Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق عجبتُ مِن جرأتك على الله وحلمِ اللهِ عليك يا سيسي


الخبر:


الجزيرة نت
– دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لما وصفها بثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله.

وقال السيسي في كلمة له بمناسبة المولد النبوي الشريف، إنه “ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها”.

وأضاف أن هذا الفكر “يعني أن 1.6 مليار (مسلم) حيقتلوا الدنيا كلها التي يعيش فيها سبعة مليارات عشان يعيشوا هم”.

وقال إنه يقول هذا الكلام أمام شيوخ الأزهر “والله لأحاججكم به يوم القيامة”، وطالبهم بإعادة قراءة هذه النصوص “بفكر مستنير”.

وذكر أن الخروج من هذا الفكر يقتضي ثورة دينية وتدقيقا والاطلاع عليه من الخارج لأنه “لا يمكن أن يكون داخلك وتحس به”.


التعليق:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدَّقُ فيها الكاذبُ ويُكذَّبُ فيها الصَّادقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ، وينطقُ فيها الرُّوَيْبِضَةُ»، قال اللغوي ابن منظور: “الرويبضة: هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لِرُبوضِه في بيته، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة”. وما الرويبضة يا رسول الله؟ .. قال: «الرجلُ التافهُ يتكلم في أمر العامة».

فالسيسي هو الرجل التافه وعلى الرغم من تفاهته فهو يتكلم في أمور جليلة تمس المسلمين بل وأهم أمور تخص المسلمين. فهو الآن يتحدث عن الدين وشرائعه وأموره كافة!! يتهمها بأنها تدعو لقتل وإفناء البشرية، وأنها مصدر شر للناس، فإذا كان هذا مبلغ علمه عن الدين وعن شرائعه فأي رجل تافه جاهل يحكمك يا مصر!!

فها هو هذا الرويبضة الذي نُصِّب على جزء من الأمة يتحدث الآن بأمر دينها الذي ارتضاه الله تعالى للناس كافة، يريد أن يغير فيه. بلغت به الجرأة على الله والوقاحة مع الله أن ينصب نفسه مشرعا مكان الله، يريد أن يغير شرع الله جهاراً نهاراً دون خوف من رادع يردعه. فما جرؤ مثل هذا الرويبضة أن ينطق بهذا إلا في ظل غياب حاكم يحكم بما يرضي الله تعالى فيحاسب السيسي وأمثاله على كل قول وفعل يقومون به، دون أن تأخذه بهم لومة لائم.

نستغرب جرأتهم على الله وحلم الله عليهم. فمثله كثير ممن يريد أن يقتصر الإسلام على قصص تاريخية وعبادة بسيطة لا تمثل من الحياة العملية للناس شيئا. هذه التصريحات إنما تأتي في ظل سعي الغرب وعملائه منذ أمد طويل لفصل هذا الدين عن الحياة وعلمنة الدين الإسلامي كما هو الحال مع الديانات الأخرى، وسعيهم لمهاجمة أحكام الإسلام وشرائعه لإقصائها عن أن تسود الدنيا بعدلها وحكمتها، لتبقى أحكام الرأسمالية الفاشية العفنة سائدة في الدنيا، وما هذا إلا لأن هذا الرويبضة ما هو إلا لسان أمريكا ويدها التي تريد بها تأخير وصول الإسلام للحكم.

وهذا كله يصب في الحرب العالمية ضد الإسلام. حيث تتكالب القيادات والشعوب والأمم ويأتون الإسلام عن يمينه وشماله ومن أمامه وخلفه حتى يقضوا على هذا الدين وأهله. ويأبى الله إلا أن يتم نوره.

والأعجب من هذا أن يتكلم الرويبضة السيسي عن سفك الدماء وهو الذي سفك دم أكثر من ألفي مسلم مسالم ولم يرمش له جفن في يوم واحد، وفي ظل جور أحكامه التي تباركها أمريكا، يحكم على المئات بالإعدام لمجرد أنهم يخالفونه الرأي ويرونه ظالما غاشما! إن آخر من يحق له الكلام عن الدماء والظلم والاستعباد والقهر هو أمثال هذا الدكتاتور العميل!

لقد آن للأمة أن تقول كلمتها وهي خير أمة أخرجت للناس، آن لهذه الأمة أن تطرح هؤلاء الحكام في هاوية سحيقة وتنفض عن كاهلها ما تراكم عليها من جهل وفقر وضعف وظلم، وأن تخط بيمينها صفحة مشرقة في كتاب التاريخ، تحمل للبشرية مشعل الإسلام يهديها ويخرجها من ظلمات الجهل والظلم وسفك الدماء وهتك الأعراض واستباحة الأموال، إلى نور الإسلام وعدله وحرصه على الدماء والأعراض والحرمات.

ولا يتم للأمة هذا الأمر إلا بقائد مسلم خليفة يحكمها بكتاب الله وسنة رسوله، ولا يتم هذا الأمر إلا بالتفاف الأمة حول قيادة مخلصة واعية تأخذ بيدها نحو الخير. وهو وعد الله الذي لا يخلف الميعاد. ونسأله تعالى أن يعجل بهذا الفرج للأمة.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم مالك