حقيقة جماعة بوكو حرام ودورها في الصراع في نيجيريا (مترجم)
تدعى بوكو حرام رسميا جماعة أهل السنة للتوحيد والجهاد، وهي جماعة مسلحة مقرها شمال شرق نيجيريا. ويعتقد أن الشيخ محمد يوسف هو مؤسس هذه الجماعة في مطلع سنة 2000 بمدينة ميدوجوري، عاصمة بورنو. لقد أسس الشيخ يوسف معهدًا إسلاميًا ومدرسةً في تلك المنطقة وتمكن من جذب العائلات المسلمة الفقيرة من نيجيريا والدول المجاورة.
في بداية عمل بوكو حرام، التي تعني التعليم الغربي حرام، لم تكن جماعة تستخدم العنف ولكنها كانت تقوم بكل أعمالها بوسائل سلمية. دعا مؤسس الجماعة لتحكيم الشريعة في المجتمع والالتزام بها بين صفوف المسلمين الفقراء في شمال نيجيريا. كما وعمل على توفير الطعام والتعليم مما أدى إلى نمو هذه الجماعة. ومن خلال استنكار أعمال الفساد في الشرطة والحكومة، جذب الشيخ يوسف الكثير من المسلمين خصوصًا الشباب العاطل عن العمل.
وفي هذا الوقت بالذات أصبحت شعبية الجماعة كبيرةً جدًا حيث جذبت الانتباه من الحكومة المحلية في بورنو. بعد إحساس محافظ بورنو علي مودو شريف بازدياد شعبية الجماعة، قام بحملة قمع كبيرة مما أدى إلى حدوث مجزرة بين الناس. وفي ردة فعل لأعمال القتل هذه قامت بوكو حرام باللجوء إلى السلاح، مما أدى إلى اشتعال الحرب الأهلية.
لقد قامت الحكومة النيجيرية باستخدام أعمال شنيعة ضد أعضاء بوكو حرام من ضمنها اعتقالهم بدون محاكمات وحتى قتلهم. ولقد تم قتل الشيخ يوسف أيضًا أثناء وجوده في قبضة الشرطة. بعد هذا التدهور الشديد تحولت جماعة بوكو حرام إلى جماعة مسلحة. وتحت القيادة الجديدة من أبو بكر شيخ إلياس دار الحكيم، تورطت الجماعة بالعديد من الهجمات ضد الكنائس، والبارات ومقرات الشرطة، مما أدى إلى لفت أنظار العالم لها.
في الساعات الأولى بعد تولي جوناثان الرئاسة في أيار/مايو 2011 قامت بوكو حرام بسلسلة من التفجيرات في بوتشي، زاريا، وأدوجا. وفي العام الفائت قامت الجماعة بخطف 270 طالبة من المدرسة الحكومية للإناث في تشيبوك وهي مدينة ذات أغلبية نصرانية. وما زالت الجماعة مستمرة في القيام بالعمليات العسكرية في نيجيريا ودول الجوار مثل الكاميرون وتشاد.
منذ استقلال نيجيريا المزعوم عام 1960 والمسلمون فيها يتعرضون للظلم والتهميش. إن هذا الوضع البائس هو الذي دعا إلى تأسيس بوكو حرام. وتتصارع القوى الغربية، وخصوصا أمريكا وبريطانيا، على احتياطات النفط في نيجيريا ويبدو أن حصة الأسد هي لأمريكا، التي تمكنت من السيطرة على الطبقة السياسية، وتقوم باستغلال عملائها للاستمرار في نهب ثروات البلاد. ويوجد لجماعة بوكو حرام أجنداتها الخاصة، ولكن من الواضح أنه تم اختطافها من قبل قوى سياسية كبيرة في الجزء الشمالي من البلاد لتحقيق مصالحهم الخاصة.
إن هؤلاء السياسيين يضغطون بقوة على الحكومة في مسعى لربح حصة أكبر من النظام السياسي الممول من احتياط النفط لنيجيريا. مما يجب ذكره، أنه لطالما تم استخدام الوكلاء العسكريين في المعارك السياسية، كما رأينا في دلتا النيجر حيث إن جوناثون نفسه استخدم مجموعة مسلحة لتحقيق انتصاراته السياسية. في النهاية إنه لمن المحزن أن نرى القوى الغربية تتصارع في بلد إسلامي عريق أنعم الله عليه بكمية كبيرة من الثروات.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلم – الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا