مع الحديث الشريف
باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في ” باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات”.
حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا”.
قوله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها توجد من مسيرة كذا وكذا) هذا الحديث من معجزات النبوة، فقد وقع هذان الصنفان، وهما موجودان. وفيه ذم هذين الصنفين. قيل: معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها، وقيل: معناه تستر بعض بدنها، وتكشف بعضه إظهارا بحالها ونحوه، وقيل: معناه تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها.
وأما (مائلات) فقيل: معناه عن طاعة الله، وما يلزمهن حفظه. (مميلات) أي يعلّمن غيرهن فعلهن المذموم، وقيل: مائلات يمشين متبخترات، مميلات لأكتافهن. وقيل: مائلات يمشطن المشطة المائلة، وهي مشطة البغايا. مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة. ومعنى (رؤوسهن كأسنمة البخت) أن يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوهما.
يُعتبر هذا الحديث من دلائل النبوة، فقد وصف رسولنا الكريم هذا الواقع الذي نراه وصفا دقيقا، أجل، صنفان من الناس رآهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النار في رحلة الإسراء والمعراج ولم يرهما في الدنيا، وها نحن نراهما بأعيننا في هذا الزمان.
أما الصنف الأول “قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس..” فهم جلاوزة الأنظمة الذين يطلق عليهم اليوم رجال الأجهزة الأمنية في البلاد الإسلامية قاطبة، حيث يسومون الناس سوء العذاب بدلاً من حمايتهم من أعدائهم! والعجيب الغريب أن قصصَ ورواياتِ التعذيب التي تمارسها تلك الأجهزة تملأ أذهان الناس وتطغى على الحديث في مجالسهم من كثرتها وشدتها وبشاعتها، وليس أقلها تعرية المساجين وضربهم ضربا مبرحا بالهراوات وتسليط الكهرباء على أجسادهم العارية كما حدث في سجن أبو غريب وغيره، ولا شك أن هذا باتفاق بين جميع دول الغرب الكافرة وغيرها من بلدان المسلمين.
وأما الصنف الثاني فهو النساء الكاسيات العاريات اللواتي يغرين الناس، فقد وصفهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصفا دقيقا، وكأنه يتحدث عن واقع ما يُعرف اليوم بصالونات الشعر، وما تخرّجه من لفّات للشعر، حيث أصبحت رؤية أسنمة البخت هذه، وهي تطوف في شوارع المسلمين منظرا مألوفا، وإن وضعن فوقها غطاءً للرأس ملونا وسموه منديلا.
أيها المسلمون:
ماذا بعد بيان رسولكم الكريم؟ ما أنتم فاعلون بعد أن رأيتم بأعينكم ما وصفه لكم حبيبكم عليه الصلاة والسلام؟
ما لنا نرى أهل النار يمشون بيننا في الطرقات ولا نحرك ساكنا؟ ألا يجدر بكم أن تتحركوا بعد أن تحققتم من هذا المنكر، فتقوموا عاملين مع حملة الدعوة الذين نذروا أنفسهم للقيام بهذا العمل، من خلال إقامة دولة الإسلام التي تُطبق الدين كاملا في كل مناحي الحياة، فنرى المسلمات عفيفات في لباسهن بدل هذا الفجور.
نسأل الله أن يكون هذا قريبا. اللهم آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم