خبر وتعليق محمود عباس يتشبث بالمفاوضات العدمية مع الدولة اليهودية
الخبر:
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أطلع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل لدى لقائهما في العاصمة البلجيكية بروكسل في 2015/2/12 على آخر تطورات القضية الفلسطينية، وقال عباس في مؤتمر صحفي عقب اللقاء: “…وأكدنا أننا نحن الفلسطينيين مقتنعون بشكل كامل بأنه مهما كانت نتائج المنظمات الدولية فلا بد لنا من أن نذهب للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي”، وأضاف: “عندما نطالب بالاعتراف بدولة فلسطين لا نطالب بأن يكون هذا الاعتراف على حساب أحد بما في ذلك إسرائيل، وبالتالي نريد الاعتراف لتكون هناك علاقات متوازنة، ولا يغني هذا الاعتراف عن المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين”.
التعليق:
ليس غريباً على شخص كمحمود عباس – وهو الذي أمضى معظم فترة رئاسته للسلطة الفلسطينية الهزيلة يخوض في مفاوضات عبثية عقيمة مع دولة يهود – ليس غريباً عليه أن يُصرح بأنه لا غناء عن المفاوضات مع (الإسرائيليين) تحت كل الظروف.
فمفاوضاته العدمية مع دولة يهود أصبحت جزءاً من شخصيته وتكوينه، فلامست شغاف قلبه، وصار مولعاً بها، ومتيماً بغرامها، فكأنه قد اعتاد عليها لدرجة الإدمان، فلا يصبر على فقدانها لأي سبب كان، لذلك فهو يحن لها، ويتمنى أن تعود في أسرع وقت ممكن، بل إنه ينتظر وبفارغ الصبر انتهاء الانتخابات (الإسرائيلية) في شهر آذار المقبل، ليوجد المبرر المناسب، وتحت أي ذريعة، للعودة إلى طاولة المفاوضات (الجذابة!) مع القيادة (الإسرائيلية) المنتخبة الجديدة.
وكما يصف كبير مفاوضيه صائب عريقات في فلسفته السياسية الخائبة المفاوضات بقوله الشهير (الحياة مفاوضات)، فهو يثبت هذه المقولة التعيسة عملياً عندما يُكرر عباس في كل مناسبة ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات ومهما كانت نتائجها التدميرية على الفلسطينيين والمسلمين.
لقد أضحت المفاوضات عند هؤلاء غاية بحد ذاتها، يُسعى لها، وتبذل في سبيلها الجهود والأموال، ولو لم تسفر عن أي شيء، لأنهم في الواقع لا يملكون أية بدائل أخرى.
أمّا بالنسبة لليهود فالمفاوضات لعبتهم، وهم كما اعترف الكثير من قياداتهم، وبكل صراحة، بأنهم على استعداد للتفاوض لعشرات السنين من دون أية تنازلات، وأمّا بالنسبة للأمريكيين فالمهم عندهم استمرار عملية التفاوض تحت قيادتهم، وعدم حدوث فراغ سياسي في المنطقة قد يتسلل من خلاله بعض المنافسين الدوليين الآخرين، وذلك من أجل السيطرة على جميع الأطراف لتحجيمها أو تلجيمها.
لقد حان الأوان وبعد إدراك مدى حجم المؤامرة التي كشفتها تلك المفاوضات الخيانية الخائبة والتي أدّت إلى تصفية القضية الفلسطينية بالتنازل عن معظم فلسطين لليهود، لقد حان الأوان لإسقاط تلك الآليات التفاوضية العدمية، والعودة إلى الآليات السياسية الشرعية التي تضمن – وبكل ثقة – عودة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين غير منقوصة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني