Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا تدمر، وأردوغان يقول بأنه يعيد البناء! (مترجم)

 

الخبر:

قدم الرئيس رجب طيب أردوغان في مقابلة خاصة مع إذاعة TRT (مؤسسة الإذاعة والتلفزة التركية) قدم تقييما لمواضيع خاصة بالأجندة وعلق على إزالة تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) من كوباني بمساعدة قوات التحالف وقوات البيشمركة. وأوضح أردوغان بعد تذكيره بالانتقادات التي تلقتها تركيا نتيجة للاحتفالات والرقص بعد تحرير كوباني من داعش، أن تركيا بالعكس كان عليها أن تدفع ثمنا باهظا. وأضاف: حسنا، هذه المنظمة الإرهابية داعش قد تراجعت من هناك، ولكن ماذا عن كل هؤلاء الناس؟ فتراجع داعش من هناك ليس كافياً. أين هم أولئك الذين قصفوا كوباني؟ من الذي سيعيد بناء هذا المكان؟ كم عدد المرات التي قلت لهم، أن هذه المشكلة لن يتم حلها عن طريق القصف الجوي. بالتأكيد كان لا بد من الهجوم البري. لم تأت هذه العملية الجوية بشيء. نحن لا نقبل بعملية فقط ضد داعش.. (المصدر: موقع خبر 7 التركي 2015/01/30)

 

التعليق:

طوال الثورة السورية التي بدأت منذ عام 2011، والدولة التركية لم تكن سوى جزء في ذيل أمريكا، التي تكافح لمنع هذه الثورة الإسلامية من بلوغ ذروتها في الانتصار. فقد نفذت أمريكا كل سياساتها في إطالة عمر النظام السوري وفي شراء الثوار الإسلاميين من خلال تركيا. فتأسيس المجلس الوطني السوري وكذلك الائتلاف الوطني السوري وخلق معارضة معتدلة داخل سوريا كان واضحا أنه بتأييد من تركيا. وحين رأت أمريكا أن سياستها هذه من خلال تركيا لم تجلب النتائج التي تريد تحقيقها، بسبب فشل رئيس الوزراء آنذاك أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، بدأت الولايات المتحدة بقيادة سياستها تجاه سوريا مع إيران وروسيا إضافة لتركيا.

لقد قامت قوات التحالف التي تضمّ تركيا بتدمير كوباني عن طريق الضربات الجوية وبدعم من قوات البيشمركة. وطوال هذه العملية، أصرت تركيا أن الضربات الجوية الأمريكية لن تكون كافية، بل يجب أن تبدأ عملية برية. والآن يسأل الرئيس التركي أردوغان، من سيعيد بناء هذه المدن المدمرة بالكامل!

فهل كلام أردوغان هذا يليق بشخص يدعي أنه يتصرف كقائد للمسلمين!؟ هل يمكن أبداً لقائد المسلمين أن يسأل مثل هذا السؤال فيما يتعلق بالدمار والخراب في بلاد المسلمين؟ إن مثل هذه الكلمات لا يمكن أن تصدر إلا من مدير شركة مقاولات يريد الحصول على عقود بناء للمدن التي دمرتها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب. في واقع الأمر، فإن أردوغان لم يفعل أبداً وما زال لا يفعل أي شيء سوى أعمال البناء في البلاد الإسلامية التي تم غزوها وتدميرها من قبل الولايات المتحدة. في الواقع، فإن أردوغان عندما يقول: “أين هم أولئك الذين قصفوا كوباني؟ من الذي سيقوم بإعادة بناء هذا المكان؟” فإنه يرسل رسالة إلى أمريكا، مفادها أن تركيا تطلب إعادة إعمار كوباني وكذلك جميع المدن المدمرة في جميع أنحاء سوريا. وبعبارة أخرى، هو يسعى للحصول على دخل غير مكتسب من هذه المدن التي غرقت في دماء المسلمين.

أيضا، عندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان والعراق، وبنفس الطريقة تقدم أردوغان بطلب إعادة إعمار العراق وأفغانستان، وضمن بذلك تدفق الدولارات الأمريكية إلى تركيا عن طريق إرسال شركات البناء التركية إلى تلك البلدان. إن أردوغان الملطخة يداه بدماء المدنيين والأطفال الأفغان المسلمين، كان مسروراً بالمساهمة في إعادة إعمار كابول وغيرها من المدن وجلب العملة الأجنبية للبلاد. إن أردوغان كان أصماً أمام استغاثات وصرخات النساء العراقيات اللاتي انتهكت أعراضهن، ولكنه فتح قواعده العسكرية للجنود الأمريكيين، وقام بمناشدة نظام المالكي المجرم من أجل إعادة بناء المدن العراقية وإرسال الشركات التركية إلى العراق. وها هو الآن، وبعد أن أخفق في تحقيق سياسات أمريكا في سوريا، فإنه يطمع في الفتات الذي تقدمه له أمريكا والغرب. وهنا نرى كيف يتعامل رئيس دولة يدعي أنها قوة عظمى مع أمور صغيرة.

إن القوة العظمى هي دولة القادة الذين يفكرون في الأمور العظيمة، الذين يحولون أقوالهم إلى أفعال. إن هذه الدولة هي دولة الخلافة الراشدة القادمة قريبا بإذن الله، وهؤلاء القادة هم الخلفاء الراشدون.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار