خبر وتعليق مقال بقلمَيْ أوباما وكاميرون
الخبر:
وعد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الأميركي باراك أوباما، بتشكيل جبهة موحدة ضد المتطرفين، بعد اعتداءات فرنسا، وذلك في مقال نشر مساء أمس الأربعاء.
وعشية زيارة كاميرون لواشنطن، كتبا أن الأمن ضروري لصحة الاقتصاد وأن بلديهما سينسّقان من أجل دحر الإرهاب.
وجاء في مقالهما، الذي نشر في عدد الخميس من صحيفة “التايمز” البريطانية ونشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني مساء الأربعاء: “سوف نواصل العمل معا ضد الذين يهددون قيمنا وطريقة حياتنا”.
وأضافا: “عندما تعرضت الحريات التي نتقاسمها لاعتداء شنيع في باريس، رد العالم بصوت واحد”.
وأوضحا: “سوف ندحر هؤلاء القتلة المتوحشين وفكرهم الذي يحاول تبرير قتل أبرياء”.
التعليق:
إن التاريخ البشري لم يشهد في طياته وحشية استعمارية عدوانية كالرأسمالية، فهي تتنفس استعمار الشعوب ونهب ثرواتهم وقتلهم واستعبادهم واحتلال أراضيهم وغزوهم فكريا وحضاريا وعسكريا واقتصاديا من أجل القضاء على أي أمل بالانعتاق من ربقته وربط الشعوب المضطهدة بالماكينة الاستعمارية بكافة مناحيها وأوجهها.
أما أبرز القوى الظلامية التي تربعت على عرش الدول الاستعمارية الرأسمالية في العالم خلال القرنين الماضيين فكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأمريكا، أي أن هذه الدول هي عقر دار الرأسمالية الاستعمارية، التي انحصرت طريقة نشر مبدئها العفن بالاستعمار ونهب الثروات والغزو العسكري والاقتصادي والفكري والسياسي.
ولا يحتاج المرء للاستدلال على بربرية هذه الدول في نشأتها وأعمالها وسياساتها فهي أشهر من نار على علم وهي لا زالت قائمة وتمارس بأبشع صورها، ولقد أبدعت هذه الدول في استغلال الأحداث لمصلحتها ولتبرير حروبها ولشرعنة استعمارها للشعوب، لا سيما الشعوب الإسلامية، بسبب العداء التاريخي الاستعماري الغربي ضد حضارة وتاريخ المسلمين وإسلامهم، ولتمركز الثروات في بلدانهم، ولهذا كانت تصريحات دهاقنة السياسة الغربية كأوباما وكاميرون تندرج ضمن هذا السياق.
فالمتطرفون في نظر القوى الغربية الظلامية هم رافعو لواء لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا شرع الله، ولا كيان سياسياً إلا ما أمر به الله، ولا مكان لأعداء الله في بلاد الإسلام، فهذا ما لا يريده الغرب الاستعماري المجرم، ولهذا نعتته بالتطرف والراديكالية والإرهاب والأصولية، كونه سيقتلع النفوذ الغربي من بلادنا ويكنسه مذموما مدحورا، وقد وصف وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد خطورة انعتاق الشعوب الإسلامية من براثن الاستعمار وإقامة الخلافة بأنه أعظم من الكارثي، ولا يمكن تصور ما يترتب عليه من نتائج.
وقد بدت البغضاء من أفواههم بتصريحهم أنها حرب قيم وحرب أفكار، ومعلوم أن قيم وأفكار المسلمين هي الإسلام، بالتالي فهم يصرحون بحربهم الفكرية مع الإسلام، التي شعروا بخسارتهم فيها، مما جعلهم يبتكرون الأساليب القمعية الخبيثة لتجريد المسلمين من إسلامهم وهويتهم الحضارية الإسلامية، لا سيما الجاليات المسلمة في الغرب، طبعا بالإضافة لكونها حرباً اقتصادية لنهب الثروات بمساعدة عملائهم ونواطيرهم من الحكام.
إن الأيام حبلى، وإن القادم عظيم، والمولود سيكون بإذن الله عظيما، ما سيغير وجه التاريخ البشري ويعيد تصحيح وجهته بعدما غابت عنه شمس الإسلام منذ قرابة قرن، وستمتلئ الدنيا عدلا كما امتلأت ظلما وجورا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علاء الدين أبو باسل – فلسطين