نفائس الثمرات دعِ التَّشَاغُلَ بالْغِزْلَانِ وَالغَزَلِ
\n
دعِ التَّشَاغُلَ بالْغِزْلَانِ وَالغَزَلِ … يَكْفِيكَ مَا ضَاعَ مِنْ أَيَّامِكَ الأَوَلِ
\n
ضَيَّعْتَ عُمْرَكَ لا دُنْيَا ظَفْرِتَ بِهَا … وَكُنْتَ عَنْ صَالِح الأَعمَالِ في شُغُلِ
\n
تَرَكْتَ طُرْقَ الهُدَى كالشمسِ واضِحَةٍ … وَمِلْتَ عنها لِمُعْوَجٍّ مِنَ السُّبُلِ
\n
ولم تَكُنْ نَاظَرًا في أمْرِ عَاقَبَةٍ … أَأنْتَ في غَفْلَةٍ أم أَنْتَ في خَبَلِ
\n
يَا عَاجِزًا يَتَمَادَى في مُتَابَعَةِ النَّـ … نَفْسِ اللجُوجِ ويَرْجُو أَكْرَمَ النُّزلِ
\n
هلا تَشَبَّهْتَ بالأكياسِ إِذْ فَطِنُوا … فَقَدَّمُوا خَيْرَ مَا يُرْجَى مِنَ العَمَلِ
\n
فَرَّطْتَ يَا صَاحِ فَاسْتَدْرِكْ عَلَى عَجَلٍ … إِن المَنِيَّةَ لا تَأتِي عَلَى مَهَلِ
\n
هَلْ أَنْذَرَتْكَ يَقِينًا وَقْتَ زَوْرَتِهَا … أَوْ بَشَّرَتْكَ بِعُمْر غَيْرِ مُنْفَصِلِ
\n
هَيْهَات هَيْهَاتَ مَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ … ولا الزَّمَانُ بِمَا أمَّلْتَ فيه مَلي
\n
لا تَحْسَبَنَّ الليَالِي سَالَمَت أَحَدًا … صَفْوًا فَمَا سَالَمَتْ إِلا على دَخَلِ
\n
ولا يَغُرَّنْكَ مَا أُوِليتَ مِنْ نِعَمٍ … فَهَلْ رَأَيْتَ نَعِيمًا غَيْرَ مُنْتَقِلِ
\n
ولا تُدَاهِنْ فَتىً مِنْ أَجْلِ نِعْمَتِهِ … يَوْمًا وَلَوْ نِلْتَ مِنْهُ غَايَةَ الأمَلِ
\n
واعْمَلْ بِعِلْمِكَ لا تَهْجُرْهُ تَشْقَ بِهِ … وانْشُرْهُ تَسْعَدْ بِذِكْرٍ غَيْرِ مُنْخَذِلِ
\n
وَمَن أَتَى لَكَ ذَنْبًا فَاعْفُ عَنْهُ وَلا … تَحْقُدْ عَلَيْهِ وفي عُتْبَاهُ لا تَطُلِ
\n
عَسَاكَ بِالعَفْوِ أَنْ تُجْزَى إذَا نُشِرَتْ … صَحَائِفٌ لَكَ مِنْهَا صِرْتَ في خَجَلِ …
\n
وَلَا تَكُنْ مُضْمِرًا مَا لَسْتَ تُظْهُرُهُ … فَذَاكَ يَقْبحُ بَيْنَ النَّاسِ بالرَّجُلِ
\n
ولا تَكُنْ آيِسًا وارْجُ الكَرِيمَ لِمَا … أَسْلَفْتَ مِنْ زَلَّةٍ لَكِنْ عَلَى وَجَلِ
\n
وَقِفْ عَلَى بَابِهِ المَفْتُوحِ مُنْكَسِرًا … تَجْزِمْ بِتَسْكِينِ مَا فِي النَّفْسِ مِن عِلَلِ
\n
وارْفَعْ لَهُ قِصَّةَ الشَّكوَى وسَلْهُ إِذَا … جنَّ الظَّلامُ بِقَلْبٍ غَيْرِ مُشْتَغِلِ
\n
ولازِمِ البَابَ واصْبِرْ لا تَكُنْ عَجِلاً … واخْضَعْ لَهُ وتَذَلَّلْ وَادْعُ وابْتَهِلِ
\n
وَنَادِ يَا مَالِكِي قَدْ جِئْتُ مُعْتَذِرًا … عَسَاكَ بِالعَفْوِ والغُفْرَانِ تَسْمَحُ لِي
\n
فَإِنَّنِي عَبْدُ سِوْءٍ قَدْ جَنَى سَفَهًا … وَضَيَّعَ العُمْرَ بَيْنَ النَّومِ والكَسَلِ
\n
وغَرَّهُ الحِلْمُ والإِمْهَالُ مِنْكَ لَهُ … حَتَّى غَدَا في المَعَاصِي غَايَةَ المُثُلِ
\n
وَلَيْسَ لِي غَيْرُ حُسْنِ الظَّنِّ فِيكَ فَإِنْ … رَدَدْتَنِي فَشَقَاءٌ كَانَ فِي الأَزَلِ
\n
\n
حَاشَاكَ مِنْ رَدِّ مِثْلِي خَائِبًا جَزِعًا … والعَفْوُ أَوْسَعُ يَا مَوْلاي مِنْ زَلَلي
\n
\n
وَلَمْ أكُنْ بِكَ يَومًا مُشْركًا وإلى … دينٍ سِوَى دينكَ الإِسْلامِ لَمْ أَمِلِ
\n
وكَانَ ذَلكَ فَضْلاً مِنْكَ جُدْتَ بِهِ … وَلَيْسَ ذَاكَ بِسَعْي كَانَ مِنْ قِبَلي
\n
\n
\n
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
\n
\n