خبر وتعليق الخلافة هي الحل الوحيد للجشع الرأسمالي الذي يهدد محمية السوندربان الطبيعية (مترجم)
الخبر:
في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 2014م، اصطدمت ناقلة نفط بسفينة شحن أخرى عند مدخل المحمية الطبيعية “السوندربان” من بنغلادش، الشهيرة على مستوى العالم. حيث غرقت ناقلة النفط وتسرب منها 77,000 غالون من النفط في الماء المالح، وبسبب المد والجزر توزعت تلك الكمية على أكثر من 300 كيلومتر مربع داخل منطقة غابات المانغروف الهشة ودلتا نهر الجانج (مكان جميل، وملاذ آمن لحوالي 6,000 نوع من الأسماك النادرة، والدلافين طويلة الأنف، ونمور البنغال المهددة بالانقراض، وتمساح مصبات الأنهار، والثعبان الهندي، وغيرها الكثير في تنوع رائع للحيوانات). والسوندربان هي أيضا واحدة من أكبر غابات المانغروف في العالم، مساحتها أكثر من 140,000 هكتار، وهي مصدر رئيسي لسلسلة معقدة من الحياة البرية في المنطقة. وقد كانت آثار تسرب النفط كارثة بيئية خطيرة، فقد تمت مشاهدة الأسماك والطيور والدلافين والحيوانات النافقة على ضفاف المحمية.
التعليق:
لقد تسبب هذا الحادث بحالة من الغضب بين المواطنين في بنغلادش، فاستخدام المجرى المائي “السوندربان” لنقل المواد الكيميائية الخطرة محظور، وقد قدمت للحكومة قضايا بقيمة مليار تاكا ضد أصحاب الناقلة للتعويض عن الأضرار التي تسببت فيها. ولوضع الأمور في نصابها الصحيح، لا بد من التذكير بأن هذه الكوارث ليست في حد ذاتها المشكلة الرئيسية، بل هي مجرد أعراض للسبب الجذري. فنحن جميعا نعلم أن مالكي السفن لا يجرؤون على استخدام الطريق البحري دون موافقة ضمنية من الحكومة. وحكومة الشيخة حسينة، ومن أجل إشباع نهم أصحاب المال والسلطة والسياسيين الفاسدين، توافق دائما على جميع أنواع المشاريع المدرة للمال، حتى لو كانت على حساب تدمير الطبيعة. إنّ الناس العاديين في بنغلادش لا ينخدعون بسهولة بالعقوبات التي تفرضها الحكومة، فهم يعلمون أنها تستخدمها للعب بمشاعرهم فقط. وقد كان واضحا منذ اليوم الأول أن حكومة الشيخة حسينة كانت بطيئة في الاستجابة لهذه الأزمة، فحتى بعد مرور ما يقرب من 30 ساعة من تسرب النفط، لم تقدم السلطات أي شيء للسيطرة على الأضرار، مما يدل على عدم اكتراثها بالناس أو الطبيعة. وبدلا من ذلك، فقد قللت وزيرة النقل البحري (جهان خان شاه) من تأثير التسرب وادّعت بأنه لن يكون هناك “أية أضرار كبيرة” على أشجار المانغروف.
إن الناس يدركون جيدا أن ما تقوم به حكومة الشيخة حسينة للحفاظ على المحميات الطبيعية من السوندربان هو لذر الرماد في العيون، وكلامها المعسول يؤكد نفاقها، حيث إن هذه الحكومة هي نفسها التي فتحت محطة الطاقة الحرارية التي تعمل بالفحم وتنتج 1,320 ميغاوت مع شركة هندية على حافة السوندربان، والتي تشكل كارثة على النظام البيئي بأكمله للسوندربان. ولكن حسينة صمّت آذانها أمام رأي الخبراء وأمام الاحتجاج الشعبي ضد هذا المشروع، وسمحت ببناء محطة كهرباء أخرى بالقرب من الغابات. وعلاوة على ذلك، فإنه وفقا لبعض وسائل الإعلام المحلية، فإن الحكومة قد سمحت لبعض الشركات الكبرى من الحزب الحاكم بشراء الأراضي المجاورة للسوندربان، لبناء الصناعات الخطرة الضارة بالتنوع البيولوجي في الغابات. فكل هذه الممارسات تؤكد أن السياسيين الفاسدين لا يهتمون بسلامة الناس، ناهيك عن الطبيعة. وفي الواقع فإن الديمقراطية تمكّن هؤلاء الحكام الظالمين من تخريب هذه المحميات الطبيعية الرائعة من السوندربان، وإفقار الغالبية العظمى من سكان تلك المنطقة عن طريق بيع أراضيهم للشركات الأجنبية.
يا أهل بنغلاديش! ارفضوا هذه السياسة الديمقراطية القذرة لحسينة/ خالدة، التي تقوم على حماية وخدمة المصالح الأنانية وجشع أصحاب المال والسلطة. والسياسيون الفاسدون وجماعات الضغط يضاعفون ثرواتهم عاما بعد عام من خلال الأصوات ذاتها التي استغلوها في الانتخابات. فمتى ستشعرون بالملل والإحباط من مناقشة المشاكل الثانوية وتعملون على التخلص من أم الخبائث (الديمقراطية)، التي لطالما أفرزت السياسيين الفاسدين المدعومين من الغرب؟ لقد حان الوقت لكي تصدعوا بالحقيقة دون أي خوف، وتطالبوا بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي سترعى شئون الناس وتحافظ على المحميات الطبيعية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» رواه أحمد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عماد الدين الأمين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش