Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق كشف صحفي أمريكي جديد عن تعاون أمريكا مع إيران

 

الخبر:

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» منتصف الشهر الماضي أن رسالة أوباما السرية إلى خامنئي لم تكن السبب وراء إقالة تشاك هيغل وزير الدفاع الأمريكي، بل المناقشة الساخنة التي جرت حولها وأوحت وكأن أوباما يغرّر بوزير دفاعه فيما يتعلق بالأزمة السورية، فبعدما سأل هيغل عن الرسالة كشف أوباما صراحة أنه أورد فيها ما يطمئن خامنئي إلى أن واشنطن ليست بصدد المسّ ببشار الأسد حليفه في دمشق، وأنه على استعداد للابتعاد عن حلفائه العرب والخليجيين وللتضحية بالمعارضة السورية، إذا كان ذلك سيؤدي إلى توقيع إيران على اتفاق نووي!

وأورد الصحفي الأمريكي المشهور فريدمان أنه أمام ذهول أعضاء الحكومة الحاضرين سأل هيغل: ما هو مبرر تقديم كل هذه التنازلات للإيرانيين؟، فجاء جواب أوباما من صميم نظريته حول التغيير الجيوستراتيجي في المنطقة: «ذلك سيعزز الاستقرار في الشرق الأوسط، يجب أن نتعامل مع إيران كشريك في العراق وسوريا»!

 

 

التعليق:

لم يعد بالأمر الغريب التحدث عن تعاون أمريكي إيراني في الصحافة العالمية والأمريكية بشكل خاص، فتوافق المصالح والأهداف بين الدولتين لم يعد يخفى على أحد من المتابعين أو المراقبين.

فكلام أوباما عن الشراكة مع إيران ليس وليد هذه الأيام، وإنما هو واقع منذ حروب الخليج المتعددة، وحروب أفغانستان، فهذه الشراكة التي أشار إليها أوباما بين الدولتين كانت ملاحظة في كل التحركات السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط والخليج وأفغانستان منذ عقود من الزمان، وقد تحدث مسؤولون إيرانيون ومنهم رفسنجاني عن مثل هذه الشراكة فقالوا بأنّه لولا الدور الإيراني في كل من أفغانستان والعراق لما نجحت أمريكا في احتلالهما.

والحقيقة أنّ وصف أوباما للعلاقة الأمريكية الإيرانية بالشراكة وصف تنقصه الدقة، لأنّ إيران ليست دولة عظمى تتساوى مع أمريكا في القوة والوزن والنفوذ، لذلك فكان الأدق أن توصف هذه العلاقة بينهما بالتبعية، تبعية الصغير للكبير، أي تبعية إيران لأمريكا، لأن الشراكة السياسية عادة تكون بين متكافئين وليس بين متباينين.

وما يؤكد هذا المعنى فعلياً على الأرض هو قيادة أمريكا الفعلية للعمليات العسكرية الجارية في العراق هذه الأيام، وما يتبعها من التزام صارم للحكومة العراقية العميلة لكل ما يصدر عنها من توجيهات وتعليمات، وما يلحقها من دعم إيران للحكومة العراقية التابعة لأمريكا في سيرها وفقاً لتلك المخططات الأمريكية.

فهذا التنسيق الأمريكي الإيراني الجاري في العراق عبر الحكومة العراقية – الصنيعة الأمريكية – لهو دليل واضح على تبعية إيران لأمريكا.

لكنّ هذا التضليل السياسي الذي تُمارسه أمريكا في تغطية حقيقة الدور الإيراني في العراق والمنطقة تفضحه مثل هذه التسريبات – التي تصدر على استحياء – عن السياسيين والإعلاميين الأمريكيين.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني