كُلُّ أُمَّةٍ وُضِعَتِ الْغَيْرَةُ فِي رِجَالِهَا، وُضِعَتِ الصِّيَانَةُ فِي نِسَائِهَا
أطلق المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير حملة بعنوان “نصرة لأخواتنا المعتقلات في سجون بنغلادش” وهي حملة واسعة تهدف إلى تحريك الرأي العام ضدّ نظام حسينة الغاشم الظالم والضغط عليه حتى يطلق سراحهنّ.
لقد تمادى نظام بنغلادش في انتهاكاته لحملة الدعوة ليكمّم أفواههم ويخرس أصواتهم الناطقة بالحق فاعتقل وسجن وعذّب منهم الكثير.. يحسب بذلك أنّه سينجح في إحكام قبضته وفرض جبروته على النّاس بالحديد والنّار ولكنّ أصوات الحقّ صامدة لا يثنيها عن طريقها تجبّر ولا ظلم ولا تهديد ولا وعيد… لقد اتّضحت السبيل أمام أصحابها رجالا كانوا أو نساء، الكلّ يعمل والكلّ لا يرتاح ولن يرتاح إلاّ عند بلوغ الغاية: تحكيم شرع الله ولفظ كلّ ما سنّ من سواه.
هذا هو مسار حزب التحرير وعلى هذا ربّى شبابه وشاباته: تضحية بالروح والمال وبكلّ ما يملك لإعلاء كلمة الله والحكم بدينه والوقوف في وجوه الطغاة من الكفار وعملائهم وكشفهم وتبيان مؤامراتهم.
إنّ حزب التحرير الذي يعمل على استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة يسعى من وراء كلّ ذلك إلى إعادة مجد هذه الأمة وعزّها فـ”نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله”.
إنّ من يعمل على إعادة العزّة للأمّة يقف دوما كاشفا لظلم الحكومات والأنظمة القائمة التي تسعى لترسيخ دعائم الكفر ويبيّن للناس ما يحاك ضد الأمّة حتى تبقى ذليلة عليلة تجري لاهثة وراء الأمم تتبعها ولو دخلت جحر الضبّ.
هذه الأمّة التي كانت لها أرض وكان لها عرض تسيل من أجله الدماء التي تجري في العروق، واليوم ماذا حدث لهذه الأمة وما الذي يجري في العروق؟؟ أظنّ أنّ الدّم قد تحوّل ماءً!!!
جُيِّشَت من أجل امرأة واحدة جيوش لما كانت الغيرة والنخوة فسارت وتحرّكت حثيثة من أجل استغاثة… استغاثات النساء وصرخاتهن أدّت إلى فتوحات وإقامة دين الله في أراض كثيرة؛ فقد جيّش رسولنا الكريم جيش المدينة ليثأر لمسلمة انتهك عرضها يهودي، وصرخة “واحجاجاه” كانت كفيلة بفتح الهند والسند وكذا عمورية فتحت باستغاثة “وامعتصماه”.
واليوم تعتقل النساء وتنتهك الأعراض وما من مجيب لا للصرخات ولا للاستغاثات ولا للنداءات بل لعلّه يقول:
عذرًا أيا أختاهُ إنّ نساءَنا | عقِمتْ فلمْ تحمِلْ بمعتصمٍ جديدْ |
أحداث مريعة تمسّ نساء المسلمين في كلّ البقاع؛ في فلسطين ومصر وبورما والعراق وسوريا وبنغلاديش و… القائمة تطول كما يطول الانتظار!! انتظار جيوش الأمّة لتخلّص النّساء من براثن الأعداء الأشقياء.
أمّة الإسلام أيّ خير يرجى منك إن لم يحم رجالك نساءك؟ أيّ عزّ نأْمَلُه فيك إن لم تُكرَم المرأةُ ومِن الطغاة لا تُهان؟
القلب ينفطر لما آلت إليه حال نساء المسلمين والعين تدمع لما ترى من انتهاكات لأعراضهنّ:
أمّتي كم غصّة دامية | خنقت نجوى علاك في فمي |
اسمعي نوح الحزانى واطربي | وانظري دمع اليتامى وابسمي |
ودعي القادة في أهوائها | تتفانى في خسيس المغنم |
ربّ وامعتصماه انطلقت | ملء أفواه البنات اليتم |
لامست أسماعهم لكنّها | لم تلامس نخوة المعتصم |
لهذا يطلق حزب التحرير هذه الحملة لتحفيز الهمم حتى تلامسَ نخوةَ المعتصم فينادي لبّيك أختاه ويرفعَ الهممَ فيعود للأمة عزُّها وتصبح في أعلى القمم.
فيا أمّة الإسلام! كُلُّ أُمَّةٍ وُضِعَتِ الْغَيْرَةُ فِي رِجَالِهَا، وُضِعَتِ الصِّيَانَةُ فِي نِسَائِهَا
فهبّوا يا رجال الأمّة وفكّوا أسر أخواتكم ففي ذلك كرامتكم وعزّتكم وبه تعود دولتكم
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصامت
2015_09_11_Art_The_jealousy_of_men_and_the_maintenance_of_women_AR.pdf