خبر وتعليق ﴿قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر﴾
الخبر:
ذكرت جريدة “الشرق الأوسط” أن ملك السعودية استقبل يوم الخميس 26/02/2015 ضيوف المؤتمر العالمي (الإسلام ومحاربة الإرهاب) في اليمامة والذي اختتم أعماله الأربعاء في مكة المكرمة. وتلقى الملك بهذه المناسبة شهادة الدكتوراه الفخرية منحتها له جامعة أوروبا الإسلامية في هولندا نظير جهوده في مكافحة الإرهاب.
التعليق:
ومن لا يكافح “الإرهاب” الآن؟ ومن لا يعتدي على المسلمين الآن؟
“الإرهاب” حاضر في كل وسائل الإعلام والمؤتمرات المنعقدة لمحاربته لا تتوقف. وكما هو مُعاش ومُلاحَظ، فإن “الإرهاب” صفة خص بها الغرب بقيادة أمريكا المسلمين فقط؛ سواء أقاموا بأعمال مادية أو حاولوا إحياء دينهم بالعمل لإيجاد الدولة التي تطبقه أو عارضوا مصالح الغرب في بلادهم.
وبما أن الأمن والأمان مطلب طبيعي لكل إنسان، فإن أمريكا تصنع الإرهاب وتتقدم في هيئة المنقذ منه بتصفية خصومها. وهذا هو الإرهاب بعينه.
إلا أن ما يريد الغرب الوصول إليه هو محاربة “مصدر الإرهاب” وفي نظره فإن النصوص القرآنية هي التي تغذي “الإرهاب” وبالتالي يجب تحويرها وتعديلها كما حصل لليهودية والنصرانية. فقد تعالت بعض الأصوات الغربية بعد حادثة “شارلي إيبدو” مطالبة بذلك.
وهنا نذكّر بأنه في بداية الصحوة الإسلامية صرح بعض المفكرين والسياسيين الغربيين بأنه طالما أن القرآن موجود فإن الخطر الإسلامي قائم. وأخيرا انتقد الجمهوريون الرئيس أوباما لتجنبه استخدام عبارات مثل “التطرف الإسلامي”.
أترضى أمة الإسلام بأن يوصف دين الرحمة بالإرهاب وبالذات من طرف أمريكا صانعة الإرهاب كله؟
العقلية النفعية البحتة تدفع الغرب لاستعباد الشعوب ونهب خيرات بلدانها ونحن نرى الآن أمريكا قد استحلت كل الطرق وتخطت كل القوانين بحجة “مكافحة الإرهاب” للهيمنة على العالم ومنع ظهور الإسلام كقوة جديدة في شكل دولة. فهل ستبقى جيوش المسلمين في خدمة الحكام وفي خدمة الدول الغربية وبالتالي في خدمة صناعة الإرهاب الرأسمالي، وحرمان المسلمين والعالم من رحمة الإسلام؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي