خبر وتعليق ستيفن هاربر الإسلام دين ضد المرأة
الخبر:
سي بي سي وصف رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ارتداء المرأة المسلمة للنقاب بأنه نتاج كون الإسلام ديناً ضد المرأة، ففي رده على رئيس حزب الليبراليين جستن ترودو الذي كان يهاجم هاربر كونه يريد نزع نقاب امرأة مسلمة لتظهر شخصيتها، بأنه في القرن الحادي والعشرين يريد أن يفرض رؤيته على المرأة ماذا تلبس وماذا تخلع، مما جعل هاربر يتهرب من الجواب.
التعليق:
لا تزال العلمانية الغربية تضيق ذرعا بالإسلام بل وبكل المبادئ والأديان والقيم، فهي وإن كانت تدعي حرصها على حرية الاعتقاد والحريات الشخصية أو المدنية، فإنها تسمح بهذه الحريات في إطار انبثاقها عن القيم العلمانية، وطالما هي حريات لا تنبثق عن عقيدة تناصبها العداء، لذلك رأينا فرنسا تشن حربا على الحجاب، ضاربة عرض الحائط بقيمها هي ومبادئها التي تدعي أنها تسعى لفرضها، فكان الحجاب بحق: للعلمانية وكذبها معريا، وللمسلمات العفيفات ساترا.
إن ما نطق به ستيفن هاربر يظهر أن المشكلة عنده تتعدى كراهيته للحجاب، فهو يفصح عن كراهيته للدين الإسلامي، ويصفه بأنه ضد المرأة، لأن مثال المرأة في ذهن هاربر وأمثاله هو مثال تلك التي تخلع كل ملابسها لتظهر أمام شاشات التلفاز للدعاية لمنتج لا تزيد قيمته عن بضعة دولارات، ومثال المرأة في ذهن هاربر هو تلك المرأة التي تخرج للعمل ليلا ونهارا شأنها شأن الرجل، فتترك بيتها وراحتها واستقرارها النفسي، وتنأى عن تربية الأطفال كي تنتج في مصنع الرأسمالي الكبير، فتحمل الأثقال وتتخلى عن أنوثتها لكي يكسب الرأسماليون الكبار نصف المجتمع أيديَ عاملة منتجة تزيد من أرباحهم، لذلك لم نجد في بريطانيا إلا إحصائيات عن أن غالبية الأطفال المواليد هم من علاقات غير شرعية، إذ عزفت النساء كما الرجال عن الزواج، وغدا الأطفال تحت رعاية الدولة، تبحث عن أسر تؤويهم بعد أن تخلى عنهم أهلهم المنشغلون عنهم بالإنتاج في مصنع السيد الرأسمالي.
نموذج المرأة في ذهن هاربر هو تلك التي يملي عليها الرجال ما تلبس وما تظهر من مفاتنها، ليستمتعوا هم بها، فغدا غسيل الدماغ مطبقا على عالم المرأة بأن مظهرها هو الأهم، لا ثقافتها ولا قيمها ولا دورها في المجتمع.
علمانية هاربر لم تسمح للمرأة بالانتخاب إلا في العام 1920 في حين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ البيعة من النساء كما الرجال في السنة الأولى للهجرة، بل أعطى صلى الله عليه وسلم للمرأة حق الانتخاب قبل ذلك بعامين في بيعة العقبة الثانية، علمانية هاربر لم تساو بين الرجال والنساء في الأجور إلى اليوم حين يمارس الرجل والمرأة العمل نفسه بذات المؤهلات، أكثر من 85 في المائة من المقاطعات في الولايات المتحدة ليس للمرأة فيها معيل! مما يضطر المرأة للعمل خارج المنزل، وتتقاضى المرأة حوالي 76 سنتا مقابل دولار واحد للرجل! وتشكل النساء الغالبية العظمى للفقراء في أمريكا.
علمانية هاربر التي أفضت إلى أن تتعرض 20 مليون امرأة للاغتصاب والاعتداءات الجسدية في الولايات المتحدة، وأن واحدة من كل أربع نساء أمريكيات تعرضت للاعتداءات الجسدية بحسب تقارير على السي أن أن، يقول (إفان ستارك) مُعِدُّ دراسة للمكتب الوطني الأمريكي للصحة النفسية، التي فحصت (1360) سجلاً للنساء في المستشفيات:
(إن ضرب النساء في أمريكا ربما كان أكثر الأسباب شيوعًا للجروح التي تصاب بها النساء، وأنها تفوق حتى ما يلحق بهنَّ من أذًى نتيجة حوادث السيارات والسرقة والاغتصاب مجتمعة)! وأن نسبة (83%) من النساء دخلن المستشفيات سابقًا مرة على الأقل للعلاج من جروح وكدمات أُصِبْنَ بها – كان دخولهن نتيجة للضرب! وكتبت جريدة (PAYCHOLOGY TODAY) أن امرأة من كل عشرة نسوة يضربها زوجها. وعقَّبت عليها جريدة (FAMILY RELATION) بقولها:
(لا…، بل واحدة من كل امرأتين تتعرض للظلم والعدوان من قِبَل زوجها!).
العلمانية التي لم تحم الحقوق الصحية للمرأة في الولايات المتحدة، وبحسب وثيقة للأمم المتحدة يزيد احتمال تعرض النساء الأمريكيات من ذوات الأصول الأفريقية للوفاة خلال الأمراض المتعلقة بالحمل أربع مرات مقارنة بالنساء البيض خلال العشرين عاما الماضية. وتزيد نسبة عدم تلقي رعاية أثناء الحمل بين الأمريكيات الأصليات والنساء من ألاسكا 3.6 مرات، والأمريكيات من أصول أفريقية 2.6 مرة والنساء اللاتينيات 2.5 مرة مقارنة بالنساء البيض. حتى في النظرة للمرأة ما زالت العلمانية تنظر إلى لون بشرتها، وأصلها، أفلا يحق لنا أن نقول بأن العلمانية هي ضد المرأة؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثائر سلامة – كندا