Take a fresh look at your lifestyle.

اليمن، حرب جديدة تحصد أرواح المسلمين وتحقق مصالح الغرب المستعمر

 

ها قد بدأت دول الخليج صباح يوم 26/3/2015م ومعها العديد من دول العالم العربي بشن أولى عملياتها العسكرية ضد أهداف لما يسمى التحالف اﻹنجليزي اﻷمريكي، أي: تحالف علي عبد الله صالح والحوثيين، وكلنا يعلم أن هذه الحرب ﻻ يقصد منها إﻻ أمر واحد، وليس لله وﻻ لرسوله وﻻ للمؤمنين فيها نصيب، بل هي حرب صراع ونفوذ حقيقي بين الغرب وعملائه على السيطرة على مقدرات اﻷمة المادية والاستراتيجية، والمضحك في اﻷمر أن من يقوم بإعلان الحرب هم عملاء أُخر، وينفذون ما يطلب منهم كما طلب من صالح وهادي والحوثي.

ولذلك نوجه نداء الناصح المخلص اﻷمين، نداءً لكل صاحب عقل وبصر وبصيرة، بأن أوقفوا مهزلة الاقتتال بينكم بحجة مصلحة الوطن والمواطن، فوالله ما رفعتم السلاح في وجوه بعضكم البعض إﻻ خدمة ﻷجندة المستعمر، وتنفيذا لمخططاته، فاستبحتم الدم وهتكتم العرض، وضيعتم اﻷرض، ومكنتم للكافر من بلاد المسلمين. فتوبوا إلى الله تعالى، وتبرؤوا مما أنتم فيه من غي، وثوبوا إلى رشدكم يصلح الله تعالى أمركم في الدنيا والآخرة.

فها هو مشروع الخلافة الإسلامية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قد شارف سنا شمسها على السطوع لتنير ظلام الظلم والطغيان الذي ساد اﻷرض وعم وطم. وها هو نور ضيائها يشارف على إضاءة القلوب والعقول. وها هو مشروعها السياسي الذي سيوحد اﻷمة من جديد قد شارف على أن يكون النظام البديل لهذه اﻷنظمة المهترئة الزائفة. لقد عمل حزب التحرير في اليمن فقدم ﻷهل اليمن ما قدم من نصح ومحاسبة كان أساسها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وكان هدفه أن يقيم للأمة كيان العز والفخر الذي يرعى شؤون الناس بعدل اﻹسلام وكرامته. وكان هدفه أن يوحد اﻷمة في منظومة فكرية وسياسية متكاملة، مبنية على قوله تعالى: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ﻻ فضل لعربي على عجمي إﻻ بالتقوى». وكان هدفه إزالة فرقتكم التي أكلت وشربت من دمائكم وأموالكم، فقسمكم الكافر المستعمر وعملاؤه من حكامكم إلى شمالي وجنوبي، فأضعف قوتكم ونهب خيراتكم وذهبت ريحكم، فأصبحتم من أكثر أهل اﻷرض تخلفا وفقرا. لقد عمل معكم وبينكم حزب التحرير، فكشف عمالة حكامكم، وبين مدى انسلاخهم عنكم ومدى طاعتهم ﻷسيادهم، وها هو يبينها لكم اليوم وقد أحاطت بكم الخطوب، ويتآمر عليكم من سلمتموهم زمام الأمور.

ونقول للمخلصين من أبناء اليمن أصحاب اﻹيمان، واﻹيمان يمني، ونقول ﻷصحاب العقول، والحكمة يمانية، بأن ما يجري اليوم هو معركة صراع بين أمريكا وبريطانيا على النفوذ والسيطرة على اليمن، وأدواتها عملاؤها من سياسيين فاسدين أمثال علي عبد الله صالح، الذي نهب البلاد وأفقر العباد، ومليشيات مسلحة تحمل أجندة الفرقة الطائفية لتنفيذ مخططات دولية وإقليمية، ويأتيها الدعم المالي والعسكري من كل مكان، وحكومة ضعيفة تسير بساق مكسورة باتجاه التفرقة بين أبناء اليمن بالطائفية والعصبية وسوء الرعاية. فما يجري اليوم في اليمن هو مسلسل لن ينتهي قبل أن يزرع الفرقة بين اﻷهل، ويريق الدم المعصوم، ليصل في النهاية إلى تحقيق أطماع المستعمر وعملائه، بالسيطرة على اليمن وأهله ومقدراته الاسترتيجية والمالية والسياسية. فالخلافة هي عزكم، وهي الضامن لوحدتكم، وهي العاصم لدمائكم، وهي المحافظ على مقدراتكم وأموالكم، وهي الراعي لشؤونكم، فلا تمكنوا أعداءكم منكم، عصم الله دماءكم.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ إبراهيم حجات

 

 

2015_03_27_Art_Yemen_A_new_war_against_Muslims_AR_OK.pdf