Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الحراك الجنوبي يتحالف مع الحوثيين في تشكيل مجلس رئاسي في اليمن

 

الخبر:‏

جاء على قناة الجزيرة الفضائية مساء الأربعاء 15 ربيع الثاني 1436هـ الموافق 4 فبراير 2015م أن ‏المندوب الأممي جمال بن عمر تفاجأ بقبول الحراك الجنوبي بمجلس رئاسي لليمن في دولة اتحادية اقترحتها ‏جماعة الحوثي.‏

 

التعليق:‏

بعد حصار جماعة الحوثي لدار الرئاسة ودخول الجماعة بالقوة إليها وإلى مؤسسات الدولة العسكرية ‏والمدنية، استقال عبد ربه هادي من رئاسة الجمهورية مفسرا ذلك أنه تم تحت ضغوط لم يعد يحتملها، في إشارة ‏إلى اقتحام الحوثي لأعلى مؤسسات الحكم في اليمن. وفي ظل ذلك الصراع بين القوى السياسية في اليمن، جاءت ‏موافقة الحراك الجنوبي للحل الذي فرضه الحوثي وهو مجلس رئاسي في إطار دولة اتحادية كان الحراك الجنوبي ‏يرفضها.‏

فما الذي جعل الحراك الجنوبي يقبل ذلك الحل رغم الخلاف الأيديولوجي بينه وبين جماعة الحوثي؟ فجماعة ‏الحوثي تنطلق من فكر شيعي يتبنى الإمامة وأحقية آل البيت لها ويرتبط مع طهران صاحبة الثورة الإسلامية ‏المزعومة، بينما ينطلق الحراك الجنوبي من خلفية ليبرالية ثورية صرح مسئولوه أنها لا تتبنى أيديولوجيا معينة ‏وإنما تسعى نحو دولة مدنية ديمقراطية.‏

فما الذي جمع الضدين اليوم في الوقت الذي ينادي الحراك الجنوبي باستعادة دولته وفك الارتباط عن شمال ‏اليمن، بينما تصر جماعة الحوثي على بقاء اليمن في إطار الدولة الاتحادية؟

الحقيقة أننا مهما حاولنا البحث عن عامل مشترك بين جماعة الحوثي والحراك الجنوبي‎ ‎فلن نجد شيئاً مشتركا ‏بينهم، إلا أمراً واحدا هو إيران ومن خلفها أميركا.‏
فقد صرح مسئولون حوثيون وحراكيون أن دعم إيران لهم لم يعد سرا‎.‎

وعندما يعترف جون كيري بأن هناك محادثات بينه وبين جماعة الحوثي، التي تحمل شعار (الموت لأميركا ‏وإسرائيل)، ويلتقي قادة الحراك الجنوبي علنا بالمسئولين الأمريكان، يتضح لنا سبب الاقتران السياسي بين ‏الأضداد (الحوثي والحراك الجنوبي)، وإقحام قيادات حراكية جنوبية في مجلس رئاسي فرضه الحوثي بقوة ‏مليشياته يفسر لنا أن الاثنين يتصلان بعصا واحدة هي عصا أميركا التي تعمل لتغيير الوسط السياسي القديم التابع ‏للإنجليز في اليمن إلى وسط سياسي يعطيها مزيدا من المكاسب السياسية والعسكرية والاقتصادية في اليمن.‏

ولم يتوان الطرفان في الوصول إلى أهدافهما بسيل من دماء الأبرياء من أهل اليمن.‏

فلم يتبق لأهل اليمن اليوم إلا أن يغسلوا أيديهم من تلك القيادات التي لم تخلص إلا لساداتها الغربيين ‏ليوصلوها إلى سدة الحكم.‏

وآن الأوان لأهلنا في بلد الإيمان والحكمة أن يلتفوا حول العاملين المخلصين من أبنائهم الذين يعملون جادين ‏مخلصين لإعادة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة التي بشر نبي الأمة عليه أفضل الصلاة والتسليم بأن زماننا ‏هذا هو زمانها، قائلا: «… ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» رواه أحمد.‏

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن