نفائس الثمرات
الْمُرُوءَةَ
اعْلَمْ أَنَّ مِنْ شَوَاهِدِ الْفَضْلِ وَدَلاَئِلِ الْكَرَمِ الْمُرُوءَةَ الَّتِي هِيَ حِلْيَةُ النُّفُوسِ وَزِينَةُ الْهِمَمِ. فَالْمُرُوءَةُ مُرَاعَاةُ الأحْوَالِ الَّتِي تَكُونُ عَلَى أَفْضَلِهَا حَتَّى لاَ يَظْهَرَ مِنْهَا قَبِيحٌ عَنْ قَصْدٍ وَلاَ يَتَوَجَّهُ إلَيْهَا ذَمٌّ بِاسْتِحْقَاقٍ. رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: \”مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ يَظْلِمْهُمْ، وَحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذِبْهُمْ، وَوَعَدَهُمْ فَلَمْ يُخْلِفْهُمْ، فَهُوَ مِمَّنْ كَمُلَتْ مُرُوءَتُهُ وَظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ وَوَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ\”. وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: مِنْ شَرَائِطِ الْمُرُوءَةِ أَنْ يَتَعَفَّفَ عَنْ الْحَرَامِ، وَيَتَصَلَّفَ عَنْ الآثَامِ، وَيُنْصِفَ فِي الْحِكَمِ، وَيَكُفَّ عَنْ الظُّلْمِ، وَلاَ يَطْمَعَ فِيمَا لاَ يَسْتَحِقُّ، وَلاَ يَسْتَطِيلَ عَلَى مَنْ لاَ يَسْتَرِقُّ، وَلاَ يُعِينَ قَوِيًّا عَلَى ضَعِيفٍ، وَلاَ يُؤْثِرَ دَنِيًّا عَلَى شَرِيفٍ، وَلاَ يُسِرَّ مَا يَعْقُبُهُ الْوِزْرُ وَالإثْمُ، وَلاَ يَفْعَلَ مَا يُقَبِّحُ الذِّكْرَ وَالاسْمَ.
\n
\n
\n
أدب الدنيا والدين للماوردي
\n
\n
\n
\n
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته