رمضان والخلافة – أمر المسلمين في الدنيا وفي الآخرة أعز منه – أبو أيمن
الحمد لله رب العالمين حمد التائبين الطائعين المخلصين وصلي اللهم على سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
أيها المسلمون حديثنا اليوم بعنوان أمر المسلمين في الدنيا عزيز وأعز منه في الآخرة
أيها المسلمون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً فقال: أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيماناً قالوا: يا رسول الله الملائكة قال صلى الله عليه وسلم: هم كذلك يحق لهم ذلك، وما يمنعهم من ذلك وهو أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها بل غيرهم قالوا: يا رسول الله الأنبياء الذين أكرمهم الله برسالته والنبوة قال: هم كذلك ويحق لهم وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالمنزلة التي أنزلها بها بل غيرهم قالوا: يا رسول الله الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء قال هم كذلك ويحق لهم وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة بل غيرهم قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني ويجدون الورق المعلق (قرآنا وحديثا وسيرة) فيعملون بما فيه (أفراداً وجماعات) تطبيقاً في الحياة فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً.
أيها المسلمون هؤلاء الأقوام هم المسلمون هم أنتم آمنوا بالله عقلاً وبالإسلام عقيدة آمنوا بما أنزل الله، آمنوا بكتاب الله (القرآن)، أمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ولم يروه، آمنوا بأحاديثه (أقواله) وأفعاله وإقراره وسيرته …. ولم يروه.
أيها المسلمون هؤلاء الأقوام هم أنتم ومن كان على شاكلتهم من المؤمنين باختلاف الأزمان وعلى مر العصور هؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً وأكرمهم عند الله وأتقاهم لأنهم نخبة آمنوا وقد زاغ وضل كثير من الناس في عصرهم من دعاة الديمقراطية والعلمانية والاشتراكية من أتباع القومية والوطنية.
أيها المسلمون أولئك النخبة لأجر الواحد منهم بخمسين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم يقودهم إلى الغزوات وفي الدعوة يحتمون به ويلوذون به وهو يرفع يديه إلى ربه يدعوه ويضرع إليه أن ينصره ويثبت قلوب المؤمنين. يقول صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون عقله الذي يعقل به» بمعنى أن يدرك المسلم صلته بخالقه عند قيامه بالأفعال، يتذكر الأحكام الشرعية التي تنظم وتضبط أفعاله وسلوكه في هذه الحياة.
ويقول صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده» بمعنى أن يكون المسلم في كل حياته عاملاً لله، محباً لرسول الله مطبقاً لشرع الله وما تنزل على رسول الله (من أحكام) في الكتاب والسنة وقد تجرد من كل أمر من ماله وولده وصاحبته حتى من نفسه ابتغاء مرضاة الله عز وجل التي هي أم الغايات وغاية الغايات.
يقول صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به».
من غير نفاق ولا رياء ولا سمعة، من غير تكسب ولا تزلف ومن غير طمع في مركز أو جاه تبعده عن جادة الصواب أو تحرفه عن السبيل السوي سبيل الله عز وجل.
أيها المسلمون اعلموا بأن تاج الفروض وذروة الفروض وأعز الفروض هو فرض قيام دولة الخلافة الذي تقوم به كل الفروض والسنن.
الذي به يعز هذا الدين ويعز المسلمون وتعيش البشرية من آمن منها في حياة كريمة لا باطل ولا ظلم ولا فسوق ولا جرائم ولا منكرات.
فاستجيبوا أيها المسلمون لمن يدعوكم لهذا الفرض العظيم لقيام دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة الثانية.
وتقبل الله أيها المسلمون طاعاتكم وعباداتكم وصومكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ أبي أيمن