Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق زيارة بوتين لمصر ومسألة التوازن الاستراتيجي

الخبر:

بتاريخ 2015/02/10 قام بوتين رئيس روسيا الاتحادية بزيارة لمصر صرح خلالها أن روسيا على استعداد لتزويد مصر بالسلاح الذي تريده لإيجاد التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل وكذلك التعاون معاً ضد الإرهاب والموافقة على تركيب مفاعل نووي لتوليد الطاقة وزيادة التعاون الاقتصادي.

 

 

التعليق:

أول ما يلفت النظر في هذه الزيارة هو توقيتها وتصريح بوتين أن روسيا مستعدة لتزويد مصر بالسلاح الذي تريده لإيجاد التوازن الاستراتيجي مع كيان يهود بالرغم من أن حكام مصر الجدد وعلى رأسهم السيسي لم تصدر عنهم أية إشارة توحي بتوجههم لمحاولة إيجاد توازن استراتيجي معه أو حتى تسليح الجيش المصري جيداً بشكل يأمن فيه غدر كيان يهود.

فما الذي حصل يا ترى حتى يأتي بوتين إلى مصر ويعرض موضوع التوازن هذا وفي هذا الوقت بالذات؟

للإجابة على هذا السؤال لا بد من معرفة الواقع السياسي والعسكري الذي عاشته المنطقة خلال الشهر الماضي؛ حيث قام كيان يهود باغتيال عميد إيراني كبير ومجموعة مهمة “لحزب الله” في الجولان وردت إيران على ذلك بعملية قام بها “حزب الله” في مزارع شبعا وقتلوا اثنين من جنود يهود وجرحوا ستةً منهم، وكادت الحرب تقع لولا تدخل أميركا المباشر لتمنع يهود من ذلك، لأن الحرب ستلهب كل المنطقة وتخلط الأوراق من جديد بشكل قد يؤذي المصالح الأميركية وحتى اليهودية كما تراها أميركا، واستخدمت الأخيرة ما لديها من سلطة وغير ذلك لإقناع حكام كيان يهود وإجبارهم على الرضوخ والقبول بالصفعة الإيرانية ردا على قتلهم العميد ومن معه، فقالوا له صراحةً إن أميركا لن تغطي أي حرب تخوضها دولة يهود ضد لبنان، وكذلك أنها لن تفتح لها مخازن السلاح كما فعلت في حرب تموز 2006.

وكذلك لم تستخدم أميركا حق الفيتو عندما أصدر مجلس الأمن بياناً يحمّل فيه كيان يهود المسؤولية المباشرة والصريحة عن قتل الضابط الإسباني في قوات اليونيفيل في جنوب لبنان بُعَيْدَ عملية مزارع شبعا.

وكذلك قامت أميركا بتسريب خبر التحضير والتنفيذ لقتل عماد مغنية وبأن أميركا هي التي حضرت للعملية عن طريق السي آي إيه، والموساد هو الذي نفذ العملية فقط لا غير، وفي هذا كله رسالة واضحة من أميركا إلى دولة يهود بأنها هي التي تحميها، وبدونها لا تستطيع أن تقوم بأي عمل مهم في المنطقة التي تغلي والتي لا تحتاج إلى الرعونة وسوء التقدير والتدبير، وهذا ما أشارت إليه صحيفة معاريف اليهودية بعد يومين من نشر الخبر بأنه رسالة واضحة من أميركا لدولة يهود بأنها الحامية والحارسة لها ولتفهمها عدم قدرتها على القيام بحرب بدون موافقتها.

لهذا كله ولأن أميركا فيها من المشاكل ما يكفيها ولأنها تعرف أن حرب يهود على أي بلد مسلم ستشعل المنطقة وتوحدها من جديد وستجعل الإسلام هو المحرك للمنطقة ضد يهود والغرب كله وعلى رأسه أميركا، لهذا كله قامت أميركا بالضغط على دولة يهود لعدم التهور، والسكوت عن ضربة شبعا لها.

ولذلك ليس مستبعدا أن تكون زيارة بوتين لمصر وتصريحه بالتوازن الاستراتيجي ما هو إلا بالتنسيق مع أميركا لتخويف كيان يهود ولجمها عن القيام بأي عمل لا توافق عليه أميركا، وإلا فالبديل حاضر بتسليح الجيش المصري بشكل يؤذي يهود كثيراً، في جو تغلي فيه المنطقة ولا يعرف أحد كيف ستكون في ظل خروج المارد الإسلامي من القمقم.

وفي الختام نقول إن الأمة الإسلامية قد عقدت العزم على أمرٍ أهم وهو إقامة الدولة الإسلامية الجامعة والراشدة والعادلة والتي ستعمل على إزالة كيان يهود من الوجود إن شاء الله تعالى وليس إيجاد التوازن الاستراتيجي، وليس هذا ببعيد بإذن الله.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان