Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق المحنة المستمرة للاجئين السوريين (مترجم)

الخبر:

ذكرت قناة الجزيرة يوم 6 فبراير، في تقرير بخصوص الوضع المزري الذي يواجهه الآلاف من اللاجئين السوريين في لبنان، الذين تُركوا بلا مأوى بسبب تطهير الجيش اللبناني للمنطقة الحدودية مع سوريا من مخيمات اللاجئين وذلك نتيجة للتهديدات الأمنية المتوقعة، ذكرت أن هذا القرار الأخير من طرف السلطات اللبنانية يؤثر على 32 مخيّما غير رسمي يؤوي حوالي 7000 لاجئ وعامل سوريين. وذكر تقرير الجزيرة وفقا لمصادر من الجيش اللبناني، أن القرار قد تم اتخاذه من أجل إخلاء المناطق الواقعة على طول الشريط الحدودي بالبقاع شرق لبنان، من “مجدل عنجر” بالقرب من معبر المصنع الحدودي، على طول الطريق وصولا إلى القصير. ونقل التقرير عن أبي أحمد، وهو لاجئ من دير الزور وأحد الذين أصبحوا بلا مأوى جراء هذه الحملة الأمنية، أنه قال “جاء الجيش اللبناني الليلة الماضية وحطّم كل شيء، خزانات المياه، الخيام.. أين سينام أطفالنا؟؟” وقال أيضا “ليس لدينا مكان نذهب إليه بعد الآن، ليس لدينا أي فكرة عن المكان الذي سننام فيه هذه الليلة، ماذا يفترض بنا أن نفعل؟”


التعليق:

يتواصل البؤس والمعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون بلا هوادة. ليس فقط لأنهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في خيام مهترئة مع القليل من الطعام بدون تدفئة في البرد القارس. بل كذلك نتيجة لهذا العمل الوحشي للحكومة اللبنانية القاسية. هذا القرار الذي ترك الآلاف مشردين بلا مأوى، مجبرين على الصمود في وجه عوامل الشتاء القاسية، بما في ذلك درجات الحرارة تحت الصفر، بلا مكان يؤويهم ويحميهم من البرد الشديد. هكذا تثبت هذه الأنظمة العلمانية افتقارها التام للإنسانية! في يناير، أوردت تقارير أن عددا من اللاجئين السوريين توفوا بالقرب من الحدود اللبنانية السورية بسبب نقص الحماية من البرد القارس وقسوة الظروف المناخية التي رافقت العاصفة ‘زينة’، والتي جلبت معها موجة من الثلوج والأمطار ضربت مخيمات اللاجئين، بما في ذلك مخيمات وادي البقاع. وشملت حالات الوفاة المسجلة، وفاة رضيع عمره 3 أشهر بعد أن علق بمعبر المصنع الحدودي لمدة 4 أيام، صبّي يبلغ من العمر 6 سنوات تجمّد حتى الموت خلال العبور إلى منطقة شبعا بجنوب لبنان، وأم سورية لطفلين توفيت في خيمتها التي تفتقد لأبسط وسائل التدفئة في بعلبك. وذكر التقرير أيضا أن اللاجئين السوريين قد لجأوا إلى حرق القمامة من أجل التدفئة رغم الغازات السامة التي تولدها. هكذا وُضعوا بين موقف من الخيارات المرعبة، إما أن يتركوا أطفالهم يتجمدون من البرد أو يحاولوا خلق بعض الدفء ممزوجا بالغازات السامة.

هذا الواقع الأليم ليس سوى جزء بسيط من الحاجة واليأس المستمر الذي يعانيه إخواننا وأخواتنا في الشام، بعد أن تم التخلي عنهم من قبل الأنظمة عديمة الضمير في العالم الإسلامي والدول الغربية البراغماتية، الذين وقفوا وقفة المتفرج أمام هذه المأساة الإنسانية. هكذا يموت عشرات الآلاف من المسلمين في سوريا موتا بطيئا بسبب غياب الاحتياجات الإنسانية الأساسية، والرعاية اللازمة من الحكومات المضيفة. وقد أكدت هذه الأزمة مدى عجز الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى العجز الكامل عن حماية حياة أمتنا. وأثبتت أنها عاجزة تماما أو قلْ غير راغبة في اتخاذ أي موقف ضد الإجراءات القمعية والإهمال الذي يتعرض له اللاجئون من الدول المضيفة.

لذا، بينما تركز وسائل الإعلام العلمانية والدوائر السياسية اهتمامها على الأحداث في العراق، ترى كارثة إنسانية ذات أبعاد وحشية لا تزال تضرب بإخواننا وأخواتنا في الشام في أعمال وحشية مستمرة على يد نظام الأسد. وبما أن الأنظمة في العالم الإسلامي تخوض حروبا بالنيابة عن أسيادها في الغرب بدلا من حشد جيوشها للإطاحة بالمجرم بشار، أصبحت أخواتنا وأطفالهن بين خيارين أحلاهما مرّ، إما الموت بقنابل ورصاص الطاغية، أو الموت بردا أو جوعا في الدول المجاورة، التي يحكمها حكام لا يحملون ذرة من رحمة أو اهتمام لمحنتهم.

هذه الحالة البائسة التي تمر بها أمتنا في سوريا لا يمكن لها أن تنتهي إلا بقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة؛ فهي الدرع الحامي للمسلمين. فواقعا، وضع الثقة في المجتمع الدولي لرعاية اللاجئين السوريين ليس إلا إطالة لمعاناتهم. تماما مثل اعتبار أن الحكومات الغربية أو الأمم المتحدة بيدها إنهاء سفك دماء المسلمين في الشام، بل هذا وهمٌ خطير يعطي الوقت لفرعون سوريا لمزيد من القتل والتدمير لإنقاذ عرشه. لذلك دعونا نكثّف الجهود لإقامة نظام الله سبحانه وتعالى مرة أخرى على هذه الأرض، فهذا هو الطريق الوحيد الصحيح لإنقاذ أمتنا المضطهدة في سوريا وفي جميع أنحاء العالم. هذه الدولة وحدها التي تبنى على الإسلام ولا شيء غير الإسلام، هي التي من شأنها أن تحشد جنودها دون أيّ تردد أو تأخير لتحرير المسلمين المضطهدين، ورعايتهم بحب، رعاية الأب لولده، لأن الإسلام يأبى إلا أن يكون حاكما وقائدا.

«‏إِنَّمَا الْإِمَامُ ‏‏جُنَّةٌ ‏ ‏يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتورة نسرين نواز
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير