يوميات حاملة دعوة في رمضان الحلقة الأولى
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
حياكم الله معنا من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
حيث يتجدد لقاؤنا معكم في فقراتنا المتتابعة ونتناول سلسلة من حلقات بعنوان يوميات حاملة دعوة في رمضان
كلام يتمحور حول يوميات حاملة الدعوة المسلمة التي تطمح بل وتعمل إلى أن تسود أفكارها الإسلامية النقية بين سائر المسلمين, وما يترتب من وسائل وأساليب تستطيع الداعية استغلالها في هذا الشهر الفضيل لتوصيل أفكارها لأهل بيتها ورحمها وسائر الناس.
فحري بنا أن نكون خير مثال بين الناس ونحن ندعوهم إلى اتباع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم, سواء كان الاتباع في العمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية أم اتباع في أصغر أمور الحياة من مأكل أو مشرب أو مسكن.
لهذا كله اقتطفت لكم هذه الأزهار من بساتين الدعوة، عسى أن تـساهم في هذا الزاد الكريم وتعيننا على بلوغ الغاية بتوفيق الله ومنه، عارضين صورة مصغرة لحاملة الدعوة في هذا الشهر المبارك , فنجعل رمضان بنا يزهو ليكون كما أراده الله لنا, فنحن من نعطي الصورة لهذا الشهر,
هذه الصورة التي ارتضاها الله لنا لا تكتمل إلا من خلال مجتمع يحكم بالإسلام في جميع جوانبه ويكون أمانه بأمان المسلمين ولا يتأتى ذلك إلا من خلال دولة الخلافة الإسلامية القائمة قريبا بإذن الله تعالى.
فشهر رمضان فرصة عظيمة للدعوة إلى الله، فهاهي القلوب ترق، وهاهي النفوس تهفو إلى الخير، وتجيب داعي الله؛ فهلا استشعرت مسئوليتك، وهلا استفرغت في سبيل الدعوة طاقتك وجهدك، وهلا أبلغت وأعذرت، ورفعت عن نفسك التبعة؟!.
أيها الصائم ويا أيتها الصائمة
لقد أظلكم شهر عظيم، شهر رمضان الكريم. شهر الصيام والقيام, شهر القرآن. شهر تضاعف فيه الحسنات, وترفع به الدرجات. شهر كالسوق قام ثم انفض, ربح فيه من ربح, وخسر فيه من خسر. شهر تتناثر حباته, فيا سعد من حرص على جمعها بالليل والنهار والأسحار, فصام أيامه، وقام لياليه، وأمر فيه بالمعروف، ونهى فيه عن المنكر, وحمل فيه الدعوة إلى الإسلام. شهر يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم “إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ” [رواه الترمذي].
فالواجب أن نتحفز ونحفز أنفسنا ولا نتهاون في أوله أو وسطه أو آخره فنحاول تحقيق أقصى قدر من المنافسة بين أجزائه فالله جل جلاله ينظر إلى تنافسنا في الخير ويباهي بنا الملائكة فلنري الله منا خيرا .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن لربكم في أيام دهركم لنفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا)
فهنيئا لكم شهر رمضان المبارك يا خير أمة أخرجت للناس، وتقبل الله منا ومنكم الطاعات. ونسأل الله عز وجل أن يكون هذا الشهر الكريم، شهر خير وبركة وعز وانتصار للأمة الإسلامية. ونسأله سبحانه وتعالى أن يعيده علينا ونحن مستظلين بظل سلطان الإسلام , وتحت إمرة أمير المؤمنين , خليفة المسلمين , لنتقي به ونقاتل من وراءه . اللهم آمين .
إنني ومن مقامي هذا لا أريد أن أكرر على مسامعكم الحديث التقليدي الذي تعودتم عليه, ولا أريد أن أردده كما يتردد عليكم كل عام .
لأنكم تعلمون مدى أهمية هذا الشهر المبارك في حياة المسلمين ؛ فهو الشهر الذي تتجلى فيه الرحمات الربانية, والبركات الإلهية. وتعلمون أيضا أن أبواب المغفرة والتوبة والعتق من النار تفتح فيه على مصراعيها ليصفح الله عز وجل عن الكثير من المذنبين، والآثمين والشاردين، والمبتعدين عن صراطه. فهذا الكلام سمعتموه ولازال يتكرر عليكم حتى أنكم شربتموه .
فلنحيا معا مع يوميات حاملة دعوة في هذا الشهر الكريم واقفين على محطات أيامها وقفة وقفة…
اللهم أني أسألك بانقشاع الظلمة عن الغيوم الملبدة كي نرى هلال قدوم دولة الإسلام ….اللهم آمين آمين
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أعدته للإذاعة: الأخت خلافة راشدة