خبر وتعليق منذ متى كان البرد والثلج يقتل المسلمين؟!
الخبر:
أورد موقع الجزيرة.نت بتاريخ 2015/1/10م خبراً جاء فيه: “في مخيم المرج (شرقي لبنان) يغمر الثلج خيام اللاجئين السوريين الذين ضاقت بهم السبل، فقساوة الطقس تعمق مأساتهم خاصة في ظل قلة المواد الغذائية والمساعدات، مما دفعهم إلى إشعال ملابس أطفالهم وبقايا ما لديهم بحثا عن دفء مفقود.
ويختصر هذا المخيم الظروف الصعبة التي تعاني منها مخيمات اللاجئين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية، خاصة مع استمرار العاصفة “زينة” التي تضرب البلاد منذ أربعة أيام.
وفي هذا المخيم بالكاد تظهر خيم اللاجئين للعيان، حيث غمرتها الثلوج بشكل شبه كامل، في حين هدم بعضها بسبب تراكم الثلوج فوقها، وعدم قدرة قاطنيها على إزالة هذه الثلوج عن سطحها.”
التعليق:
في المخيمات.. نعم المخيمات، يغمر الثلج خيام اللاجئين، أخبار تتلوها أخبار، وكلها عن المعاناة لإخواننا في المخيمات، لماذا يسكنون المخيمات؟ أين ذهبت بيوتهم؟ أين مساكنهم الآمنة؟ متى عانى أهلنا من البرد والثلج؟ ألم يكونوا يعدون العدة للشتاء ويستقبلونه كموسم خير وبركة؟! ألم يجهزوا أنفسهم وبيوتهم وحتى حيواناتهم لاستقبال الشتاء؟! متى كان البرد والثلج يقتلهم؟؟ إنه الظلم الذي حلّ بهم، براميل الموت والدمار، والسلاح والغدر من القريب قبل العدو! وقبل هذا وذاك حكام أنذال رضعوا الخيانة والعمالة، وقاموا بالمهمة على الوجه المطلوب، ألقوا كتاب الله وسنة رسوله جانباً، وطبقوا أحكام الكفر، فظلموا العباد وسقوهم المرّ والويلات، شردوهم وأجبروهم على سكن الخيام؛ لأنه لا ناصر لهم ولا معين إلا الله سبحانه، هربوا من القهر والظلم إلى خيام لا تصلح حتى لعيش البهائم فما بالكم بمن كرّم الله.. الإنسان.. ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾.
يا أمة المليار.. ألا تعوا.. ألا تسمعوا.. والله لو كان بكم نخوة، لسحقتم الجبال في سبيل نصرة إخوانكم، أين ملياراتكم؟؟ أين نفطكم؟؟ إنها خيرات حباكم الله إياها؛ لتستعينوا بها على قضاء حوائجكم، لتساعدوا إخوانكم، لا لتتركوهم للبرد والجوع، إن الطقس وقساوته ليس بأشد من قلوبكم، ألم تلامس أرواحكم كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»؟ أين أنتم من الله يوم الحساب؟ وأكرر سؤالي: منذ متى كان البرد والثلج يقتل؟! أجيبكم: إذا لم يجد المسلم عوناً، لا من راعٍ يرعى شؤونه ولا من أخٍ يعينه، لكم الله يا أهل الشام، يا ساكني الخيام، أغاثكم الله، وأنزل عليكم شآبيب رحمته، أعانكم الله في محنتكم وكشف عنكم كربتكم، ورفع عنكم ظلم القريب والبعيد.
رحم الله المسلمين، يوم كانت لنا دولة، كانوا ينثرون الحبوب كي لا يجوع طائر في بلاد المسلمين، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: “لو تعثرت دابة في العراق لخشيت أن يُسأل عنها عمر لمَ لم يمهد لها الطريق”، وقيل له: ألا تكسو الكعبة بالحرير؟ فقال: “بطون المسلمين أولى”، والآن يقولون: خيراتنا ونفطنا يذهب للكفار أولى!!..
اللهم بكل ساعة برد على أهل الشام أنزل بها غضباً مضاعفاً على كل من لم ينصرهم، اللهم أهلكهم كما أهلكت عاداً الأولى، زلزل الأرض من تحت عروشهم، وأرنا فيهم يوماً أسود، يكون عيداً أبيض كثلج الشام يوم سقوطهم وقيام دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، إنك على كل شيءٍ قدير.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: ريحانة الجنة