
وسبقت مدينة سيدني الأسترالية كل حواضر العالم إلى استقبال عام 2015 باحتفالات صاخبة وألعاب نارية أضاءت سماء مرفأ المدينة.
وشهد احتفالات سيدني جمهور يقدر بأكثر من مليون شخص، ظلت أنظارهم شاخصة إلى السماء طوال 12 دقيقة لمشاهدة أطنان من الألعاب النارية وهي تنفجر لترسم لوحات بديعة تعكس تطلعاتهم لعام جديد يختلف عن سابقه.
غير أن جاكرتا عاصمة إندونيسيا لم تنعم بأجواء احتفالية مماثلة، ذلك أن كارثة تحطم طائرة “إير آسيا” والانزلاقات الأرضية التي شهدتها جزيرة جاوة لا تزالان ماثلتين في أذهان سكانها، ونظمت أمسية أشعلت خلالها الشموع في سورابايا، المدينة التي أقلعت منها الطائرة التي تحطمت.
ولم يكن حال ماليزيا أحسن من جارتها، حيث تسود أجواء حزن بعد تحطم الطائرة الماليزية في إندونيسيا، وبسبب هذه المأساة والفيضانات التي أدت إلى سقوط قتلى أيضا تم إلغاء احتفالات نهاية العام.
عربيا، شهدت دبي احتفالات كبيرة وألعابا نارية وضوئية على برج خليفة، أعلى برج في العالم.
التعليق:
على أعتاب العام الجديد مفارقات وتطلعات؛
أما المفارقات:
1. فرق شاسع بين فرحة العالم بالعام الجديد واستقباله بالاحتفالات وبين أحزان المسلمين واستقبالهم للعام بالدموع والآهات.
2. فرق شاسع بين أناس ينتظرون بفارغ الصبر انفجار المفرقعات ويحملقون مسحورين بجمال الأشكال التي ترسمها وأناس يختبئون لواذاً من متفجرات تلقى عليهم فتقتلهم شظاياها ويحرقهم لهيبها.
3. فرق شاسع بين عالم ميت القلب والمشاعر بسبب كفره وناس ميتوا القلوب والمشاعر بسبب انضباعهم بأهل الكفر وسيرهم على خطاهم، وبين أناس مرهفي الإحساس عالي الهمم، لا يضيعون أوقاتهم بالسفاسف، يفكرون بالإنسانية ويعملون لإسعادها، العام القادم بالنسبة لهم طموح جديد يصلون به عمل سابق بعمل لاحق لتحقيق غاية سامية لا بد متحققة بوعد الله وبشرى رسوله، وصدق الله العظيم إذ يصف الصنف الأول فيقول: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ [سورة النحل: 20-21].
وصدق رسوله الكريم إذ يصف أتباعهم فيقول: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ؟» رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد.
أما الصنف الآخر فيقول تعالى فيه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [سورة النور: 55].
أما التطلعات فهي أيضاً متنوعة متعددة:
فمن متطلع لغايات دنيوية، نجاح وربح ومتع، وآخر يتطلع للسعادة الدائمة والنعيم المقيم، ولكل من الصنفين طريق مختلف عن الآخر.
أما من يبحث عن متع الدنيا فهي والله متع قصيرة وسعادة زائفة خادعة، يسخر قواه للعمل للدنيا، ولا ينظر للآخرة ولا يلاحظها، وهو قد يصيب غايته وقد لا يصيب فإن أصاب غايته فقد ربح الدنيا وخسر الآخرة وإلا فقد خسر الأولى والآخرة.
أما من تطلع للسعادة الدائمة والنعيم المقيم فهو الذي يأخذ الدنيا بحقها ويطلب الآخرة بالسعي لها فيفوز بالدارين: يقول تعالى في وصف هذين الصنفين: ﴿فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة: 200-202].
فما أحسن أن يتميز المسلم بتخطيطه للعام الجديد ولا يقلد الغرب ولا الشرق فكلهم كفار، والأحرى بنا أن نكون قدوة لهم لا أن نتخدهم قدوة لنا…
وخير بداية لنا هي أن نعمل كشف حساب لعامنا الماضي ما نجحنا بتحقيقه وما قصرنا فيه، ثم على ضوء ذلك نحدد اهدافنا في العام الجديد… وإن كل من أمعن النظر وأحد الفكر ليجد أن أولى أولياتنا يجب أن تكون المشاركة في مشروع الأمة العظيم، مشروع إعادة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، مع حزب التحرير صاحب الرؤية الواضحة للغاية والفهم الصحيح للطريق الموصل لها، فالغاية إعادة حكم الله الى الأرض والطريق الشرعي إلى ذلك هو إعادة دولة الخلافة إذ هي الطريقة الشرعية لتطبيق الإسلام وحمل دعوته للعالم…
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم جعفر