خبر وتعليق فرعون مصر الجديد يدعو إلى تغيير الثوابت الإسلامية؟؟؟
الخبر:
أوردت قناة الجزيرة الفضائية خبرا مفاده أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدعو إلى ثورة دينية ضد أفكار ونصوص تم تقديسها لقرون، وأصبح الخروج عنها صعبا جدا إلى درجة أنّها تعادي الدنيا كلها وذلك أثناء كلمة له بمناسبة المولد النبوي الشريف أمام ما يُسمى بعلماء الأزهر الشريف حيث قال: “إنّه ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بأكملها للقلق والخطر والقتل والتدمير”.
وأضاف أيضا: “أنّ هذا الفكر يعني أنّ 1.6 مليار مسلم حيقتلوا الدنيا كلها إلي فيها سبع مليار عشان يعيشوا هم”.
وأردف أيضا مخاطبا علماء الأزهر ورجاله: “والله لأحاجكم به يوم القيامة أمام الله”.
كما طالب رجال الدين عنده بإعادة قراءة هذه النصوص بفكر مستنير.
التعليق:
ليس مستغربا ممن قتل وسفك الدماء التي سالت أنهاراً في شهر رمضان المبارك أن يدلي بهذه التصريحات المخزية، ويدعو إلى ثورة دينية على أفكار ونصوص القرآن العظيم. كما ليس مستبعدا ممن تربى في أحضان الكافر المستعمر أن يثور على كتاب الله ونصوصه، ويدعو رجال الدين عنده إلى تزكيته ومباركته في دعواه الضالة المضلة.
وليس بغريب على قائد الانقلاب العسكري في مصر أن يشوه الجهاد وينعته بأبشع الصفات من قتل وتدمير للبشرية جمعاء عند قوله: “1.6 مليار مسلم حيقتلوا الدنيا كلّها إلي فيها سبع مليار عشان يعيشوا هم”، فإن لم تستحي فافعل ما شئت.
كما حق له أن يتبجح بأنّه سيحاجج علماء الأزهر ورجاله يوم القيامة أمام الله أنّهم لم يثوروا على كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم يسعوا إلى تغييرهما حسب أهواء فرعون هذا الزمان وحسب متطلبات العصر!
كل هذا وأكثر متوقع جدا من عميل رخيص باع ذمته بثمن بخس من أجل عيون أمريكا، وضحى بالإسلام العظيم وتشريعه الرباني طلباً لإرضاء رجال البيت الأبيض. كما سجن وقتل وعذب الآلاف من المسلمين، وأحكام الإعدام تصدر إلى الآن تترى من محاكمه الظالمة ومن قضاته المأجورين.
لكنّ الغريب في الأمر أن يسكت علماء الأزهر الشرفاء – وليس المسبّحون بحمده – على دعواه الباطلة كما سكتوا من قبل، والأشدّ غرابة أن لا يثور عليه أهل الكنانة الغيورون على دينهم، ولا ينتفضوا ضده، ويرضوا بالدنية في دينهم، ولا تأخذهم العزة في الثورة عليه وضد تصريحاته الوقحة التي أصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لا تحتمل لبسا ولا تأويلا.
إنّ الواجب الشرعي على أهلنا في مصر الكنانة أن يعلنوها ثورة إسلامية ضد السيسي وحربه المعلنة على المسلمين جهارا نهارا وكل نواطير الكفر وعملائه، وضد النظام العلماني الذي لم يرقب في المسلمين إلاّ ولا ذمّة، واستباح كلّ مقدس عندهم، وأن يصطفوا مع الحق وأهله بعد أن ظهر لهم زيف الباطل وتعريه، وبعد أن تمايزت الصفوف وأضحت تصريحات الباطل متحدية سافرة دون خجل أو مواربة أو استحياء، بل بصفاقة لا مثيل لها.
إنّ العمل لإقامة الخلافة اليوم أصبح من أوكد الواجبات وأوجب الفروض حتى تردّ السيسي وأمثاله من الحكام الظلمة الخونة عن غيّهم، وتردّ لهذه الأمّة العزيزة مجدها الضائع وكرامتها المسلوبة، وترجع لها مكانتها بين الأمم كخير أمة أخرجت للناس: تنشر الحق والعدل في ربوع العالم، وتحمله رسالة هدى وبشرى للبشرية جمعاء.
وإنّ هذا لهو السبيل الوحيد لجميع مشاكلنا كما قال الله عز وجل: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حنين إسلام – تونس