Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق إرضاء الخالق المدبر أولى من إرضاء الكافر المستعمر

الخبر:

استيقظ سكان العاصمة صنعاء يوم الاثنين 2015/1/19م على أصوات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وذلك في هجوم حوثي على مقر رئاسة الرئيس هادي ومنزله ومقر الأمن السياسي واستمرت الاشتباكات إلى وقت الظهيرة مخلفةً عدداً من القتلى والجرحى وبعض الدمار في المنشآت الحكومية وبعض منازل سكان المناطق القريبة من الأعمال القتالية وكذلك نزوح أهالي تلك المناطق عنها.


التعليق:

إن من الواضح أن أطراف الصراع الدولي تستخدم حلفاءها وعملاءها لتنفيذ مخططاتها عن طريق القيام بأعمال سياسية وذلك لتحقيق مصالحها؛ فلو ألقينا نظرة على ما تقوم به أمريكا من أعمال سياسية في الفترة الأخيرة من ممارسة ضغوطات على الرئيس هادي من تعيين شخصيات في الجانب المدني والعسكري ولجان مراقبة ثورية في كثير من الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية بدون صفة قانونية وكما حدث من اختطاف مدير مكتب الرئيس هادي رئيس مؤتمر الحوار أحمد عوض بن مبارك والاعتراض على مسودة الدستور الاتحادي وكذلك انسحاب مستشار الرئيس عن الجانب الحوثي صالح الصماط والحشد الهائل لمحاولة دخول محافظة مأرب النفطية وإسقاطها، وأخيراً ما حدث بالأمس من حشد لأنصار الحوثي خارج العاصمة صنعاء وما قاموا به اليوم من هجوم على الرئاسة ومنزل الرئيس والأمن السياسي.

وفي المقابل قامت بريطانيا بعدة أعمال سياسية تهدف من خلالها إلى كبح جماح أمريكا في اليمن؛ فمن هذه الأعمال تضمين الدستور الاتحادي ستة أقاليم بدلاً من إقليمين على أساس شمال وجنوب لتفويت الفرصة على أمريكا بانفصال الجنوب، ومنها احتواء الحوثي والسماح لأنصاره بالتمدد في اليمن لتشتيته وتفويت المواجهة بالحرب لعدم قدرة بريطانيا على الوقوف أمام عنجهية أمريكا فلجأت إلى المسايرة ثم توجيه الضربات للحوثي باسم القاعدة التي اخترقها رجالاتها كعلي صالح وعلي محسن، ومنها تهديد حضرموت وشبوه بوقف ضخ النفط من حقول الإنتاج لإيجاد أزمة مشتقات نفطية تكون نتيجتها نقمة الناس وكرههم للحوثي لإضعاف قاعدته الشعبية وتشويهه، كما هددت بعض الشركات العاملة في بعض قطاعات النفط بوقف عملية الإنتاج، كما هدد الرئيس هادي بتقديم استقالته من منصبه في حالة عدم إطلاق سراح مدير مكتبه بن مبارك، كما عقد الرئيس هادي اجتماعاً استثنائياً لمجلس الدفاع ووجه بضرورة اضطلاع الجيش والأمن بمسؤولية حفظ الأمن في العاصمة صنعاء.

إن ما يحدث بين أهل الإيمان والحكمة من إراقة للدماء وهتك للأعراض وسلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة وترويع للآمنين من أطفال ونساء وشيوخ وتشريد الناس من منازلهم ليدل دلالةً واضحة على أن ما تقوم به هذه الجماعات لا يخدم الإسلام ولا المسلمين وإنما يخدم أعداء الإسلام والمسلمين، وأن من يقوم بهذه الأعمال ليس إلا أداةً محلية لنفوذ إقليمي لصالح الدول الكبرى التي تتصارع في ما بينها لبسط نفوذها لاستغلال ثروات اليمن كغيره من البلدان في العالم.

إن القاعدة الفكرية التي قامت على أساسها مناهج وبرامج ومشاريع هذه الحركات والجماعات ليست العقيدة الإسلامية، وإنما كان قيامها إما على أساس العنف وقتل المسلمين أو على أساس الأفكار والأنظمة الغربية وعملت على تطبيقها في واقع سلوكهم مع الناس.

إننا ندعو هذه الجماعات التي تتبنى العنف وتتبنى أفكار وأنظمة الغرب إلى نبذها وعدم تبنيها، كما ندعوهم إلى تبني أفكار ومشاعر وأنظمة العقيدة الإسلامية التي تجعل من هذه الجماعات إخوة متحابين غير متباغضين، وأن يكونوا عباد الله إخوانا، كما أن عليهم العمل لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة بطريقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الطريقة الشرعية؛ ليرضى الله سبحانه وتعالى عنهم بدل اللهث وراء إرضاء أعداء الإسلام ليكونوا من المفلحين.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن