خبر وتعليق مفاهيم أميركية صادمة لتحقيق السلام في سوريا في خطة دي ميستورا
الخبر:
صدر تقرير لـ “نير روزن” وهو باحث في مركز الحوار الإنساني الذي يتولى التوسط في النزاعات، ومقره جنيف، رصد فيه وجهة نظره في مفاهيم تحقيق السلام في سوريا، وقد أرسله إلى مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي حيث وُزع على المجموعات التي تعنى بسوريا. وبحسب محرر شؤون الشرق الأوسط في “فورين بوليسي” ديفيد كينير، فإن هذا التقرير ليس مجرد استشارة سياسية، وإنما يمثل جهداً لإعادة النظر جذرياً في شأن طبيعة النزاع السوري، ولتحديد الموقف من فريقي الحرب النظام والمعارضة. وتلفت المجلة الأميركية إلى أن المركز اضطلع من قبل بدور في تسهيل هدنة حمص، و”ساهم في إقناع النظام السوري بأهمية مثل هذه الاتفاقات”.
وخلاصته أن المخرج الوحيد من النزاع هو عبر “هدنات محلية” ترعاها الأمم المتحدة بين المعارضة المسلحة والنظام، الأمر الذي يمهد الطريق لإنهاء حمام الدم وظهور مؤسسات محلية. ويقترح التقرير أن الهدنات المحلية في مناطق مختلفة من سوريا قد تشكل خطة لوضع حد لتزايد التطرف، وتحيي بعض الأمل في تغيير سياسي. وهو يدعو إلى تعميم هذه الهدنات بوساطة من الأمم المتحدة ومركز الحوار الإنساني لتمهيد الطريق لتخفيف العنف وإلحاق الهزيمة بالجماعات الجهادية على غرار “الدولة الإسلامية”، إضافة إلى اعتماد اللامركزية التي تنتج تغييراً سياسياً في سوريا. أما رحيل الأسد فيحيله إلى موعد لاحق، بعد خمس سنوات على الأقل.
في الواقع ليس روزن الوحيد الذي يقترح الهدنات المحلية مخرجاً محتملاً للنزاع. فهذا الاقتراح يحاول المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تسويقه، وثمة عشرات من مراكز الأبحاث التي تنكب على دراسة نجاحات وإخفاقات اتفاقات في هذا الشأن سبق اعتمادها في حمص ومخيم اليرموك في دمشق وبرزة بضواحي العاصمة وغيرها. ونشر معهد “إنتيغريتي ريسيرتش أند كونسالتنسي” تقريراً يقوّم 26 هدنة حول البلاد.
التعليق:
يبدو أن هذا التقرير تم اعتماده من قبل الإدارة الأميركية، وبالتالي اعتمدت عليه مبادرة دي ميستورا الأميركية. وهذه المبادرة جدية وخطيرة جداً على مستقبل سوريا، وتريد أميركا أن تفرض حلها فيها فتقيم حكماً مدنياً علمانياً، وتضرب الحل الإسلامي فتمنع قيام الخلافة الإسلامية الحقيقية التي على منهاج النبوة، وتعمل على تحويل البندقية عن النظام باتجاه الجماعات الجهادية لإلحاق الهزيمة بها، وتدعو إلى تعميم قيام الهدنات بين مناطق النظام التي ما زالت تحت سيطرته وبين سائر المناطق، كل منطقة على حدة؛ ما يؤدي إلى تفكك المعارضة وإضعافها عن طريق جعل أهل كل منطقة مهتمة فقط بمنطقتها، وفي مقابل ذلك تمكين النظام في مناطقه وإبعاده عن موقع الهزيمة التي أصبح قريباً منها، وتقتضي إحلال قوات (فرض السلام الأميركي) الدولية الفاعلة بين النظام للفصل بين قواته فتكون ضامنة له من السقوط، وبين قوات المعارضة لتعمل على شرذمتها وإضعافها واستيعابها…
ويتساءل الواحد منا: كم هو أعمى، بل كم هو عميل من يقبل هذه المبادرة التي ما طرح حتى الآن أصرح منها في ضرب المسلمين في دينهم ودنياهم، والتفريط بكل التضحيات التي قدمها المسلمون هناك؛ ليتربع شرذمة قليلون من شذاذ الآفاق من معارضة “الائتلاف” و”التنسيق” على كراسي حكم مهترئة معوجة قوائمها؟!
وإننا نراهن في سوريا على أهلها المؤمنين الذين سبقوا الأمة في مواجهة أعدائها، وأعداء دينها. أما العملاء الجدد الذين يسعون لأن يكونوا الحكام الجدد فنقول لهم ما قاله الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الاعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا