خبر وتعليق لماذا يطالب الجمهوريون أوباما بوصف الحرب على الإرهاب على أنها حرب على الإسلام (مترجم)
الخبر:
يواجه الرئيس أوباما حاليا نقدا شديدا من قبل زملائه الجمهوريين لعدم وصفه الحرب على الإرهاب على أنها حرب على الإسلام. وإن كان هناك أمر يعرفه الجمهوريون حقا فهو أن أميركا لن تتمكن من القضاء على الإرهاب إلا من خلال تسميته باسمه الحقيقي. ويؤمن الجمهوريون بأن هذا فقط سيشكّل لديهم الوضوح الكافي والشفافية اللازمة لمحاربة الإسلام وهزمه.
التعليق:
تعالت أصوات السياسيين الجمهوريين في واشنطن ضد إدارة أوباما سعيا منهم لتغيير موقفها في الحرب على الإرهاب عبر تغييرها اسم الحرب التي أُطلقت.
“نحن في حرب دينية مع الإسلاميين الراديكاليين” هذا ما قالته ليندزي غراهام لوكالة فوكس الاخبارية، وأضافت “يضايقني جدا عندما أسمع رئيس الولايات المتحدة وكبير المتحدثين باسم الحكومة وأسمعهم يفشلون في الاعتراف بأن هذه الحرب هي حرب دينية”، وقد وافقها على هذا الكلام رودي جيليان حيث قال “إن لم نتمكن من استعمال الكلمات (الإرهاب الإسلامي المتطرف) إذاً لن تستطيع التخلص منهم”. وضمن هذا السياق يأتي ما أكد عليه تيد كروز في مؤتمر قمة لوا للحرية حيث قال “لن تستطيع خوض الحرب ضد الراديكاليين الإسلاميين ومن ثم هزيمتهم إن لم ننوِ استعمال الكلمات الحقيقية في وصفهم (الإرهاب الإسلامي المتطرف)”.
إن موقف الجمهوريين هذا لا علاقة له بالأيديولوجية بل بتغير واسع عظيم في الرأي العام يجتاح العالم الإسلامي، ما يُصعب على الأمريكان مهمتهم. فالمسلمون يؤمنون بقدرة الإسلام السياسي على تنظيم شؤونهم أكثر من الليبرالية العلمانية. فعلى سبيل المثال أجرى مركز بيو في عام 2013 دراسة تم فيها سؤال مسلمين من 23 بلدا في المناطق الممتدة جنوب شرق أوروبا، وآسيا، وشمال إفريقيا والشرق الأوسط عن رأيهم في الشريعة الإسلامية. فأظهرت الدراسة أنه في 17 من 23 بلداً من البلاد التي طرح فيها السؤال، نصف هؤلاء المسلمين على الأقل قالوا بأن الشريعة وحي من الله، وكانت باكستان من الدول الأربع الأولى على اللائحة، حيث يؤمن بذلك فيها ما نسبته 81%، وكذلك الأردن التي تتساوى النسبة فيها مع باكستان، ومن ثم مصر والأراضي الفلسطينية بنسبة 75%.
إن توجهات الأمة هذه تجعل من الحزب الجمهوري أكثرعدوانية وتجهما في نقده لأوباما الذي ستستمر فترته الرئاسية لعام 2016. وهذا هو الملاحظ فعلا خاصة إذا ما نظرنا للمواقف الأمريكية الحالية تجاه المسلمين والتي يظهر فيها تصلبا وتشددا. ووفقا للمعهد العربي الأمريكي الذي يديره الزغبي، فقد أظهرت الاستطلاعات التي أجريت منذ 1990 والمتعلقة بوجهة نظر المواطنين الأمريكان في الجماعات الدينية والعرقية ارتفاعا في بُغضهم للعرب والمسلمين بعد أحداث 11/9، ولا تكاد تلك الاستطلاعات تتزحزح عن النسب المسجلة منذ ذلك الحين. وقد تراجعت نسب عدم إعجاب الأمريكيين بالعرب والمسلمين بنسبة كبيرة بلغت ذروتها عام 2010 لتنخفض من 55% إلى 45% في تموز من ذاك العام، ولكن في ذات الوقت انخفضت نسب التقدير للمسلمين من 41% عام 2012 إلى 17% عام 2014. وبالتالي، يريد الجمهوريون أن يزيدوا من حدة مواقفهم تجاه الإسلام في محاولة منهم لاستمالة الناخبين غير الجمهوريين الذين يعتقدون بأن أوباما والحزب الديمقراطي فشلوا في حربهم على الإسلام.
ومع ذلك، وبعيدا عن الشواطئ الأمريكية، فإن المسلمين في العالم الإسلامي يرون الحروب الأمريكية التي تشنها على أفغانستان والعراق وحملات القصف الحالية على باكستان والصومال واليمن وأماكن أخرى ليست سوى حرب على الإسلام.
لذلك، فإن رواية “صراع الحضارات” كما يعتقد بها صموئيل هنتينجتون سرعان ما أصبحت قديمة لتحل محلها رواية “حرب الحضارات”. ومن المرجح أن تصبح وجهة النظر هذه راسخة في أذهان الغربيين في الأشهر المقبلة. أما بالنسبة للعالم الإسلامي فإنه بحاجة ماسة لإعداد العدة لهذه الحرب وذلك بإقامة الدولة الإسلامية الحقيقية التي لا تنشغل بمصالحها فحسب بل يكون أكبر همها توحيد أمة الإسلام والذَّود عن المسلمين وصد أعدائهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». فالمسؤولية تقع على عاتق المسلمين جميعا لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستصد أي تدخل غربي في بلاد المسلمين.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ [فاطر: 6]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد