سوريا بين التوافقات والمنافرات
صرح وزير الخارجية التونسية الطيب البكوش في لقاء إعلامي بأنه وقع على رفع التجميد على التمثيل الدبلوماسي مع سوريا، ويقابله من جهة أخرى تصريح مختلف تماما بل مناقض له من رئيس الدولة الباجي قائد السبسي لقناة فرانس 24، أكد فيه بأن السياسة الخارجية هي من مشمولاته وأن وزير الخارجية لا يتعدى كونه منفذا فقط.
وموضوع العلاقات مع سوريا يذكرنا بأنها كانت مادة تجاذبات في قلب المعارك الانتخابية، ومثل هذه الأمور تعودنا عليها في بلادنا من حيث أخذ الموقف ونقيضه وأن القرارات تتخذ بناء على ترضيات وتوافقات غادرة لما قامت عليه الثورة، بل مخالفة لوجهة نظر الأمة التي يحاول الساسة الرمي بها عرض الحائط، والكل يدرك أن أهل تونس يسيرون في اتجاه والسياسيون يسيرون في اتجاه آخر مناقض لأهلهم ولبلدهم، وحدث عن التطبيع وتحصين الثورة وتضييع الثروات ونهبها وتبييض مجرمي العهد السابق، والكل يدرك أن هندسة السياسة الداخلية أو الخارجية للبلاد موكولة إلى الأجنبي بغطاء مسميات عدة بل بوقاحة وجرأة التبجح بذلك.
وهذا الحديث وبغض النظر عن موضوع السفارات في أمة واحدة لتكريس التفرقة وإثبات التقسيم الذي وضعه المستعمر حيث أصبحت مشكلتهم إرجاع التمثيل الدبلوماسي من عدمه لأن هذه الحكومات لا يهمها أمر المسلمين الذين أهدرت دماؤهم وكما قال المسؤولون أن مشكلتهم مع من سيتعاملون؟ حسب قولهم، وتم إهمال قتل أكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف بالبراميل المتفجرة والغازات السامة الممنوعة دوليا.
والحقيقة أن واقع السياسة الخارجية في ظل نظام حكم ليبرالي مخضرم بأيادٍ أقل ما يقال فيها أن لها صلات مشبوهة مرتبطة بعمالة أجنبية لا تتحكم في مصيرها.
– وجود قادة فاشلين وغير مبالين بآلام ومشاكل أمتهم، بالإضافة إلى النظام الفاسد والظالم الذي أعيد تطبيقه تحت شعارات مختلفة.
إن الصراع الغالب في سوريا هو صراع حضاري سياسي يدور بين طرفين، طرف أمريكا التي يتبعها الطرف الأوروبي وروسيا والعملاء والأتباع، وطرف الأمة المركَّز في أهل الشام.
وعليه نقول:
إن ثورة الأمة واحدة، وإن السفارات لا تكون إلا مع الأجنبي…
بل الأصل قطع العلاقات بالكامل من قبل السياسيّين المخلصين والعسكريّين مع الدول الغربيّة وعملائها الذين لهم يد في قتل الناس، والانعتاق التامُّ عن المالِ السياسيّ الوسخ، واعتبارُ كلِّ من يقفُ في وجهِ مشروعِ الثورة هو خائناً لله ولرسوله وللمؤمنين.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ» رواه أحمد وأبو داود.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليم صميدة
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس
2015_04_14_Art_Syria_between_agreement_and_repulsion_AR_OK.pdf