مع الحديث الشريف
باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في “باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه”
حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال عبد الله: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا حبان بن هلال حدثنا همام حدثنا ثابت حدثنا أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق حدثه قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال: “يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما”.
أيها المستمعون الكرام:
لما أذن الله سبحانه وتعالى لنبيه بالهجرة إلى المدينة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يهاجروا، وجعل أبو بكر يستأذنه في الهجرة والنبي يمهله ويقول له: “لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحبًا”. حتى نزل جبريل على النبي صلى الله عليه و سلم وأخبره أن قريشًا قد خططت لقتله. فكانت الهجرة، وكان الغار وكان أبو بكر رضي الله عنه، وقبل ذلك وبعده كان الرسول صلى الله عليه وسلم.
يقول أبو بكر- رضي الله عنه- محدثا: قلت للنبي- صلى الله عليه وسلم- وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما.
أيها المسلمون:
ها هم الكفار ينظرون إلينا بعيونهم وبنادقهم وطائراتهم القاتلة، ها هي أمريكا تجند جنودها وأوباشها من حكام وعصابات العالم. استباحت العراق فقتلت وشردت وتجبرت وقهرت وكذلك فعلت من قبل في أفغانستان والصومال والسودان، وهي الآن في الشام تدمر البلد على من فوقه ومن تحته. هكذا نظرت إلينا أمريكا ومن معها فرأتنا، فكانت جرائمها البشعة.
بالله عليكم – أيها المسلمون- ما ظنكم بالمسلمين وأمريكا والله ثالثهم؟
أيكون النصر حليفها؟ أتكون الغلبة لها؟ كلا والله، مهما كانت قوتها ومهما تجبرت في الأرض، فإنها إلى زوال وإلى انتهاء وإلى هزيمة ودحر، فهذا وعد الله لعباده المؤمنين.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم