Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق “وثيقة العار” تفتح لأثيوبيا جميع الأبواب لإقامة سد النهضة بمباركة مصرية!

 

 

الخبر:

 

قالت الدكتورة نانسي عمر، المنسق العام لمشروع تنمية أفريقيا ونهر الكونغو، أن وثيقة الخرطوم التي وقعتها مصر في اجتماع دول حوض النيل لا تضع أثيوبيا أمام أي التزامات. وأضافت “نانسي” خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “آخر النهار” عبر فضائية “النهار” مساء الثلاثاء 10/3، أن الوثيقة التي وقعت عليها مصر منذ ثلاثة أيام أطلق عليها خبراء المياه “وثيقة العار”، موضحة أن ممثلي الحكومة المصرية وقعوا على إعادة تقسيم مياه النيل.

 

وأشارت المنسق العام لمشروع تنمية أفريقيا، إلى أن مضمون الوثيقة فتح لأثيوبيا جميع الأبواب لإقامة سد النهضة بموافقة مصرية ودون أي اعتراض على مواصفات السد، موضحة أنه بالتوقيع على تلك الوثيقة تم إلغاء كل الاتفاقيات السابقة بشأن تقسيم ماء النيل.) بوابة الوفد: الثلاثاء 10 آذار/مارس 2015).

 

 

التعليق:

 

لا يخفى على أحد أهمية الماء للفرد والمجتمع، وعليه فإن الدول حرصت على توفيره لشعوبها، وعلى صونه من كل ما يؤثر فيه من تلوث أو نقص، لأنه عامل مهم وحيوي في بناء الدولة والمجتمع، وقد أدى التنازع عليه إلى صراعات دولية، وإلى سن قوانين وعقد اتفاقيات لتنظيم الانتفاع به واستخدامه، لكونه مادة حيوية واستراتيجية في بقاء الدول، وفي دفع عملية الصناعة والزراعة فيها نحو التقدم والتطور.

وليس غريبًا أن تكون بصمات كيان يهود في أزمة “سد النهضة” ظاهرة للعيان! لدرجة أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا: “حذرت من أن إسرائيل تشارك في بناء السد، وأن المتعاقد الأول شركة (ساليني) الإيطالية على علم تام بمشاركة إسرائيل، وتساهم في بنائه أيضًا شركة (ألستوم) الفرنسية المتورطة في العمليات الاستيطانية بالقدس، وقد اتصلت المنظمة بسفارة أثيوبيا لشراء السندات لتمويل السد، وتبيّن لها أنها متوفرة في إسرائيل فقط لأنها الشريك الأساسي! “[القدس العربي 2013/06/04م]

والحقيقة أن المشروع جديد قديم، ويبدو أن حكام مصر والسودان كانوا في سُباتٍ عميق! وهذا المشروع قد سبق وصرحت به أثيوبيا، بل وبدأت بالتخطيط له منذ عام 1975م، ويؤكد ذلك تصريح مستشار الشؤون العسكرية اللواء يحيى مازن: “أن أثيوبيا فكرت في سد النهضة بعد استلام السادات للحكم وتحديدًا في 1975م” [المصريون 2013/06/03]

إن الحاكم المخلص لشعبه يكون عينًا ساهرةً على رعاية شؤونهم، وإشباع حاجاتهم لا سيما الحاجات الأساسية، سواء للأفراد كل فرد بعينه (المأكل والمسكن والملبس)، أو للجماعة (التعليم والتطبيب والأمن) فكيف بالماء الذي هو من مقومات الحياة. أما ما يحدث في مصر فالأمر من مأتاه لا يُستغرب، فالحكومة المصرية تعمل جاهدةً لمصلحة كل من هبّ ودبّ إلا لمصلحة شعبها، بل وتنكل به إن لزم الأمر لترضى عنها أمريكا وطفلها المدلل كيان يهود.

وقد أدرك المسلمون أهمية الماء هذه منذ نشوء الدولة الإسلامية في المدينة، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قدم المدينة لم يكن فيها بئر يستعذبُ منه إلا (رومة) فقال: «من يشتريها من خالص ماله فيكون دلوه فيها كدليِّ المسلمين وله خير منها في الجنة… »، وفي غزوة بدر الكبرى أشار الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون ماء بدر في حوزتهم، فبنوا حوضا وملؤوه ماء، وعطلوا ما وراءه من الآبار ليشربوا هم ولا يشرب عدوهم، فكان لهذه الخطة أثرها الإيجابي في المعركة التي انجلت عن نصر المسلمين، وهزيمة كفار قريش.

إن الكفار بعد قضائهم على الدولة الإسلامية، وتقسيمها إلى دويلات نصبوا عليها حكامًا، يطبقون عليها الأنظمة الغربية، وينادون بالدولة القطرية، ووجوب المحافظة عليها واستبعدوا أي نوع من أنواع الوحدة، وصارت علاقتهم بالدول الكافرة أمتن من علاقتهم بجيرانهم من المسلمين عربًا وغير عرب. فإن حل قضية سد النهضة حلًا جذريًا يجب أن يكون على مستوى المنطقة والأمة وليس على مستوى محلي أو إقليمي، وهو لا بد أن يمر عبر إعادة الأمة الإسلامية إلى سابق عهدها، أمة موحدة قوية عزيزة الجانب، يرهبها أعداؤها ويحسبون لها ألف حساب.

وعليه لا بد من تصحيح الأوضاع من أساسها، والعمل مع حزب التحرير لمبايعة خليفة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليحكم بما أنزل الله، فيوحد جيش مصر والسودان وينطلق فاتحًا إلى منابع النيل ليقطع الأيدي الخبيثة التي تعبث هناك، ويضعها في أيدٍ أمينة، تنظم مجرى المياه لما فيه الخير لجميع البلدان من المنبع إلى المصب، فيشرب ويزرع جميع الرعية، بغض النظر عن ملتهم وديانتهم، ويغدق هذا النهر العظيم بخيره على الجميع، فهو يحمل من المياه ما يكفي لتصبح جميع بلاده جنات خضراء إذا ما استغلت مياهه بشكل صحيح، وما أروع الحل الإسلامي لهذه المشكلة؛ حيث روى مسلم أن رجلًا من الأنصار خاصم الزبير رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم على مسيل ماء كانوا يسقون به النخل، وكانت أرض الأنصاري بعد أرض الزبير يصل إليها الماء تبعًا، فَقَالَ رَسُـولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ: «اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثـُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ»، أي اسق يا زبير سقيًا يسيرًا يكفي زرعك ثم أرسل الماء إلى جارك، وهذا ما نقوله لأثيوبيا: اسقِ سقيًا يسيرًا يكفي زرعك، ثم أرسلي الماء إلى جيرانك ولا تمسكيه، فيعم الخير الجميع، هذا هو خير الإسلام! وهذا هو خير الخلافة الراشدة على منهاج النبوة! فإلى هذا الخير ندعوكم أيها المسلمون!

﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جمال علي – مصر