Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق لم يَجنِ المسلمون من حكامهم غير الشعارات الزائفة والوعود الكاذبة!


الخبر:

نشرت جريدة الصباح العراقية بتاريخ 2015/03/17 كلمة لرئيس مجلس النواب د. سليم الجبوري خلال إطلاق توصيات التقرير السنوي للخطة الوطنية لحقوق الإنسان اشتملت على ثلاثة محاور:

• الأول: دعوة للجهات القضائية بإطلاق سراح الأبرياء من معتقلاتهم وتعويضهم، لافتًا النظر إلى أن مجلس النواب بصدد إقرار قانون جديد يختص “بحق البريء” أو ما اصطلِحَ عليه بقانون “ضحايا العدالة” مضيفًا أن “حالة حقوق الإنسان في العراق ليست بالمستوى المطلوب، ونحتاج إلى مزيد من العمل الجاد لتحسين وضعها”.

• الثاني: دعمه لجهود الحكومة في إعلان بعض مناطق بغداد منزوعة السلاح بهدف إعلان العاصمة “دارًا للسلام من جديد”.

• الثالث: أن القضاء النهائي على تنظيم الدولة يتطلب دعمًا دوليًا أكبر في كافة المجالات خصوصًا في مجالي التدريب والتسليح مؤكدًا أن “تنظيم داعش الإرهابي يحتل النصيب الأكبر كأول وأكبر منتهك لحقوق الإنسان في العراق من خلال حملات الإبادة الجماعية”.


التعليق:

ابتداءً نقول: أن مُطلِق تلك التصريحات (إسلاميُّ الحزب والانتماء) مع الأسف الشديد وهو أحرص على الدنيا وزخرفها الفاني حتى من العلمانيين أنفسهم، ولو لم ينل غير كرسيه الدوار رئيسًا لثلة من اللصوص والمنتفعين فيما يعرف بمجلس النواب لعَدَّهُ إنجازًا: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾، كما أنه لم يفز بمنصبه ذاك إلا بعد انبطاح مُذلٍّ ومباركة من (وليّ إيران الفقيه) مقابل السماح له بهامش من الفضاء يسبح فيه وخيالاته وتصريحاته الجوفاء التي لم نرَ شيئًا منها تحقق. فتعالوا أيها الإخوة نفتش عن أرضية أو واقع لأوهام ذلك المخدوع:

• فأما عن (أحلامه) بشأن تحرير المعتقلين وتعويضهم، وتحسين وضع حقوق الإنسان في العراق، فإن نظرة في بعض الإحصائيات – وإن كانت نتائجها لغاية العام 2008 – والتي امتلأت بها مواقع التواصل وغيرها على الشبكة العنكبوتية تنبيكم عن ضآلة فرص تحقيقها، لا سيما وقد تضاعفت المصائب والنكبات بعد ذلك التاريخ فإليكم بعضا منها:

– (340) ألف سجين في سجون الدولة بضمنها سجون إقليم كردستان، يضاف إليهم (120) ألفاً آخرون اعترفت بهم قوات الغزو الأمريكي الكافرة في وقت سابق.

– (800) ألف مغيب أو (مفقود) حسب إحصائيات الدعاوى المسجلة لدى وزارة الداخلية العراقية حتى كانون أول 2008.

– (2،5) مليون شهيد حسب إحصائيات وزارة الصحة العراقية والطب العدلي حتى كانون أول 2008.

– (4،5) مليون مهجر خارج العراق حسب إحصائيات المتقدمين بطلبات للحصول على جوازات سفر لدى مديرية الجوازات العراقية حتى نهاية كانون أول 2008.

– (2،5) مليون مهجر داخل العراق حسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية.

– (4) ملايين طفل يتيم حسب تقديرات وزارة التخطيط.

– وهذا غيض من فيض الدمار الذي حلَّ بالعراق، ناهيكم عن:

1- نسب الفقر المخيفة، إذ بلغت 40% من الشعب العراقي دون مستوى الفقر.

2- جيوش العاطلين من حملة الشهادات الجامعية وغيرهم.

3- تفشي تعاطي المخدرات ووجود مرضى الإيدز.

4- عودة الأمية إلى العراق بعد أن قضي عليها عام 1977- كأول بلد في العالم – يرافقها انحدار التعليم الأساسي والجامعي،

5- تدمير شامل ومبرمج للبنى التحتية على أيدي حكومات الاحتلال.

6- تغول المليشيات الموالية للجارة (المسلمة) – كما يحلو لأحبابها ومريديها – أن يسموها وقد أشاعوا الرعب والقتل والسلب والتنكيل على مرأى ومسمع من المحتل المجرم ومَن نصبهم حكامًا على شعب العراق الجريح.

• وأما عن نزع السلاح لتعود بغداد ثانيةً دارًا للسلام فإنه محض كذب ومكر خبيث ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ لأن المقصود إخلاء مناطق أهل السنة منه، الذين ألصق الإرهاب بهم، ولو أعلنوا براءتهم منه ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾… والدليل على هذا أن استعراضًا أجراه ما يسمى (التيار الصدري) لمليشياته في بعض مناطق العاصمة العام المنصرم، عُرضت خلاله أنواع وكميات من الأسلحة الثقيلة كالمدافع المحمولة والصواريخ الضخمة ومنصاتها والمدرعات والعربات العسكرية فضلًا عن الخفيفة والعتاد المتنوع ما يصيب الناظر بالدهشة فيحسَبُ أن داخل الدولة المزعومة دولة..! فأنى لأحد أن يجرؤ على الاقتراب منها فضلًا عن نزعها. وإننا لنسمع بكرة وعشيًا من إعلامهم الأجير المنافق عبارة (أفراد مندسين) يرتدون الزيَّ العسكري عند افتضاح حالات الخطف والغدر لأهلنا، يبررون جرائمهم ويقطعون الطريق على من يسعى لاستجلاء الحقيقة.

• وأما عن (الدعم الدولي) الذي بات مادة سهلة يلوكها كل أفاك أثيم من ورثة الاحتلال صباح مساء وبلا حياء فحدث ولا حرج، يطالبون بها صنمًا كريهًا اسمه (المجتمع الدوليّ)، زاعمين أن العراق يقاتل الإرهاب نيابة عن العالم… يا الله، ما أشبه اليوم بالأمس فلقد انطلت سابقًا كذبة حرب (البوابة الشرقية) نيابة عن الأمة العربية لمدة ثماني سنوات أزهقت فيها أرواح ما يزيد عن مليون مسلم أيام الطاغية المقبور صدام، وهو يقاتل في الحقيقة نيابة عن بريطانيا عدوة الإسلام والمسلمين، فاقتبس هؤلاء (الشجعان) ذلك منه ولكن نيابة عن أمريكا زعيمة الإرهاب العالمي هذه المرة، وهم يعلمون علم اليقين أن ما من دولة تعِين على دحر تنظيم الدولة إلا وقائمة الشروط المذلة المجحفة تتقدمه كامتلاك القرار السياسي، ورهن اقتصاد البلد المتهاوي جراء النهب والعبث، وأثمان السلاح الخرافية وتسخير بلادنا سوقًا لمنتجاتهم… فهلا اتعظوا بما حلَّ بأسلافهم ورجعوا عن غيّهم ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ، وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾.

وأخيرًا، فإننا نتضرع إلى الله العليّ القدير أن يبرم لنا أمر رشد يُعز فيه أهل طاعته، ويُذل فيه أهل معصيته، في ظل الدولة العادلة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتحكم البلاد والعباد بحكم الله عز وجل، وتكون ملجأً لكل مظلوم ومقهور أيًّا كان دينه أو انتماؤه، فيأمن على نفسه وعرضه وماله، ويكون الخليفة فيها سلمًا لأولياء الله تعالى، وحربًا على أعدائه من الكفار والمفسدين في الأرض ﴿وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾.

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – بغداد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق