خبر وتعليق ملايين تهدر في الرياضة وملايين تموت جوعا
الخبر:
أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز دعم الأندية الرياضية في السعودية بـ10 ملايين ريال لكل نادٍ، وذلك ضمن مجموعة أوامر ملكية أصدرها اليوم.
وجاء نص القرار: “دعم الأندية الرياضية بمبلغ عشرة ملايين ريال لكل نادٍ من أندية الدوري الممتاز، ومبلغ خمسة ملايين ريال لكل نادي من أندية الدرجة الأولى، ومبلغ مليوني ريال لبقية الأندية المسجلة رسمياً”.
ويبلغ عدد الأندية السعودية 170 نادياً، يلعب 14 منها في دوري جميل للمحترفين، وكذلك 28 نادياً يلعبون في دوريي الدرجة الأولى والثانية لكرة القدم. العربية
التعليق:
حُق لمن يقول إن هذا الخبر لا يحتاج إلى تعليق لأنه بحد ذاته يعبر عن نفسه ويشير بكل وضوح إلى حال الجزيرة العربية التي يحكمها رويبضات سفهاء يعبثون بمقدرات الأمة وطاقاتها في سبيل الشيطان.
ولكن لا بد من وقفة تأمل فيما يجب أن يكون عليه حال هذه الأمة التي حباها الله بهذه الخيرات العميمة والثروات الهائلة من فضله، فلو أرادت أن تشتري العالم بأسره بهذه الأموال لاستطاعت، ولو أرادت أن تعدل ميزان القوى في العالم لاستطاعت، ولو أرادت أن تنهي الفقر والجوع في العالم لاستطاعت، ولكن هذا كله يحتاج إلى قرار سياسي من حامل مبدأ وصاحب إرادة ذاتية، لا تأتيه الأوامر من الشرق أو من الغرب، بل من الأعلى، الذي أمر أن ينفق المال في سبيل الله حيث قال: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]
ولا بد هنا من توجيه الكلمة لمشايخ المملكة الذين ما فتؤوا يتشدقون بالبدع والضلالات والعبث والتجهيل والانشغال بسفاسف الأمور، أين علمكم، وإيمانكم، وخوفكم من العليم الذي يقول: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين﴾ [الجمعة: 5]؟؟
ولا أحسبكم بحاجة لتفسير معنى الآية، ولكن لعل الذكرى تنفع المؤمنين، فكم وددنا أن تعظوا الملك الجديد بما آل إليه من سبقه إلى الموت، فهل قدم لله ما يحفظه من النار، وقد رأى أطفال سوريا، ويتامى ميانمار، ومشردي الشيشان، وشيوخ العراق وحرائر اليمن وشباب نيجيريا وكلهم يتضرع إلى الله أن ينهي حرمانه وعذابه بنصرة جيش الإسلام، وليس بفريق كرة قدم أو لاعب جمباز، فأين هذا ممن يدعى له بولاية الأمر؟
وأوجه الكلمة للأمة التي أمرها الله أن تمنع السفهاء من التصرف بالمال حين قال: ﴿وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ [النساء: 5] ، فلزم أن يعي أبناء الأمة أن هؤلاء السفهاء ليسوا أولياء أمر، وأن عليهم أن يأطروهم على الحق أطرا.
أسأل الله أن يهيئ للأمة حاكما تحبه ويحبها، وتدعو له ولا تدعو عليه. خليفة راشدا يحكم على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس سيف الحق سلامة – ألمانيا