خبر وتعليق يا سلاح الجو الملكي الأردني: دوما تُباد.. أغيثوها
الخبر:
نظم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملات للفت أنظار العالم للمجازر التي يرتكبها النظام السوري في مدن الغوطة الشرقية، حيث جرى إطلاق حملة بعنوان “دوما تباد” عنوانا لمأساة المدنيين هناك.
وكان لدوما -كبرى مدن الغوطة- النصيب الأوفر من الحملة العسكرية المكثفة التي شنها جيش النظام واستهدفها بعشرات الصواريخ والبراميل المتفجرة، والتي أسفرت عن مقتل مائة من أبنائها، ثلثهم على الأقل من الأطفال، إلى جانب أكثر من 400 جريح يواجه عدد كبير منهم الموت بعد إغلاق نقطتين طبيتين.
ولم تسلم أي منطقة في المدينة من القصف الذي طال الأحياء السكنية والنقاط الطبية وسيارات الإسعاف، إضافة للشوارع التي شملها الدمار، في حين بلغ عدد المنازل المدمرة أكثر من 500 منزل بين تدمير كامل وجزئي.
وقال الناشط الإعلامي فراس العبد الله أحد القائمين على حملة “دوما تباد”، إن الأوضاع المأساوية في المدينة دفعت عددا من الناشطين الإعلاميين داخل الغوطة وخارجها لإطلاق حملة إعلامية تستهدف لفت نظر الرأي العام العالمي لما يرتكبه النظام السوري بحق المدنيين بعد توثيق مقتل 103 شهداء منذ مطلع الشهر الحالي.
وأضاف العبد الله للجزيرة نت “نأمل أن تصل رسالتنا إلى كل من يملك القدرة على إنقاذ الغوطة عن طريق الضغط على الحكومات والمجتمع الدولي لإيقاف نزيف الدم، نريد للعالم أن يسمع ويرى ما يحدث لنا من قتل وإبادة وسط صمت الجميع”.
التعليق:
إن من أعظم المصائب التي منيت بها أمتنا أن جيوشنا صُمّمت ودُرِّبت وعُلّمت كيف تكون في خدمة أعداء الأمة، فبعضها يضرب شعبه بكل قسوة، لا تردعه قرابة ولا ذمة، وكأنه لا تربطه بهم رابطة العقيدة أو الدم، وجيوش أخرى تقف موقف المتفرج على الأمة وهي تذبح من الوريد إلى الوريد… فيا من سارعتم للانتقام لمعاذ، أفلا تسارعون لنجدة هذا الشعب المكلوم منذ أربع سنوات؟ ألا تهزّكم براميل الموت التي تلقى على أطفاله ونسائه ورجاله وشبابه؟ ألا تقفون مع أنفسكم لحظة تفكير، بماذا ستجيبون الله يوم القيامة عندما يسألكم عن قوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 75-76]؟
هل أنتم مؤمنون تقاتلون في سبيل الله لإعلاء كلمته وإقامة شرعه، أم تقاتلون في سبيل الطاغوت الذي سعى بكل قوته إلى إيجاد الفساد والاقتتال بين كتائب الثوار لمنع قيام الخلافة الحقيقية؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؟
ألم يخطئ الجيش الأردني منذ البداية عندما رأى شعبا مسلما يعذب ويحرق ويقتل وهو لا يحرك ساكنا؟ ألم يفكر بأن النار التي تحرق شعبا مجاورا له ستصل إليه؟ وسيصيبه شررها؟
كان الأولى بالطائرات التي ذهبت تقصف الثوار أن تحول طائراتها لتقصف قصور بشار وتسقط النظام المجرم الذي أذاق شعبه الويلات على مدى أربع سنوات.
أين كانت هذه الطائرات سنة 1967م؟ بل أين كانت هذه الطائرات طوال الاحتلال اليهودي لفلسطين؟ ألم يُصنَّف الجيش الأردني بأنه القوة الثالثة الضاربة؟ فلماذا لا تظهر قوته إلا ضد المسلمين، أما عندما يطالَب الجيش بالدفاع عن المسلمين تتحول القوة الضاربة إلى قوة متخاذلة خائفة جبانة؟!
ألم يزرع النظام في عقول أتباعه أننا دولة ضعيفة وأننا لا نستطيع أن نواجه القوى العظمى؟ وأننا يجب أن نظل ضعافا، لأن الدول القوية تدمرها أمريكا فقد دمرت الجيش العراقي، والجيش السوري والجيش الليبي؟
وهكذا تشكلت العقلية الأردنية، عندما يُدعَوْن إلى القتال في سبيل الله يدَّعون الخور والضعف، وأنه لا حيلة لهم ولا قوة، ولسان حالهم يقول: (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)!
أما إذا دُعوا إلى قتال في سبيل أصنامهم؛ أمريكا (هبل) وبريطانيا (اللات) والعائلة المالكة (العزى) أصبحوا القوة الضاربة وأصحاب الحرفية العالية والتدريب الذي لا مثيل له، وأصبحوا المدرِّبين لكل أجهزة البطش في المنطقة من الجيش البحريني إلى الإماراتي إلى العراقي إلى الأمن الفلسطيني…
أيها الضباط في الجيش الأردني، اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وتأملوا قول الله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ [البقرة: 165-167]
اتخذتم عبد الله ندا لله تحبونه كما تحبون الله، أي تطيعونه كما تطيعون الله، بل أكثر، بل إنكم تعصون الله وتنفذون أمر عبد الله؛ أمركم الله بتحرير فلسطين فعصيتموه، وأمركم عبد الله بحماية كيان يهود الغاصب فقتلتم أبناء أمتكم في سبيل حمايته، أمركم الله بنصرة المظلومين والمستضعفين في سوريا فعصيتموه، وأمركم عبد الله بقتال الثوار بعد أن ضحى بأحدكم فأطعتموه!!
تذكروا أنكم سترجعون إلى الله وسترون العذاب الذي أعده الله لمن فضلوا العبيد عليه، وستدركون عندها أن القوة لله جميعا، فلن يحميكم من قوته ومن جبروته ومن انتقامه أحد، ولا حتى أصنامكم؛ أمريكا وبريطانيا وعبد الله الثاني، لأنهم سيتبرؤون منكم ومن طاعتكم لهم، عندها لن تجدوا وسيلة للإنقاذ ولا وسيلة للهروب والنجاة، فتكونوا وما تعبدون حصب جهنم.
عندها ستندمون على ما فرطتم في حب الله وطاعته، وعندها ستتمنون الرجوع إلى الدنيا لعلكم تخلعون طاعتهم وولاءهم من رقبتكم، وتعصونهم في طاعة الله.
هل تتحقق أمانيكم؟ هل ينفعكم الندم؟ كلا.. بل سترون أعمالكم حسرات لأنها ترميكم في نار جهنم، وهي نار تدوم وتدوم وإحساس بالألم دائم لا ينقطع، وخروج من النار مستحيل..
وتذكروا أنكم لا زلتم في هذه الدنيا، ولم تفارقوها بعد، وأمامكم فرصة التبرؤ من أصنامكم وطاعة الله وحده لا شريك له، فانتهزوا الفرصة ولا تفوتوها…
اهدموا صنمكم واحزموا أمركم وبايعوا خليفة على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، وقاتلوا في سبيل الله لا في سبيل الأصنام.. لعلكم تكفرون عما بدر منكم..
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم معاذ