Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الجيش والشرطة ودورهما في الثورة والنصرة


الخبر:

نقلت الجزيرة في 2015/2/23 تسريبات لوزير الداخلية المصري محمد إبراهيم قوله إنه “لن تنجح ثورة دون تأييد الجيش والشرطة لها”. وقد تحدث عن دور الجيش والأجهزة الأمنية في الانقلاب على مرسي في 30 حزيران / يونيو عام 2013 ومساهمة هذه الأجهزة في حشد المتظاهرين. وتحدث عن قمعه لجمعة المصاحف في 25 تشرين الثاني/نوفمبر حيث طلب من الأجهزة الأمنية فض المظاهرات حالما يبدأ المتظاهرون بالتجمع خارج المساجد، واستخدام القوة لفض المظاهرات.

 

التعليق:

لقد ذكر وزير الداخلية المصري حقيقة معروفة لدى العارفين في السياسة فقال: “لن تنجح ثورة دون تأييد الجيش والشرطة لها”. وهذا ما حصل على مدى التاريخ، ولكن استخدام الجيش والشرطة في قمع الناس وظلمهم وقتلهم هي جريمة. فالجيش والأجهزة الأمنية بكل أنواعها يجب أن تكون حامية للناس تؤمن لهم الأمن والأمان وتمنع اضطهادهم من قبل المتسلطين عليهم من حكام ومتنفذين وتحول دون وقوع الظلم عليهم، فهي حارسة أمينة لهم وليست سيفا مسلطا على رقابهم كما يراه وزير الداخلية ورئيسه السيسي وغيرهما من الاستبداديين وهواة الاستبداد حيث أعملوا السيف في رقاب الناس وجلدوا ظهور المطالبين بتطبيق الشريعة وإقامة الدين وملأوا السجون بالمعتقلين من كافة المشارب.

فالجيش والشرطة وهم يمثلون أهل القوة، هم من أبناء الأمة وهم جزء منها يقومون بواجب كلفوا به نيابة عن الأمة، وتدفع لهم الأمة أجورهم وتدفع ثمن أسلحتهم ليحرسوها ويقوموا بواجباتهم الشرعية تجاهها. فالجيش يجب أن يكون على الثغور يحميها من الأعداء ويستعد للفتوحات لنشر الإسلام واسترداد البلاد المحتلة من قبل المحتلين الغاصبين وخاصة فلسطين، لا أن يكون في المدن يخوض حرب شوارع ضد أبناء الأمة، ووجدت الشرطة لتجعل الناس آمنين في مساكنهم ومطمئنين على أعراضهم وممتلكاتهم يصولون ويجولون في ربوع بلادهم في أمن وأمان يعملون ويكدون ويمولون الجيش والشرطة.

إن حزب التحرير العارف بالسياسة وبخباياها عارف بهذه الحقيقة من أول يوم أسس فيه، وقد أدرك ذلك إدراكا تاما من سيرة قائد الأمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوحى الله إليه ليطلب النصرة من أهل القوة والمنعة ليقيم الدولة. ولذلك كان طلب النصرة حكما شرعيا وهو جزء من الطريقة. وقد استهزأت بهذا الحزب جماعات وشخصيات عديدة تحمل ألقابا مختلفة لقول الحزب بطلب النصرة من أهل القوة والمنعة. ولكن أصبح البعض منهم يعي أنهم لن ينجحوا في الحكم ولن يثبتوا فيه إذا لم يسندوا من قبل الجيش والشرطة وسائر الأجهزة الأمنية بعد تجربة مصر وتونس. وقد رأوا كيف سقطوا سريعا من الحكم عندما لم تكن هناك قوة تسندهم وقد تخلت عنهم الأمة لأنهم خذلوها عندما لم يطبقوا شرع الله الذي طالبت به.

والجدير بالذكر أن حزب التحرير يعمل أولا على إيجاد الرأي العام للفكرة ولا يريد أن يقفز إلى الحكم على رقاب الناس ويتسلط عليهم كما فعلت الأحزاب والقوى الأخرى التي قفزت إلى الحكم بواسطة الانقلابات العسكرية، بل يعمل منذ ستين عاما على إيجاد الرأي العام المنبثق عن وعي عام حتى إذا وصل إلى الحكم عن طريق أهل النصرة من أبناء الأمة المخلصين في الجيش والشرطة يستعد الناس للطاعة والسير معه عن وعي وإدراك امتثالا لأمر الله وتنفيذا لحكمه.

وحزب التحرير لا يقبل أن يأتي إلى السلطة أو يشارك فيها في ظل أنظمة علمانية وديمقراطية وهي أنظمة كفر تشترط أن يلتزم بأنظمتها وتكون القوة بيدها تتسلط عليه وعلى الشعب فتسقطه متى شاءت وتبقيه في الحكم إلى متى تشاء، فيصبح لا حول له ولا قوة إلا بها، ولا ينفك عن العمل على إرضائها ويقسم الأيمان المغلظة للحفاظ على النظام الجمهوري وعلى تطبيق الدستور العلماني، ويقدم الولاء تلو الولاء لتلك القوى في الداخل والتي تسندها في الخارج ويعمل على خدمتها وتنفيذ مشاريعها. ولذلك رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبح ملكا في ظل حكم الكفر الذي أقامته قريش. فخاطبه الله، وهو خطاب للمسلمين جميعا إلى يوم القيامة، مبينا له ولهم الطريق التي يجب أن تتبع قائلا: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور