Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الرئيس الأسد هو جزء من الحل

 

الخبر:‏

صرح ستيفان دي مستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، لسان حال أمريكا، يوم الجمعة ‏‏2/12 من فينّا “إن الرئيس الأسد هو جزء من الحل، وإن تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف هو المستفيد ‏الوحيد من الحرب في سوريا”.‏

 

التعليق:‏

يمهد هذا التصريح الطريق أمام بقاء الأسد في الحكم على الرغم من قتل أكثر من 250,000 شهيد ‏على يد نظام البعث المجرم.‏

وتقوم محاولة دي مستورا على استغلال عصابة البغدادي لبعث الحياة من جديد في جسد الأسد، ‏ليصبح لاعبا أساسيا في مخطط أمريكا القذر. يبدو أن المبعوث الخاص أعمى وأصم عن الصرخات وعن ‏شلالات الدم التي أريقت في دوما خلال الأيام العشرة الأخيرة بسبب براميل الأسد المتفجرة.‏

ألم تصل إلى أسماع دي مستورا الأنباء عن استشهاد 151 مدنيا في حملة النظام القاتلة والتي بدأت ‏في الخامس من شباط؟ كان من ضمن الشهداء 19 طفلا و20 امرأة بحسب تقرير المنظمة السورية ‏لحقوق الإنسان.‏

إن أعداد الشهداء في صفوف المدنيين ليس فقط في دوما، وإنما بشكل يومي في جميع أنحاء سوريا، ‏خلال الأربع سنوات الأخيرة، إنما يدل على سياسة ممنهجة لقتل السوريين حتى يتخلوا عن ثورة الشام ‏المباركة.‏

يسير دي مستورا على خُطا سلفه، الأخضر الإبراهيمي وكوفي عنان، اللذين أغلقا أعينهما وأصما ‏آذانهما على جرائم الأسد المفضوحة. كل هذا يتم تحت بصر أمريكا حتى تتمكن من إيجاد البديل المناسب ‏للأسد.‏

إنه وبحسب القانون الدولي الذي يدعي الغرب تبنيه، يعتبر القتل دون محاكمة جريمة ضد الإنسانية، ‏وفي الحالة السورية تبدو الصورة واضحة جدا في استهداف الأسد للمدنيين بشكل متعمد.‏

لذا أين يقف دي مستورا من هذا كله؟ وما هو موقف الأمم المتحدة من مطالب الناس الذين ينادون ‏بدولة إسلامية وإسقاط النظام وكل رموزه، حيث كانت هذه المطالب واضحة من بداية الثورة السورية ‏المباركة؟ أم أن هذه المطالب لا تندرج تحت ميثاق الأمم المتحدة الذي يعتبر الديمقراطية المبدأ العالمي، ‏وبالتالي يستخدم هذه الورقة لإعطاء الشرعية لنظام معين أو سلبها منه بحسب ما يرون، وإن كان في هذا ‏سلب لحقوق الأمة.‏

إن الأمم المتحدة، كانت ولا تزال منذ تأسيسها عام 1945، أداة لرعاية مصالح الدول العظمى ‏وخصوصا أمريكا. وإن المحافظة على المصالح الحيوية، والمشاريع الإقليمية هي لغة العصر التي لا ‏توجد فيها أية قيمة لقدسية النفس البشرية، لا عند أمريكا ولا عند من تعينهم أمريكا لإدارة مصالحها ‏بالنيابة عنها.‏

لا بد لنا أن نتذكر التصريحات السيئة المشينة لهنري كيسنجر عندما تحدث بخصوص الخمير الحمر ‏‏”كم من الناس قتلوا على يد الخمير الحمر؟ عشرات الآلاف؟

يجب أن تخبرهم أننا سنكون أصدقاءهم. إنهم ‏عصابة قتلة لكننا لن ندع هذا يقف في طريقنا، نحن مستعدون لتحسين العلاقة معهم أخبرهم فقط الجزء ‏الأخير، وليس ما قلته قبل هذا” كان هذا الكلام في الاجتماع الذي ضم كسينجر مع وزير الخارجية ‏التايلندي في 1976/11/26.‏

يجب أن نوضح مسألة مهمة هنا لمن يظهرون أنهم ضد النظام السوري، لكنهم يتعاونون مع أمريكا ‏بشكل وثيق لتنفيذ سياستها في المنطقة. وهؤلاء هم حكام الدول المجاورة لسوريا من أمثال أردوغان، ‏ودمية الإنجليز عبد الله الثاني، وخالد خوجا رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني السوري. يقول الله تعالى: ‏‏﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ ‏كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [ العنكبوت 41]‏

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الناصر