خبر وتعليق لجنة التحقيق الروسية تشير إلى ضلوع “أيادٍ إسلامية” في اغتيال نمتسوف (مترجم)
الخبر:
نشر موقع لجنة التحقيق الروسية في 28 شباط/فبراير 2015م خبراً على لسان ناطقها الرسمي فلاديمير ماركينا، حول سبب اغتيال المعارض بوريس نمتسوف جاء فيه: “ندرس كل الاحتمالات بما فيها احتمال أن يكون متطرفون إسلاميون ضالعين في الأمر”، وقال: “يوجد عند المحققين أدلة على أن نمتسوف تلقى تهديدات بسبب مواقفه من إطلاق النار على صحفي جريدة شارلي إيبدو في فرنسا” على حد وصف الناطق باسم لجنة التحقيق.
التعليق:
لا ينفك رجال الأمن في روسيا من اللجوء إلى أساليبهم القذرة. ففي كل مرة، تجري فيها أحداث سلبية لافتة في المجتمع، يحاولون بشتى الطرق ربط هذه الأحداث بالإسلام والمسلمين، حتى وإن كان احتمال ربطها بالإسلام غير قابل للتصديق. وهكذا يتولد عند الناس انطباع بأن كل الجرائم التي تحصل يقف وراءها “الإسلاميون المتطرفون”.
إن موقف بوريس نمتسوف من إطلاق النار على صحفيي جريدة شارلي إيبدو لا يعد موقفاً مشهوراً أو موقفاً مختلفاً عن موقف بقية الليبراليين، حتى إنه من الصعب تتبع موقفه هذا على شبكة الإنترنت ولم تأتِ وسائل الإعلام على ذكره حتى بعد نشر خبر الناطق باسم لجنة التحقيق. إذن، الأمر ليس متعلقا بموقف المعارض الروسي تجاه أحداث جريدة شارلي إيبدو، بل إن الأمر هو أن الأجهزة الأمنية تتحين الفرص لتقوم بتغذية وسائل الإعلام بمعلومات عن علاقة الإسلام بالجرائم.
إن اتهام المسلمين بقتل نمتسوف هو اتهام سخيف، ولا يبتعد كثيراً عن تصريحات أخرى للأجهزة الأمنية؛ فمنذ مدة قصيرة نشرت وسائل الإعلام استناداً إلى مصدر في الأجهزة الأمنية قوله إن عصابة القتلة (المسماة GTA) قد تبين أنهم مسلمون، وأشار إلى أن لهم علاقة بحزب التحرير. وقبل عدة أشهر وقعت في وسط روسيا حوادث قتل وحشية لسائقي سيارات، وقد أعلن أن وراءها محترفون ويبدو أنهم موظفون سابقون في الأجهزة الأمنية، ثم ما لبثت الأمور أن تغيرت فتم اعتقال عمال مهاجرين من آسيا الوسطى، وأعلنوا أنهم أعضاء في عصابة القتلة GTA.
وعلاوة على ذلك، لا بد من التنبيه إلى أن مثل هذه الاتهامات السخيفة سرعان ما يتلقفها الليبراليون الذين يحاولون على أساسها نشر الكراهية ضد الإسلام والمسلمين. ولذلك رأينا أن المعارضين للكرملين لم يستغربوا رواية “الأيادي الإسلامية” سواء فيما تعلق بعصابة GTA من قبل أو في اغتيال نمتسوف.
لا ندري ماذا يُنتظر هذه المرة من الأجهزة الأمنية، ولكنهم إذا تمكنوا من ربط المسلمين بأي جريمة، بأن “يجدوا” مثلاً مخدرات عند المسلمين الأتقياء، وحتى الأئمة المشهورين، فإننا لا نستبعد أن رواية لجنة التحقيق حول “الأيادي الإسلامية” التي تقف وراء اغتيال بوريس نمتسوف، ستستمر وسيكون لها تبعات، حتى وإن كان هذا الاحتمال غير منطقي، وواضح أن الذي قام به جهة خبيرة ومتخصصة. وإذا لم يحصل هذا فإن مثل هذه المعلومات سيكون لها تأثير في تشويه الإسلام والمسلمين بسبب أعمال لا علاقة لهم بهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف