خبر وتعليق كيف ستحلُّ دولة الخلافة مشكلة الاختناقات المرورية (مترجم)
الخبر:
بحلول موسم الأعياد في كانون الأول، تكدس آلاف النيروبيين أثناء توجههم عائدين لمنازلهم في الأرياف للاحتفال بهذا الموسم مع أسرهم وأصدقائهم. الآخرون الذين تمكنهم ظروفهم الاقتصادية توجهوا إلى مدينة مومباسا الساحلية ليحصلوا على هدوء بعد صخب عام مثير مضى. ويعتبر الخروج من المدينة في الكريسميس تقليداً متبعاً بدقة في البلاد. إنه واحد من التقاليد التي تتميز بها كينيا بل ويجعل منها “كينيا” فالناس تتبع تقليد عيد الميلاد هذا بدقة والتزام. والحمد لله، فهو الوقت الوحيد في السنة الذي تتحرر فيه المدينة من الاختناقات المرورية وما تسببه من إحباط وصخب وضوضاء. وهي المرة الوحيدة التي يتمكن فيها أونجاتا رونجاي المعروف في بعض الأوساط بـ”الشتات”، من الوصول لنيروبي خلال نصف ساعة لا ساعتين كما هو المعتاد في رحلة منهكة اعتدنا عليها في غير هذا الوقت من العام. (المصدر: ستاندرد)
التعليق:
إنه لمن الواضح، بل مما لا شك فيه الآن أن كل الدول المتقدمة والنامية ودول العالم الثالث قد فشلت جميعها في محاولاتها حل مشكلة الاختناقات المرورية المتزايدة والتي حولت طرقنا إلى ما يشبه صالات العرض صباح مساء وخاصة في المواسم الاحتفالية هذه. إن هذه الازدحامات المرورية لا تكلف الحكومة الكينية فحسب بل دول العالم أجمع مليارات الدولارات كل عام.
وهي مأساة متوقعة في النظام الرأسمالي الذي تُحل فيه المشاكل وفقا لمعايير تحقيق مصلحة القلة الرأسمالية على حساب حل مشكلة المواطن. وفيما يلي توضيحٌ لأسباب الاختناقات المرورية والكيفية التي ستتعامل بها دولة الخلافة لحلها:
– تستثمر غالبية الحكومات الرأسمالية بل كلها معظم مواردها في المدن فحسب وتهمل المناطق الريفية وهذا يدفع معظم سكان الريف إلى الانتقال إلى المدن للبحث عن فرص عمل أفضل، ففرص العمل في المدن أفضل، والمرافق التعليمية والصحية أفضل، والمعاملات والوثائق الرسمية أفضل كذلك ما أدى إلى زيادة سكانية في المدن. فضلا عن كونه يؤدي إلى استخدام مزيد من الأشخاص ذات الطرق المؤدية للمدن ما يتسبب باختناقات مرورية. أما الخلافة فستعمل على استثمار كل مناطق الدولة ريفها ومدنها من أجل التأكد من توفير حاجات رعاياها المختلفة في أقرب الأماكن بالنسبة إليهم.
– سياسات العمل المتعلقة بما يقارب 90% من العاملين في الشركات الرأسمالية واحدة فهم يبدأون العمل الساعة الثامنة ويغادرون أماكن عملهم الساعة الخامسة. وهذا يعني بأن الساعات التي يتواجد فيها الناس في الشارع هي الثامنة والخامسة من كل يوم، وهذا ما يجعلك بالكاد ترى اختناقات مرورية خلال ساعات الغداء. أما في دولة الخلافة فستكون سياسات العمل مبنية على أساس ثماني ساعات في الأربع والعشرين ساعة. وهذا ما سيضمن التقاء عدد أقل من الناس معا على الشارع في أوقات مختلفة من اليوم.
– إن الطبيعة الفردية للنظام الرأسمالي تشجع كل فرد على امتلاك سيارته الخاصة والابتعاد عن المشاركة مع الآخرين. فعشرون موظفا يعملون في الشركة ذاتها ويقطنون المنطقة ذاتها يستقل كل منهم سيارته الخاصة أي أنهم يحضرون للعمل بعشرين سيارة لكل واحد منهم. ولو أنهم استخدموا سيارة أو سيارتين لهم جميعا لقللنا من الازدحامات المرورية. أما دولة الخلافة فهي قائمة على أساس المشاركة ومساعدة الأخ لأخيه ما سيجعل الناس تتقاسم الخير والنفع مع بعضهم البعض فيتشاركون في سيارة واحدة تقلهم جميعا للعمل.
– إن تتفيه وتحقير النظام الرأسمالي لبعض المهن كالزراعة مثلا يجعل معظم الناس تتجنب العمل الزراعي وتنتقل إلى المدن للحصول على وظائف ذوي الياقات البيضاء. وما نراه عند هذه الأنظمة من جعل يوم للعمال ويوم للمزارعين ساهم في ترك انطباع بأن الزراعة ليست من ضمن الوظائف والأعمال ما أدى لترك الناس لها واتجاههم لوظائف أخرى لا تتواجد في الأرياف. في ظل دولة الخلافة ستسهل الدولة على رعاياها الحصول على الأرض وستزودهم بالبذور والأسمدة اللازمة للزراعة كما ستوفر أعمالا يدوية أخرى تتناسب وطبيعة المناطق الريفية وتتوفر فيها.
– الفارق في المستوى التعليمي بين المدارس العامة والخاصة يختلف كثيرا في ظل الحكومات العلمانية، وهناك فشلٌ ذريعٌ في قدرة المدارس الحكومة العامة على منافسة تلك الخاصة ما أفقد الأهل الثقة بالمدارس الحكومية العامة وجعلهم يتجنبون إرسال أبنائهم إلى هذه المدارس القريبة من بيوتهم والتي يستطيعون الوصول إليها مشيا. وهذا ما يجعل الطلاب يستخدمون السيارات ذاتها للذهاب والعودة من المدارس في الساعة الثامنة صباحا والخامسة مساء ما يزيد من عدد مستخدمي الطرق.
– احتكر عدد قليل من الأغنياء في ظل النظام الرأسمالي التكنولوجيا الحديثة فباعوا منتجاتهم من طائرات وقوارب وسيارات وموتورات بأسعار عالية جدا فلا يستطيع عامة الناس تحمل تكلفتها. ولو أن هذه الوسائل كالموتورات والطائرات والقوارب كانت رخيصة الثمن لاستخدم الناس طرقا مختلفة بحرية وجوية وحتى الأرصفة للتنقل ولساهم ذلك في التقليل من الازدحام في الطرق.
– يعيش بعض الموظفين في مناطق قريبة من أماكن عملهم لكن نظرا لانعدام الأمن المطرد يفضل هؤلاء استخدام الحافلات عوضا عن المشي لتجنب التعرض للسرقة وهم يمشون في طريقهم للمنزل. الأخوة في دولة الخلافة ستعيد الأمن والسلام وستجعل أمثال هؤلاء الموظفين الذين يعملون قريبا من منازلهم يمشون إلى أعمالهم عوضا عن استخدامهم للحافلات.
– إن تزايد أعداد الأمهات العازبات في البلاد جعل النساء مضطرات للخروج للعمل لإعالة أطفالهن عوضا عن البقاء في المنزل للعناية بهم. وهذا يزيد من عدد الأفراد الذين يستخدمون الحافلات على الطرق ما يؤدي في نهاية المطاف إلى اختناقات مرورية على الطرق.
النظام الوحيد الذي سيقضي على هذه الآفة هو نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة الذي سيكون همها الأساسي رعاية شؤون رعاياها لا الاستفادة منهم كما في النظام الرأسمالي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بكاري محمد
عضو حزب التحرير في شرق أفريقيا