Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق سقطت ورقة التوت عن فرنسا فتكشفت سوأتها

الخبر:

صرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في 2015/1/20 قائلا: “الأيام الأخيرة أبرزت الكثير من العلل في بلادنا أو التحديات التي علينا مواجهتها تضاف إليها جميع التصدعات ومواقع التوتر الكامن منذ فترة طويلة ويقل الحديث عنها، مثل الإقصاء في أطراف المدن، وأحياء الأقليات وفصل عنصري مناطقي واجتماعي وإثني سري في البلاد”.

 

التعليق:

هذه فرنسا التي أصمت آذان الدنيا بادعائها أنها أم الحرية والعدل والمساواة، والاعتراف بحقوق الأفراد وحقوق الشعوب ورائدة المدنية والحضارة، تعترف أخيرا بأنها على العكس من ذلك تماما.

تجلى ذلك على إثر قيام بعض الشباب من مواطنيها المسلمين بهجمات ردا على إساءة بعض صحفييها للرسول صلى الله عليه وسلم. ففطنت فرنسا أن قيام بعض مواطنيها المسلمين الذين تربوا في حضنها، وترعرعوا في كنفها وتثقفوا بثقافتها يتخلون عن ثقافتها ويثأرون لدينهم ولرسولهم صلى الله عليه وسلم، فيقومون بهذه الهجمات كردة فعل على معاملتها السيئة لهم بكل المقاييس وعلى كافة المستويات.

وهذا إن دل فإنما يدل على فساد أنظتمها وثقافتها وزيف حضارتها التي تميز بين الناس ولا تساوي بينهم، ولا تمنحهم حقوقهم بل تُقصيهم وتهمّشهم وتذلهم لأنهم لا ينتمون إلى دينها أو عرقها وثقافتها خاصة المسلمون منهم. وكذلك يدل على عجزها في دمج الشعوب الأخرى في مجتمعاتها وعدم قدرتها على تذويبهم فيها كما كانت تهدف هي وكافة الدول الغربية. ويثبت أن الإسلام أقوى تأثيرا في النفوس وأرسخ في القلوب من ثقافتهم العلمانية الزائفة.

وفي الوقت نفسه فإن فرنسا لا تسعى لمعالجة الأمر بإزالة هذه العلل والتمييز والإقصاء الذي يمارس ضد المسلمين، وإنما تسعى هي ودول الاتحاد الأوروبي لتشديد قبضتها الأمنية عليهم ومراقبتها لهم. حيث يعكف وزراء الاتحاد الأوروبي على إنشاء شبكة جديدة من عناصر الأمن الأوروبيين في الخارج. حيث سيجتمعون في بروكسل في 12 و13 شباط/فبراير القادم لتعزيز استراتيجية الاتحاد الأوروبي في التعامل مع المقاتلين المسلمين الشبان المتجهين لمناطق الحرب في الشرق الأوسط أو الذين عادوا ولديهم أفكار راديكالية، وكذلك رسم خطة لسحب وثائق السفر الخاصة بمواطني الاتحاد الأوروبي الساعين للذهاب إلى سوريا أو العراق أو الذين يعتبرون خطرا في أوروبا. وقد دعت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى إقامة تحالف لمكافحة الإرهاب مع الدول العربية لتعزيز التعاون وتبادل المعلومات في أعقاب الهجمات في فرنسا، وذلك عندما حضر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اجتماعات وزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي.

ففرنسا والدول الأوروبية يعلنون بكل وضوح أنهم يستعينون بالأنظمة العربية لمحاربة شعوبهم المقهورة ومحاربة الشباب الذين يريدون أن يتخلصوا من هذا القهر والظلم الذي توقعه عليهم أنظمتهم المدعومة من الدول الغربية. وقد انحازت هذه الأنظمة إلى الغرب وعلى رأسه أمريكا بشكل علني ورسمي منذ عام 1991 تحت مسمى تحرير الكويت وآخرها تحت مسمى محاربة تنظيم الدولة والإرهاب في سوريا والعراق. وكل ذلك في سبيل الحفاظ على نفسها من السقوط لأنها لا تستند إلى شعوبها، وإنما إلى أسيادهم في أمريكا وأوروبا.

وعليه فإننا نؤكد أن الخلاص من هذه الأنظمة الجبرية المستبدة، والانعتاق من ربقة الاستعمار الأمريكي والأوروبي، والتحرر من نفوذهم في بلاد المسلمين وسيطرتهم على ثروات المسلمين وخيراتهم، ومن ثم الانتقام لشخص سيد بني آدم محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك الانتقام لكل ما اقترفه الغرب وأذنابه حكام المسلمين من جرائم في حق الإسلام والمسلمين، لا يكون بشكله الكامل، إلا بجحافل جيوش دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لذلك فنصرةً للإسلام والمسلمين، ونصرةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فضلا على أنها فرض من الله سبحانه وتعالى؛ يجب على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يعملوا لإقامتها ففيها يعز الله الإسلام والمسلمين، وبها يذل الله الكفر والكافرين.

﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك