Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب في الألد الخصم

 

 مع الحديث الشريف 

 

باب في الألد الخصم

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” باب في الألد الخصم

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم”.

“الألد”: شديد الخصومة مأخوذ من لديدي الوادي وهما جانباه؛ لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر. وأما “الخصم”: فهو الحاذق بالخصومة. والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حق، أو إثبات باطل.

هذه دعوة من حبيبكم محمد صلوات ربي وسلامه عليه لاجتناب خلقٍ مذموم، فديننا دين رحمة، وقد خاطب رب العالمين رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، وبعد ذلك يقول “لهذه الرحمة”: “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”، فكانت الرحمة مع الطفل ومع الشيخ ومع المرأة، بل ومع الحيوان. فهذا الإنسان الذي يتنطع بالكلام والمجادلة لإظهار نفسه أمام الآخرين، إنما يسكن قلبه مرض خطير، فهو يحتقر الذين أمامه ويضخم من نفسه، يتعلم العلم لا ليأخذ من خلاله بيد الآخرين؛ بل ليتباهى به أمام الخلق. كما قال فيه عليه الصلاة والسلام “من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم”

أيها المسلمون:

إن ما نعيشه هذه الأيام من فقدان للرحمة ومن سيطرة هذا الخلق الذميم على علاقاتنا لهو جريمة يبغضها الله ورسوله والمؤمنون؛ بل إنها جريمة وأي جريمة؟
إنها لجريمة والله أن يحاور المسلم أخاه ويجادله لا ليقنعه ويأخذ بيده؛ بل ليحطمه ويقضي عليه ويحقق الظهور لنفسه. فهلّا عرف هؤلاء حجم جرائمهم؟ وهلّا أدركوا أسباب انتشارها بينهم؟ هلّا وقفوا أمامها وفقهوا أنهم ليسوا من الله ولا من دعوته في شيء حتى تكون دعوتهم في الله ولله وبالله. نسأل الله أن يبصرنا وإياهم سبل الهداية والرشاد.

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم